طلت علينا الذكرى الرابعة والثمانون لليوم الوطني للمملكة العربية السعودية ونحن نخطو خطوات مبشرة في طريق التقدم والرقي والازدهار، تحت ظل قيادة واعية ورشيدة وضعت الوطن فوق كل اعتبار, وسعت جاهزة لتطويره وتنميته عبر خطط واستراتيجيات مدروسة ومنظمة؛ استكمالا لمسيرة الآباء والأجداد التي بدأها فعليا الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود -طيب الله ثراه- في عام 1932م.
وقد تميزت مسيرة المملكة طوال السنوات الماضية بالخصوصية والتفاعلية، إذ تحولت من دولة عادية ذات موارد محدودة إلى دولة قوية اقتصاديا, غنية بالموارد, متطورة بأفكار أبنائها, فاعلة ومشاركة في صنع القرارات الإقليمية والدولية.
وبقراءة سريعة لبعض المؤشرات الاقتصادية للمملكة خلال السنوات الأخيرة نجد أن المملكة تسير بخطى ثابتة في طريق التقدم والازدهار، فقد حقق الاقتصاد السعودي المركز الثالث كأكبر اقتصاد عالمي في إجمالي الأصول الاحتياطية بعد الصين واليابان في عام 2013م، فيما احتلت المرتبة الثالثة عالميا في فائض الحساب الجاري في عام 2012م بعد الاقتصاد الصيني والألماني، وجاءت في المرتبة الثالثة أيضا كأفضل أداء اقتصادي ضمن دول مجموعة العشرين بعد الصين والهند. وتتوقع مؤسسات دولية أن تحافظ السعودية على فائض في الموازنة العامة حتي عام 2018م.
ولعل أبرز ما في مسيرة العقود الثمانية ونيف هو التزام أبناء هذا الوطن بالمسؤولية تجاه بنائه وتعميره دون منٍّ وبإخلاص وتفان في تسابق مشهود وتلاحم متفرد مع القيادات المتعاقبة على سدة الحكم، فقد ضرب رجال الأعمال وقادة الأعمال في المملكة أروع الأمثلة في المسؤولية تجاه الوطن ومواطنيه بمساهمتهم الفاعلة في عملية التنمية الاقتصادية والاجتماعية والسعي لبنائه وتطويره مؤمنين ومقتنعين ومسلمين بأن الوطن هو البنية الأساسية والقاعدة المتينة لهم، وأن تراب هذا الوطن معطاء بلا حدود وأنهم على حب هذا التراب تربوا وتطوروا ليصبحوا قادة أعمال ورجال أعمال.
لقد تبنى قادة الأعمال ضمن منظومة أعمالهم برامج متميزة في مجال المسؤولية الاجتماعية، وصل تأثيرها وامتدت نشاطاتها إلى البيئة والمستهلكين والعاملين والمجتمعات المحلية ومجال الصحة والتعليم والتدريب, ويستحقون أن نقدم لهم التحية والاحترام، ونحن نحتفل باليوم الوطني في المملكة باعتبارهم جزءا لا يتجزأ من المنظومة المسؤولة عن تنمية وتطوير المملكة التي تشمل كل أبنائها.
إن اليوم الوطني مناسبة ملهمة للنفس مريحة للذات وهو ليس مناسبة عادية تنتهي بانتهاء برامج الاحتفالات السنوية، بل يجب أن يكون هذا اليوم حدثا يعزز من أهمية المواطنة عند الفرد السعودي في اتجاه مواز مع ضرورة تنمية الشعور الوطني لدى المواطنين، عبر برامج متميزة تهتم بهذا الجانب بعلمية من خلال مؤسسات متخصصة.
إن أهم ما يجب أن نقف عنده ونحن نحتفل بيومنا الوطني هو توعية الشباب وتبصيرهم بالقضايا التي تقلل من مساهمتهم في عملية التنمية المستدامة، وأهمها على الإطلاق عدم السماح للمؤثرات الخارجية -أيا كان نوعها وحجمها- بتغيير أفكار الشباب والتأثير على مبادئهم وقيمهم التي قامت بغرسها أجيال متعاقبة من الوطنيين والرواد ممن وضعوا وغرسوا قيم الوطنية والانتماء للوطن، وكافحوا لعقود من أجل نقل هذه المبادئ والقيم لنا.
الجوهره بنت تركي العطيشان