“لا تشتر ما لا تحتاج فتضطر يومًا إلى بيع ما تحتاج، ولا تدّخر بعد الإنفاق بل أنفق بعد الادّخار” نصيحة ماليّة نشأت عليها البشرية بالفطرة، وهي تؤكد ضرورة التوفير المُلحّة لتأمين “صندوق الطوارئ Emergency Fund” في حياتنا المليئة بالالتزامات ومُغريات العصر؛ لذا وبما أنّ ما يعتبره أحدُنا أساسيات قد يعتبره الآخر كماليات، وضعنا في هذا المقال 8 أساليب ادّخارية تُناسب مختلف الظروف ومستويات الدّخل والأهداف.
من المعروف اقتصاديًا أن الحد الأدنى للادّخار الشّهري هو 30% من الراتب؛ لضمان مبلغ يسندك في حالة فقدان الوظيفة وتوقّف السيولة Cash Flow التي قد تحوّل حياتك إلى كابوس، وهو ما يحدث الآن بفعل جائحة كورونا التي رفعت معدّل البطالة في المنطقة العربية إلى 12.5% هذا العام، بحسب تقرير لـ “لجنة الأمم المتحدة الاقتصادية والاجتماعية لغرب آسيا” (إسكوا)، وبالتالي ارتفاع مستوى الفقر الذي يُقاس بـ1.9دولار يوميًا للفرد.
• الادّخار البنكي: وهو الطريقة الأمثل لمن لا يستطيع التحكم في رغباته وضبط نفقاته؛ حيث يقتطع البنك تلقائياً 10% من راتبك فور صرفه ويضعه في حساب التّوفير.
• الادّخار العائلي: حيث تختار أحد أفراد أسرتك ليكون الخزنة الخاصة بك، ويُمنع استلامك للمبلغ الموفّر لديه إلا عند الضرورة القصوى، بمعنى آخر “خبّئ وانسَ”.
• الادّخار الإجباري: أو ما يُعرف بـ “الجمعية المالية”؛ حيث تتّفق مع زملائك أو أصدقائك على اقتطاع كل منكم مبلغًا محددًا كل شهر، وتحصلون بالتتابع على المجموع بالقرعة أو بالدّور.
• الادّخار الأصفر: أي شراء بالذّهب، وهو أكثر ما ينصح به خبراء المال؛ إذ يُحافظ المعدن على قيمته، وفي حالة ارتفاع سعره تستطيع بيعه والاستفادة من الفرق.
• ادّخار العملات الأجنبية: حوّل أموالك إلى عملة من الصّعب صرفها والتعامل بها في بلدك.
• ادّخار الفائض: بمعنى إن استحال الاقتطاع من الراتب، خاصة إن كنت مرتبطًا بقروض، قم بتوفير كل ما هو خارجه؛ أي مكافآت، هدايا، علاوات، ميراث… إلخ.
• الادّخار البطيء: وهو مناسب لذوي الدّخل المحدود الذين يجمعون النّقد تقليديًا في الحصّالة.
• الادخار التدريجي: ابدأ باقتطاع 5% في الشّهر الأول ثم ارفع النّسبة تدريجيًا؛ كي لا تشعر بالضّيق.
الأمر ليس بهذه السهولة، فهو أسلوب حياة لن ينجح إلا بالإرادة الكاملة لتنفيذه، لا سيّما أن مفهوم الادخار لا يزال ضعيفًا جدًا لدى الأسر العربية التي 75% منها لا يمتلك خطة واضحة، و25% يدّخرون سنويًا 1.5% فقط، بحسب إحصائية البنك الدولي لعام 2020؛ لذا يجب التعامل مع الادخار بمفهوم عصري يواكب التغيير في المجتمعات؛ لتحقيق نتيجة أفضل.
اقرأ أيضًا:
نُظم المحاسبة في المشاريع الصغيرة.. سر تتبع الموارد المالية
المستثمر الملاك والمستثمر المغامر.. فروق جوهرية
القروض الدوارة.. طوق نجاة المشروعات الناشئة