لا تظهر الأفكار الإبداعية من داخل قاعات المؤتمرات، بل تنتج من الخبرات المتنوعة والتجارب المختلفة. حيث يبدأ الابتكار الحقيقي عندما يتمكن رواد الأعمال من الدمج بين مجالات مختلفة وتعيد التفكير في الطرق التقليدية للنجاح.
كذلك، أكدت معظم قصص المؤسسين، التي بدأت بخطة استراتيجية أو عرض استثماري، أن الأفكار لا تسير في طريق مباشر، بل تولد من دمج خبرات ومهارات غير متوقعة.
والآن، صار مطلوب من رواد الأعمال الدمج بين إحصائيات في مجالات مختلفة. فالتكامل بين الطاقة، التمويل، والتكنولوجيا أصبح المصدر الأكبر للابتكار.
فعلى سبيل المثال؛ إذ جمعنا بين البناء والهندسة وشغف الدراجات المشفرة، سنجد أن البلوك تشين والطاقة المتجددة يمكن أن يجتمعا في مشروع يغير قواعد اللعبة.

الشهادات الرقمية.. أداة تمكين رواد الأعمال
كان الاستثمار في مشاريع الطاقة الشمسية يعتبر حكرا على المؤسسات الكبرى خلال العقود الماضية.
أما اليوم، فيمكن للأفراد امتلاك شهادات رقمية تعد حصة مباشرة في محطة طاقة حقيقية مثل مزرعة شمسية في إسبانيا أو مشروع رياح في اليابان. ما يمنح المجتمعات ملكية موثقة ومستدامة لمصادر طاقتها.
في كثير من الأحيان، ترتبط الرموز غير القابلة للاستبدال (NFTs) بالمضاربة والبروباجندا الإعلامية، لكنها في جوهرها شهادات ملكية رقمية موثوقة لا يمكن تزويرها. ما يجعلها أداة قوية لتطبيقات حقيقية، مثل تمويل مشاريع الطاقة المتجددة.
كيف يدعم البلوك تشين القطاعات الناشئة ؟
من ناحية أخرى، يعتبر البلوك تشين ثورة مالية، وأداة ديمقراطية لكسر الحواجز التقليدية أمام المشاركة الاقتصادية. حيث يوفر نوع من الشفافية، ويمكن الأفراد من المساهمة مباشرة في تمويل البنية التحتية دون وسطاء.
الدروس المستفادة من المشاريع الناجحة
الاستفادة من الخبرات السابقة:
تصبح المهارات المكتسبة من مجالات مختلفة أساس نجاح المشاريع المستقبلية.
اعتماد خطة طويلة الأمد:
تتحول الخطط طويلة الأمد إلى نواة استمرار نجاح رواد الأعمال
تكوين فريق عمل قوي:
يعتمد نجاح أي مشروع على تنوع الخبرات وتكاملها.
الاستناد إلى الملكية المشتركة
تعتبر المسارات غير التقليدية نقطة ضعف، وميزة تنافسية. حيث إن دمج الخبرات المتنوعة، وربط الصناعات المختلفة، يصنع الجيل القادم من الابتكارات.
بالتالي، كلما اجتمع البلوك تشين مع الطاقة المتجددة لتغيير قواعد اللعبة، تمكن رواد الأعمال من تحويل خبراتهم المتنوعة إلى قيمة حقيقية وتأثير مستدام.
دور الأزمات في دعم رواد الأعمال
لم تتمكن الشركات اليوم من العمل بنفس الاستراتيجية التي اعتادت العمل عليها في الماضي. حيث إن عناصر النجاح السابقة قد لا تكون مجدية حاليا. حيث يواجه عملاء الأمس صعوبة في الدفع، نظرا لتغيير قنوات البيع التقليدية لتتوافق مع احتياجات جديدة.
أيضا، تتحول المزايا التنافسية إلى إعادة تشكيل نماذج الأعمال بما يتماشى مع الواقع الحالي، حيث تفقد القدرات الأساسية التي ميزت الشركات قوتها التنافسية.
ومع أن التحول الرقمي كان يفرض ضغوطًا مشابهة منذ أكثر من عقد، إلا أن الأزمات عمقت هذه التغيرات بشكل غير مسبوق.
أهم التحولات العالمية
تغير نماذج المبيعات:
أعادت أكثر من 96% من الشركات تصميم استراتيجياتها التسويقية.
وبحسب تقرير “ماكينزي”، تتجه الشركات نحو القنوات الرقمية بدلًا من الزيارات الميدانية. ما يسمح للشركات الصغيرة بمنافسة الكيانات الكبرى عبر فرق افتراضية مرنة.
ابتكار عروض جديدة:
تعتمد شركات توزيع الأغذية على المطاعم على منصات رقمية للبيع المباشر للمستهلكين. في حين لجأت صناعة الترفيه إلى بث محتوى رقمي لتعويض غياب النشاطات الميدانية.
سلوك المستهلكين:
تحولت تطبيقات مؤتمرات الفيديو مثل “Zoom” من أداة مهنية محدودة إلى وسيلة تواصل اجتماعي وثقافي يومية حول العالم.
تنوع المتنافسين:
فعلى سبيل المثال، دخلت شركات سيارات وأجهزة منزلية سوق الأجهزة الطبية في ظل تخفيف اللوائح التنظيمية، مثل دخول “جنرال موتورز” و”دايسون” مجال تصنيع أجهزة التنفس الصناعي.
كذلك، تمكنت المؤسسات التي واصلت الابتكار من تجاوز متوسط أداء السوق بنسبة تفوق 30%، واستمرت في تحقيق نمو متسارع خلال السنوات التالية. ما يعطي مؤشرا حول مدى تحقق الأزمات نموًا متفوقًا على المدى الطويل.
بالتالي، يتعين على رواد الأعمال تحديد ثلاثة عناصر أساسية:
العميل المستهدف
يجب وضع وصف دقيق ومحدد للفئة المقصودة.
العقبات والتحديات
أيضا يتعين على رواد الأعمال فهم حقائق وأدلة، وليس مجرد افتراضات عامة.
النتائج المستهدفة
علاوة على ذلك، يحدد رواد الأعمال معايير التحول الملموس في حياة العميل أو في تجربة استخدامه.
هذه الاستراتيجية تساعد الشركات على تحديد احتياجات واضحة وقابلة للقياس. فحين يتم تحديد المشكلة بدقة، يصبح من الممكن تطوير حلول فعالة، سواء كانت منتج أو خدمة جديدة أو نموذج عمل مستدام.
المقال الأصلي: من هنـا