شهد الدولار الأمريكي تماسكًا حذرًا في التعاملات الآسيوية المبكرة اليوم الجمعة، بعد أن وصل إلى أعلى مستوى له في ثلاثة أشهر.
ويأتي هذا الأداء القوي في ظل تقييم المتعاملين لمجموعة من المؤشرات المتباينة شملت قرارات البنوك المركزية الكبرى هذا الأسبوع، وأرباح قطاع التكنولوجيا، والهدنة المؤقتة بين الولايات المتحدة والصين بشأن الرسوم الجمركية.
وفي تفاصيل حركة العملات ذكرت “رويترز” أن مؤشر الدولار، الذي يقيس أداء العملة الأمريكية مقابل سلة من ست عملات رئيسة، استقر عند 99.478.
علاوة على ذلك.جاء هذا الاستقرار بعد أن سببت خسائر كبيرة في وول ستريت إثارة فزع الأسواق العالمية أمس الخميس. ما عزز جاذبية الدولار الأمريكي كملاذ آمن.
الين الياباني يتراجع
كما انخفض الدولار الأمريكي بنسبة 0.1% مقابل الين الياباني ليصل إلى 153.935 ين. متراجعًا بذلك من أعلى مستوى له في تسعة أشهر تقريبًا.
ويأتي هذا التراجع الطفيف بعد أن أظهرت بيانات اليوم الجمعة ارتفاع أسعار المستهلكين الأساسية في طوكيو بوتيرة أسرع من المتوقع، بنسبة 2.8% في أكتوبر على أساس سنوي.
وأشار ارتفاع التضخم إلى أن الأسعار لا تزال أعلى من المستوى المستهدف في العاصمة اليابانية. ما يزيد من تعقيد مسار بنك اليابان بعد يوم واحد من إبقائه على أسعار الفائدة دون تغيير. ويبقي ذلك الين تحت الضغط في المدى القريب.
العزوف عن المخاطرة
من ناحية أخرى أرجع رودريجو كاتريل؛ خبير إستراتيجيات العملات في بنك أستراليا الوطني بسيدني، قوة الدولار إلى العوامل الأساسية. حيث قال إن “العزوف عن المخاطرة يصب في صالح الدولار”. مشيرًا إلى حالة عدم اليقين في الأسواق العالمية.
كذلك أضاف كاتريل سببًا إضافيًا لقوة الدولار بقوله إن “مجلس الاحتياطي الاتحادي ليس متأكدًا من تطبيق خفض آخر للفائدة هذا العام. وضعف الين الناجم عن قرار بنك اليابان لا يقدم أي مساعدة”.
المتعاملون يقلصون رهانات خفض الفائدة
بينما قلص المتعاملون بشكل ملحوظ الرهانات على خفض أسعار الفائدة مرة أخرى في اجتماع مجلس الاحتياطي القادم يوم 10 ديسمبر. ويعد هذا مؤشرًا على استيعاب السوق للتصريحات الحذرة لرئيس الفيدرالي جيروم باول.
كما أظهرت العقود الآجلة لصناديق الاحتياطي الاتحادي، وفقًا لأداة فيد ووتش التابعة لـ”سي.إم.إي”، احتمالًا بنسبة 74.7% لخفض أسعار الفائدة 25 نقطة أساس في ديسمبر. وهو انخفاض ملحوظ من 91.1% قبل أسبوع واحد فقط.
اليورو يرتفع بعد تماسك المركزي الأوروبي
علاوة على ذلك ارتفع اليورو 0.1% ليصل إلى 1.1572 دولار. وجاء هذا الارتفاع بعد أن أبقى البنك المركزي الأوروبي على أسعار الفائدة دون تغيير عند اثنين بالمئة للاجتماع الثالث على التوالي أمس الخميس.
في حين قال البنك المركزي الأوروبي إن السياسة النقدية في “وضع جيد” مع انحسار المخاطر الاقتصادية. ويُعد هذا الموقف المتماسك داعمًا نسبيًا لقيمة اليورو مقابل الدولار الأمريكي.
ترقب حذر لبيانات مؤشر مديري المشتريات الصيني
كذلك استقر الدولار مقابل اليوان الصيني في المعاملات الخارجية عند 7.1089 يوان، قبل صدور بيانات مؤشر مديري المشتريات (PMI) الصيني لشهر أكتوبر اليوم الجمعة. وتعد هذه البيانات مؤشرًا حيويًا على صحة ثاني أكبر اقتصاد في العالم.
وفي الختام لم يطرأ تغير يذكر على الدولار الأسترالي ليستقر عند 0.6555 دولار. وكذلك الدولار النيوزيلندي الذي ظل عند 0.574 دولار. بينما ارتفع الجنيه الإسترليني 0.1% ليصل إلى 1.316 دولار.



