بمساحة شاسعة ممتدة، وتضاريس متباينة ومتنوعة، شرقًا وغربًا وشمالًا وجنوبًا؛ توفرت للمملكة العربية السعودية مناخات متعددة، والعديد من المحميات الطبيعية، مع تنوع في أشكال وأنواع الحياة الفطرية برًا وبحرًا، علاوة على آلاف المواقع الأثرية والتاريخية، وكنوز سياحية أخرى غير معروفة وغير مكتشفة.
هذا المزيج يمكن أن يكوِّن ثراءً سياحيًا لا يوجد في أي بقعة في العالم؛ حيث يشكل مقومات سياحية ضخمة، يجعل السعودية واحدة من أفضل المناطق السياحية في العالم، إذا وضعنا في الاعتبار البنى التحتية المتوفرة كعناصر مكملة لنجاح السياحة وتطويرها، سواء كانت شبكات طرق ووسائل تنقل، أو وجود مؤسسات خدمية؛ كالمؤسسات الفندقية ومنازل الضيافة التي تتناسب مع مقدرات السياح.
إن الأمن- الذي يعد من أهم عوامل الجذب السياحي- متوفر بالمملكة أكثر من غيرها في العالم، مع وجود مجتمع محافظ، وثقافة مجتمعية أساسها الترحاب وخدمة الضيوف؛ ما يشكل إضافة مثالية لعناصر جذب السياح، خاصةً من الدول الإسلامية، ثم بقية دول العالم التي يبحث سياحها عن مناطق سياحية غير تقليدية، وهو ما يتوفر بالمملكة؛ عبر تنوع طبيعي في مناطقها، أقل ما توصف به أنها طبيعة بِكر، تشكل عامل جذب فريدًا للباحثين عن جمال الطبيعة.
وتحتاج تلك العناصر إلى تطوير وإلى خطة تعريفية شاملة، تبرز إمكانيات المملكة السياحية؛ فالمجال ما زال مفتوحًا أمام الأفراد والمؤسسات الخاصة؛ للعمل في ظل وجود دعم حكومي مقدر للقطاع، فإذا ما تكاملت تلك الجهود، فستصبح السياحة من القطاعات الرائدة في دعم الاقتصاد السعودي.
لقد اكتسب قطاع السياحة بعدًا مهمًا بعد إطلاق رؤية 2030 كقطاع ناشئ، يعد من أهم القطاعات التي يعول عليها كثيرًا في دعم الاقتصاد المحلي؛ إذ أسهم القطاع السياحي بزيادة 8% في الناتج المحليّ الإجمالي، وأدى النمو في هذا القطاع إلى زيادة نسبة التوظيف المباشر وغير المباشر، ونمو قطاعات أخرى ذات علاقة.
ولا شك في أنَّ قطاع السياحة مجال عمل واستثمار مشجع ومضمون النتائج، يحتاج إلى مزيد من الحوافز التشجيعية التي تزيد من الإقبال عليه، سواءً من حيث جذب السياح أو الاستثمار في المجال؛ من خلال خطط واستراتجيات عمل عامة، تُترجم إلى برامج قصيرة وطويلة المدى.
ويسبق وضع الخطط، تحديد الرؤى والأهداف التي نسعى إلى تحقيقها؛ لأن تحديد الرؤى لأي عمل هو الأساس الذي يحدد مدى النجاح أو الفشل في برامج تطوير القطاع، مع إعداد برامج خاصة بالتعريف والترويج والتسويق للثراء السياحي الضخم بالمملكة، ضمن استراتيجية تطوير شاملة تشمل إعداد العنصر البشري، وتجهيز المواقع السياحية بشكل كامل؛ باستخدام الأساليب العلمية الحديثة، وباستفادة كاملة من التقنيات الحديثة؛ لنضمن انتعاشًا كاملًا لقطاع السياحة؛ وبالتالي زيادة مساهمته في الناتج القومي الإجمالي.
اقرأ أيضًا:
البيئة والإنسان.. اختلال العلاقة وحتمية التوازن
وزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية.. ومبادراتها الحيوية
الاستثمار في القطاع الصحي استراتيجية المستقبل