يُعتبر التعليم عن بعد في السعودية أحد أبرز الدلائل على أن كل محنة تنطوي في ذات نفسها على منحة من نوع مخصوص، صحيح أن التعليم الافتراضي نظام معروف ومعمول به عالميًا، إلا أن إحدى فضائل كورونا _ولهذه الجائحة العديد من الأيادي البيضاء إن نحن آثرنا النظر إليها من زاوية نظر مخصوصة_ أن التعليم عن بُعد في السعودية أمسى شائعًا ومنتشرًا.
غير أن انتشار هذا النمط التعليمي الافتراضي في المملكة بهذه السرعة، وقدرتها _ممثلة في الوزارات والهيئات المعنية_ على التأقلم السريع والفاعل مع تلك المتغيرات خير دليل على أننا إزاء تحولات شتى على بنية الفكر والممارسة في المملكة.
والحق أن الذهاب إلى خيار التعليم عن بعد في السعودية كان ضرورة؛ فطالما أن جائحة كورونا ألقت بظلالها وآثارها على العملية التعليمية ككل _كما هو الحال بالنسبة لشتى القطاعات الأخرى_ فكان لا بد من استحداث نمط جديد مبتكر يمكن من خلاله استمرار التعلم والحفاظ، في الوقت ذاته، على صحة وسلامة أبناء وبنات المملكة.
اقرأ أيضًا: التعليم الإلكتروني وسيلة لاستمرار التعليم
التعليم عن بعد في السعودية
إيمانًا من قيادة المملكة الرشيدة بضرورة استمرار التعلم، والحفاظ على صحة وسلامة التلاميذ والطلاب، تم إطلاق العديد من منصات التعليم عن بعد في السعودية والتي يذكر «رواد الأعمال» بعضها على النحو التالي..
-
منصة نمو التعليمية Nomuo
نمو هي إحدى منصات التعليم عن بعد في السعودية، وهي منصة تعليم الكترونية فريدة من نوعها مصممة لتنمية جيل مزدهر من الطلاب في عالم يشكل فيه الإبداع والابتكار والتفكير الريادي المستقبل.
وتسهر المنصة على تعليم الصغار كيفية الازدهار والإبداع في القرن الواحد والعشرين؛ عن طريق تدريس مواضيع مختلفة مثل: الذكاء العاطفي، القيادة، وتطوير البرمجيات، ريادة الأعمال.
ويتعلم أيضًا الطلاب هذه المهارات المهمة من خلال فصول ”نمو“ المباشرة الحية عبر الإنترنت والمجهزة بخاصية المحادثة عبر الفيديو، العروض والشرح التفاعلي، الألعاب التفاعلية وغير ذلك الكثير.
وكل فصل مجهز بمعلمين ذوي كفاءة عالية من جميع أنحاء العالم، في بيئة مسلية وحيوية مصممة لجذب انتباه وخيال طلابها.
وتم تطوير دورات هذه المنصة بالتعاون مع خبراء في مواضيع مختلفة من مختلف دول العالم؛ من أجل إحداث تغيير إيجابي في حياة طفلك. ويتناول منهج ”نمو“ الموضوعات والمواد التي لا تدرس بالفعل في المدارس العادية على الرغم من أهميتها الاستراتيجية للنجاح في عالم اليوم، وأهميتها في تطوير مهارات القرن الواحد والعشرين.
اقرأ أيضًا: التعليم الإلكتروني وتطوير العقل البشري.. هل من علاقة؟
-
«عين» بوابة التعليم الوطنية
بوابة عين بوابة التعليم الوطنية هي إحدى منصات التعليم عن بعد في السعودية، وهي واحدة من المنصات الإلكترونية التي تعني بتقديم خدمات تعليمية للطلاب في المملكة العربية السعودية، كما تقدم خدمات جمة للمدرسين وأولياء الأمور.
ويسعى نظام البوابة إلى إخراج عملية التعليم عن بُعد بالسعودية في أفضل صورها؛ وذلك من خلال توفير أدوات تعليمية غير تقليدية لتوفير المعلومات للطلاب بطريقة أسهل، بالتالي تحقق أكبر فائدة للطالب من التعليم.
وتقدم بوابة عين السعودية خدماتها إلكترونيًا استمرارًا لنظام التعلم الإلكتروني الذي بدأ في الفصل الدراسي الثاني لعام 1441.
وتوفر البوابة الوصول إلى المناهج الدراسية وتعلم أساسيات البرمجة وتدعم التعلم المجاني، كما توفر مبادئ تعلم اللغة الإنجليزية للآباء، وإمكانية إجراء الاختبارات الإلكترونية لأبنائهم؛ من أجل تحديد مستوى تحصيل الأطفال ونقاط ضعفهم للتركيز عليها وتطويرها.
