تعد مصمّمة الأزياء السعودية نورا آل الشيخ من أبرز رواد الأعمال في مجال الموضة والتصميم بمختلف بلدان العالم، وفرضت اسمها بقوة وسط العلامات التجارية العالمية.
كما أن نورا آل الشيخ تستلهم ابتكارات جديدة وغير تقليدية في تصميماتها للزي العربي المميز الذي أصبح علامة بارزة في أوروبا. من خلال تسويقها لمنتجاتها منذ انطلاق علامتها التجارية الخاصة.
وفي “رواد الأعمال” نستعرض أبرز ملامح قصة نجاح نورا آل الشيخ منذ نشأتها مرورًا بحياتها المهنية والعلمية، وأبرز إنجازاتها.
نشأة نورا آل الشيخ وحياتها العلمية:
ولدت نورا آل الشيخ عام 1991 بمدينة الرياض في السعودية. وبدأت رحلتها في عالم التصميم كطفلة صغيرة تلعب بالأقمشة والألوان في منزلها.
وسرعان ما تحولت هذه الهواية إلى شغف، ثم مهنة حقيقية. واليوم تُعرف نورا بأنها واحدة من أبرز المصممات السعوديات. حيث تمكنت من فرض اسمها في عالم الموضة والإبداع.
كما حصلت على درجتها الأولى في إدارة الأعمال من جامعة الملك سعود في عام 2007. ثم قررت متابعة حلمها في أن تصبح مصممة أزياء. في عام 2008 التحقت بمعهد الفنون والمهارات بالرياض (ASI). والذي قدم أول برنامج أزياء من نوعه في المملكة العربية السعودية.
في حين شهد ASI بداية احتراف مجال الموضة في المملكة من خلال توفير مسار للنساء لمتابعة مهنة في تصميم الأزياء من خلال دورات منظمة تغطي البناء. والتجارة، والبيع بالتجزئة، والخياطة، واللف، والرسم، وتاريخ الموضة.
وبحلول عام 2012 شعرت نورا آل الشيخ بأن الوقت حان لانطلاق علامتها التجارية الخاصة بها في مجال الأزياء والموضة.
وعندما نضجت نورا مع كل موسم وتعلمت من كل مجموعة أدركت أن شغفها بهذا المجال لا يتعلق بكونها مشهورة، ولكن بحبها للمنسوجات والتصميم والذي جاء مع التقدير. كما أنها تهتم دائمًا بكيفية تمكين النساء من حولها ومنحهن الثقة عن طريق الأزياء.
تحديات في مسيرة نورا آل الشيخ:
التحديات لا تنتهي في مسيرة نورا آل الشيخ المهنية، ففي سوق الأزياء غير المتطورة. حيث ندرة المصانع والأقمشة، تعد صناعة مجموعات ملابس جاهزة مهمة صعبة.
كما أنه على المصممين الناشئين إما التركيز على إنتاج قطع مخصصة لقاعدة زبائن محدودة، أو اللجوء للمصانع في الخارج؛ ما يرفع من قيمة التكاليف عاليًا.
وهي تهتم جدًا بمهارة الخياطة وتجد نفسها منجذبة إلى العلامات التجارية التي تركز على الأقمشة عالية الجودة والتطريز الجميل.
كما تلتزم بالاستدامة في طريقة صباغة المنسوجات وأيضًا أعمال النساء اللواتي يصممن لنساء مثل غابرييلا هيرست وذا رو وستيلا مكارتني.
وترى نورا أنه من الجيد دائمًا إلقاء نظرة على ما يفعله الآخرون أثناء بناء المفردات الخاصة بالفرد كمصمم. في الوقت نفسه.
ولمواجهة هذا التحدي ترى نورا آل الشيخ أن الحل ليس بتعديل التصاميم؛ إذ تصر على مواصلة الاتجاه ذاته الذي وضعته للقطع البنيوية والخطية والمعمارية.
عوضًا عن ذلك تركز على العروض المباشرة والمتعاونين في كلّ من الصحافة والمتاجر للإسهام في نشر العلامة على نطاق أوسع.
إضافة إلى ذلك ترغب المصممة السعودية الطموحة في التنويع لتشمل الملابس الرياضية والخدمة حسب الطلب والملحقات أيضًا.
كما ترى أنه لا علاقة للأناقة بعلامة تجارية أو ملابس باهظة الثمن، إنها الطريقة التي تجمع بها القطع معًا لجعلها خاصة بك.
أبرز الإنجازات في حياتها:
ابتكرت نورا آل الشيخ، منذ إطلاق خطها الفاخر في 2012، تصاميم باهرة بتركيبات وألوان غنية.
كما تصمم للنساء العالميات الواثقات، وتدمج تراثها السعودي بمنظور عالمي؛ يحددها نهج حديث وأنثوي في ارتداء الملابس.
ويغذي نهج المصممة العالمي للأزياء رحلاتها حول العالم؛ حيث تجمع خلالها الإلهام من الهندسة المعمارية والتركيبات الفنية والأشخاص الذين تصادفهم في الشارع.
سواء في باريس أو نيويورك أو لوس أنجلوس أصبحت مثل هذه اللقاءات جزءًا جوهريًا من العملية الإبداعية لنورا الشيخ؛ الذي سمح لها بصياغة جمالية فريدة تروق للنساء في جميع أنحاء العالم.
ففي مجموعتها نالت تصاميمها المختصة بالعباءة الشعبية الأكبر. وقد لا يبدو هذا مفاجئًا بالنسبة لقاعدة زبائنها السعودية المحلية، لكنه غير متوقع لعشاق الموضة المهووسين في أمريكا.
المصممة السعودية في الصحافة العالمية:
وبحسب ما نشرته وكالة “فوربس” تقول نورا آل الشيخ: “أريد أن أكوّن علامة تجارية مقرّها السعودية، على أن تتنافس كذلك مع العلامات الدولية”.
في حين ترى نورة، البالغة من العمر 33 عامًا، أنها تفخر بإنتاج تصاميم لقاعدة زبائن دوليين من الرياض. وتضيف: “هذا يدحض المزاعم بأن المصممين السعوديين غير قادرين على النجاح عالميًا”.
وتقول إن تلك الأشياء تشمل أساسًا كل رابط في السلسلة، ابتداء بالموارد ثم الأقمشة ثم تجار التجزئة، والمستهلكين.
كما أن تجربتها في لوس أنجلوس قادتها إلى إدراك أن ذوق السعوديين مختلف، فربما ينجذب جمهورها الأمريكي إلى الأقمشة والقصات الجديدة، لكن الزبائن السعوديين يقلقون من المجهول.
وتابعت “إنهم لا يريدون ارتداء الأحدث، بل رؤية الآخرين وهم يرتدونه أولًا”.
وأضافت لـ “فوربس”: “بوصفنا مصممين سعوديين لدينا فرصة كي نعرّف الجماهير الدولية بالثقافة المعاصرة في المملكة العربية السعودية”.
دور الأسرة في حياتها:
وتنسب نورا الشيخ الفضل في نجاحها حتى الآن إلى العائلة والأصدقاء، خاصة والدها الذي دعمها معنويًا وماليًا.
وتحرص على البوح بتفاصيل الشق المعنوي، بينما تبقي بياناتها المالية طي الكتمان. كما أنها تحرس صورتها الخاصة بعناية؛ إذ تتجنب عدسات المصور.
فهذه السيدة السعودية التي تمزج تصاميمها بين الروح العصرية والمستقبلية والتراث العربي تفضل أن يظل الاهتمام منصبًا على أعمالها.