في ظل التطورات الرقمية التي يشهدها العالم والنمو الهائل للتهديدات السيبرانية لم تعد المرونة الإلكترونية إجراءً ترفيهيًا بل ضرورة قصوى لجميع أنظمة الشركات؛ لتوفير الاستعداد الوقائي واستباق اتجاهات التهديدات الإلكترونية وبالتالي الإعداد لها والتصدي لها بصورة أكثر فاعلية؛ ما يسمح بالتعافي السريع من آثارها السلبية وضمان بقاء المؤسسات واستمرارها.
وتعد المرونة السيبرانية أكثر أهمية للشركات الصغيرة والمتوسطة نظرًا لاعتمادها بشكل كبير على العالم الرقمي لتلبية احتياجاتها وخدمة عملائها؛ ما يجعلها أكثر عرضة لخطر الهجمات الإلكترونية.
ونوضح في “رواد الأعمال” المخاطر السيبرانية التي تهدد الشركات الصغيرة والمتوسطة وخطوات تنفيذ المرونة الإلكترونية لضمان أقصى حماية ممكنة.
المخاطر السيبرانية
يستهدف مجرمو الإنترنت الشركات الصغيرة والمتوسطة بنسبة تفوق المؤسسات الكبرى؛ نظرًا لأنها تفتقر إلى أنظمة الدفاع القوي مقارنة بنظيراتها الأكبر حجمًا، وتؤدي الهجمات الإلكترونية إلى:
- الخسائر المالية الفادحة.
- فترات التوقف طويلة الأمد.
- الإضرار بالسمعة.
- العقوبات التنظيمية.
- فقدان ثقة العملاء.
الأمن السيبراني الاستباقي
إن تحديد الإجراءات الأمنية الاستباقية يعمل على تقوية الدفاعات الإلكترونية بشكل استباقي وتحويل نقاط الضعف المحتملة إلى نقاط قوة، كما يمكّن المؤسسة من التنبؤ بالمخاطر للتخفيف من آثارها السلبية، وتتمثل التدابير الأمنية الاستباقية في:
إدارة سطح الهجوم:
وهو ما يعني تقليل فرص استغلال مجرمي الإنترنت، ويمكن للشركات إدارة سطح هجومها عن طريق الحد من تعرض نظام المؤسسة للإنترنت، وتفعيل الأنظمة الآمنة مع العمل تحديثها بانتظام.
اختبار الأمن السيبراني:
يتولى هذا الإجراء مهمة تقييم فعالية التدابير الأمنية الجاري تطبيقها من خلال عمليات التدقيق الأمني، ومحاكاة الهجمات من قِبل فريق داخلي لاختبار الاستجابات والإجراءات الدفاعية.
اختبار الاختراق:
يشن محترفو الأمن السيبراني هجمات محاكاة على أنظمة الشركة لتحديد نقاط الضعف التي لم تتم معالجتها وإصلاحها قبل أن يستغلها مجرمو الإنترنت في هجمات حقيقية لاحقة.
الدفاع السيبراني التفاعلي
لا يمكن لأي نظام أن يكون محميًا تمامًا، وقد يتعرض نظام المؤسسة للاختراق حتى مع اتخاذ كل التدابير الممكنة، وهنا يأتي دور الدفاع السيبراني التفاعلي، والذي يتيح اكتشاف الاختراق والاستجابه له على الفور، ويتضمن التالي:
التدابير الدفاعية
التي تتيح الاستجابة السريعة للهجمات باستخدام أدوات مثل: اكتشاف نقطة النهاية والاستجابة لها (EDR) وأنظمة إدارة الأحداث والمعلومات الأمنية (SIEM)، وهو برنامج أمان يوفر للمؤسسات رؤية شاملة للأنشطة على مستوى شبكة العمل ككل؛ حتى تتمكن من الاستجابة للمخاطر بسرعة قبل أن تتعرض الأعمال للأذى.
مراكز عمليات الأمن (SOCs)
تتولى تلك المراكز مراقبة الشبكات وقواعد البيانات والأصول الرقمية الأخرى وتحليلها بشكل دوري؛ للكشف عن أي نشاط قد يشير إلى هجوم.
في الختام
مع تفعيل المرونة الإلكترونية تتمكن الشركات من حسن إدارة جهودها والعمل بنشاط نحو بناء مستقبلها بدلًا من تركيز حهودها على التصدي للهجمات الإلكترونية، بجانب ضمان استمرارية أعمالها ووجود الحد الأدنى من الاضطراب، فضلًا عن حماية المعلومات الحساسة لكل من الشركة وعملائها.
من المرجح أيضًا أن تحوز الشركات ذات أنظمة المرونة السيبرانية القوية على ثقة العملاء، وتعيز علامتها التجارية وقدرتها التنافسية في السوق، كما يمكنها الامتثال -بصورة أكبر- لقوانين حماية البيانات والأمن السيبراني وتجنب العقوبات القانونية والمالية.
اقرأ أيضًا:
“المرونة السيبرانية” صمام أمان العالم الرقمي
المرونة السيبرانية في عصر المدن الذكية
خبراء عالميون وسعوديون يناقشون حماية البُنى التحتية الحساسة من الهجمات السيبرانية