وتم اختيار عين بوابة التعليم الالكترونية كأحد أهم المواقع التي تفيد العملية التعليمية سواء للطالب أو المعلم أو القائد أو المسؤول أو ولي الأمر؛ وذلك بعد قرار تعليق الدراسة في المملكة العربية السعودية؛ بسبب الظروف العالمية وانتشار فيروس كورونا.
اقرأ أيضًا: قنوات حديثة.. كيف يمكن تدريس ريادة الأعمال في المدارس؟
-
منصة عين المبدع
أصبحت منصة عين المبدع واحدة من أهم منصات التعليم عن بعد في السعودية؛ إذ يقصدها كل من المعلمين والطلاب؛ أملًا في الحصول على دورات تدريبية إثرائية من شأنها أن ترفع مهارات كل منهم بسهولة وخلال وقت قصير.
والمنصة عبارة عن أكاديمية مُتخصصة في التعليم عن بُعد بالسعودية؛ وتهدف إلى تطوير القدرات الخاصة بالعناصر الأساسية في العملية التعليمية وهما الطالب والمعلم؛ عبر تقديم مجموعة من البرامج التعليمية الثرية التي يتم الاعتماد على نخبة من الخبراء والمحترفين بمختلف المجالات التعليمية في إعدادها.
وتسعى هذه الأكاديمية بشكل فعلي إلى أن تكون شريكًا استراتيجيًا مُساهمًا بفاعلية في تحسين عملية التعليم عن بعد في السعودية، وتطوير أساليب التعلم بشكل عام.
اقرأ أيضًا: الاستثمار في التعليم الإلكتروني
-
منصة مدرستي
هي منصة أطلقتها وزارة التعليم في المملكة العربية السعودية بدلًا من منصة نظام التعليم الموحد؛ لمساعدة الطلاب في استكمال دراستهم في نظام منصات التعليم عن بعد في السعودية.
وتحتوي منصة مدرستي الرقمية على حزمة من الأدوات التعليمية المساندة لتخطيط وتنفيذ العملية التعليمية عبر الفصول واللقاءات الافتراضية، بالإضافة إلى الواجبات والاختبارات الإلكترونية، وساحات النقاش، والاستبيانات الإلكترونية، كذلك المصادر التعليمية المتنوعة (فيديوهات مرئية وكرتونية – واقع معزز – مصادر ثلاثية الأبعاد – قصص وكتب تربوية)، وتوفير البريد الإلكتروني، وبرامج مايكروسوفت أوفيس 365.
وتوفر منصة مدرستي مجموعة من القنوات المتنوعة والمتجددة للتواصل الفعّال بين المستفيدين من الطلاب والطالبات وأولياء أمورهم والمعلمين والمعلمات وقادة المدارس والمشرفين التربويين، كما تتيح إضافة الكتب والمقررات الدراسية لجميع مراحل التعليم العام، ومسارات تعليمية وتفاعلية متنوعة، بينما تجيب عن أكثر من 100 ألف سؤال إلكتروني محكّم لكل المقررات الدراسية، إلى جانب منصات رقمية تضم أكثر من 45 ألف محتوى رقمي تعليمي متنوّع، بين المرئي، والإلكتروني والألعاب، وأكثر من 450 ألف خطة درس إلكتروني بمشاركة معلمين ومعلمات.
اقرأ أيضًا: منصة مدرستي.. نظام تعليم تفاعلي للدراسة عن بُعد
-
تطبيق الروضة الافتراضية
هذا أحد تطبيقات التعليم عن بعد في السعودية، وهو تطبيق أطلقته وزارة التعليم السعودية؛ كي يتمكن جميع الأطفال في المملكة من الحصول على المهارات والمفاهيم التربوية المناسبة وفق المعايير التنموية للتعليم الحديث في المملكة.
ويعتبر التطبيق إحدى منصات التعليم عن بعد في السعودية المتوافقة مع أجهزة iPhone بالإضافة إلى الهواتف الذكية التي تعمل بنظام Android.
اقرأ أيضًا: خالد الفايز: المملكة يسّرت لنا كل الإمكانات لإكمال تعليمنا في الخارج
المنصات الجامعية
ولا يمكننا أن نتحدث عن التعليم عن بعد في السعودية ونغفل دور المنصات الجامعية التي لعبت دورًا محوريًا في تيسير العملية التعليمية خلال جائحة كورونا؛ إذ تحتوي هذه المنصات الافتراضية الجامعية على مليون و421 محتوى تشمل كل المقررات الدراسية.
وهناك 993 ألف حساب فعّال على المنصات الجامعية بالمملكة، وتجاوز عدد الزيارات على منصات الجامعات بالمملكة الـ 6 ملايين زيارة.
اقرأ أيضًا: كيف أثبتت تطبيقات “التعليم عن بُعد” فاعليتها خلال أزمة كورونا؟
-
نظام إدارة التعلم الإلكتروني Blackboard
هو نظام فعّلته جامعة جازان إثر انتشار فيروس كورونا، وهو واحد من نظم إدارة التعلم الإلكتروني المتكاملة؛ حيث يقوم بإدارة العملية التعليمية بطريقة تزامنية وغير متزامنة، ويتيح بيئة تعلم آمنة يقدم المعلمون مقرراتهم ومحاضراتهم من خلال إضافة الوسائط المتعددة (نص، صور، صوت، فيديو، رسوم)، يجتمع فيها المتعلمون ليتصفحوا المحتوى -كلّ بحسب حاجته- ويتواصلون فيما بينهم عبر أدوات الاتصال المتعددة (البريد الإلكتروني والمنتديات).
وساهمت عمادة التعليم الإلكتروني وتقنية المعلومات في تأهيل أكثر من 23 وحدة تعليم إلكتروني بكليات الجامعة تضم أكثر من 60 عضوًا يتحدثون باللغتين العربية والإنجليزية؛ للتدريب والدعم الفني وتسهيل عمليات الاتصال والتنفيذ.
اقرأ أيضًا: أهم المشاريع الناشئة في المملكة.. طفرة تنموية سريعة
-
برنامج رافد الإلكتروني
هو أحد أنظمة التعليم عن بعد في السعودية، وفعلته جامعة الباجة؛ تجاوبًا منها مع ظروف انتشار فيروس كورونا المستجد.
وبلغت نسبة إحصاءات الفصول الافتراضية نحو 1372 محاضرة مسجلة، و7852 فصلًا افتراضيًا جرى إنشاؤه، وحضور 74210؛ كما بلغ عدد ساعات الاتصال عن بُعد 7013 ساعة، وعدد ساعات المحاضرات المسجلة 490 ساعة.
وكانت الجامعة وضعت خطة تضمنت إنشاء جلسات افتراضية عبر برنامج رافد لجميع مقررات الجامعة بمختلف درجاتها العلمية، بالإضافة إلى عقد ورش تدريبية عن بُعد لجميع أعضاء هيئة التدريس، وفريق فني يستقبل الطلبات والاستفسارات من جميع منسوبي الجامعة صباحًا ومساءً طوال أيام الأسبوع.
اقرأ أيضًا: كيف تكون ريادة الأعمال أسلوبًا لحياتك؟
هل نجحت التجربة؟
طبعًا من السابق لأوانه أن نحكم على تجربة التعليم عن بعد في السعودية، خاصة أنها، على الرغم من كل شيء، ما زالت تخطو خطواتها الأولى، كما أنها ما فتأت ماضية في التعديل والتطوير والحذف والإضافة.
لكن رغم ذلك كله خلصت دراسات عالمية أجرت بعضها جهات مرموقة، مثل: منظمة اتحاد التعليم الإلكتروني OLC، وبمشاركة الجمعية الدولية لتقنيات التعليم ISTE، ومنظمة الكواليتي ماترز QM، ومنظمة اليونسكو UNESCO، والمركز الوطني لأبحاث التعلّم عن بُعد والتقنيات المتقدمة في الولايات المتحدة الأمريكية DETA، ومعهد تقنية المعلومات في التعليم التابع لليونسكو IITE، ومنظمة التعاون الاقتصادي والتنمية OECD، إلى أن تجربة التعليم عن بعد في السعودية اتسمت بتنوع الخيارات المتاحة، ومن ذلك على سبيل المثال: المحتوى الإلكتروني والقنوات الفضائية المتاحة للتعليم الإلكتروني في التعليم العام، التي وفّرتها المملكة.
وأظهرت نتائج دراسة أخرى تقدم المملكة في 13 مؤشرًا من أصل 16 مؤشرًا على متوسط الدول المدروسة والتي بلغ عددها 37 دولة، كما كشفت عن حصول المعلمين على دعم كبير للتغلب على عقبات تفعيل التعليم الإلكتروني.
اقرأ أيضًا:
هيفاء الدعلان: ثقافة ريادة الأعمال لها تأثير كبير في النشاط الاقتصادي
ولي العهد: رئاسة المملكة لمجموعة العشرين كرست جهودها لبناء عالم أقوى
قادة مجموعة العشرين يبحثون طرق مواجهة تداعيات “كورونا”