تزداد أعداد رواد الأعمال وأصحاب المشاريع التجارية حول العالم بشكلٍ مستمر، فما الذي يدفع الناس إلى بدء مشاريع تجارية والانخراط في عالم ريادة الأعمال؟ بالتأكيد، هناك العديد من العوامل الرئيسية التي تدفع الأفراد إلى أن يُصبحوا أصحاب مشاريع تجارية.
إحصائيًا، يُشير تقرير صادر عن منظمة التعاون والتنمية الاقتصادية “OECD” في عام 2022، إلى أن عدد رواد الأعمال في البلدان الأعضاء ارتفع بمتوسط سنوي يبلغ 3.6% خلال الفترة من عام 2018 إلى عام 2022، وتشير توقعات البنك الدولي إلى استمرار هذا النمو في السنوات القادمة.
وتتنوع قطاعات الأعمال التي يعمل فيها رواد الأعمال ويأسسون المشاريع الناشئة، ولكن هناك بعض القطاعات التي تشهد نموًا ملحوظًا، وفقًا لتقرير صادر عن جامعة “هارفارد” الأمريكية في عام 2022، كانت أبرز القطاعات التي شهدت زيادة في تأسيس المشاريع الناشئة هي قطاع التكنولوجيا والاتصالات، والصحة والعناية الشخصية، والتجارة الإلكترونية والتسوق عبر الإنترنت.
عوامل زيادة أعداد رواد الأعمال وتأسيس المشاريع الناشئة
يعود الارتفاع في أعداد رواد الأعمال، وتأسيس المشاريع الناشئة إلى العديد من العوامل الرئيسية؛ أبرزها، التطورات التكنولوجية؛ حيث ساهمت التطورات التكنولوجية في ظهور العديد من الفرص الجديدة للأعمال، مثل: التجارة الإلكترونية والتطبيقات الذكية.
وتُعد زيادة فرص التمويل؛ سببًا آخر منطقيًا إذ من السهل الآن الحصول على التمويل لبدء مشروع تجاري، وذلك بفضل ظهور العديد من المؤسسات المالية التي تقدم التمويل للمشاريع الناشئة.
ويُعتبر دعم الحكومات والمجتمعات الدولية من العوامل المهمة التي ساهمت في ارتفاع أعداد رواد الأعمال؛ حيث تدعم العديد من الحكومات والمجتمعات ثقافة ريادة الأعمال، وذلك من خلال توفير برامج التدريب والدعم المالي.
أهمية زيادة أعداد رواد الأعمال وتأسيس المشاريع الناشئة
يعكس الارتفاع المتزايد في أعداد رواد الأعمال وتأسيس المشاريع الناشئة، الاهتمام بروح المبادرة والابتكار؛ حيث يُعد رواد الأعمال والمشاريع الناشئة أحد العناصر الرئيسية في تعزيز الاقتصاد وتحقيق التنمية المستدامة.
-
توليد فرص العمل وتخفيض البطالة:
تعد زيادة أعداد رواد الأعمال وتأسيس المشاريع الناشئة أمرًا حيويًا لتوليد فرص العمل وتقليل معدلات البطالة في العالم، عندما يقوم الأفراد بتأسيس مشاريعهم الخاصة، يتمكنون من توفير فرص عمل لأنفسهم وللآخرين في المجتمع.
يساهم أيضًا تنامي قطاع المشاريع الناشئة في تعزيز الابتكار وتوفير فرص عمل في قطاعات جديدة وناشئة مثل: التكنولوجيا والاتصالات والتجارة الإلكترونية.
-
التنمية الاقتصادية والابتكار:
لا شك أن زيادة أعداد رواد الأعمال وتأسيس الأعمال التجارية الناشئة أحد أهم العوامل الرئيسية في تعزيز التنمية الاقتصادية والابتكار؛ حيث يسهم رواد الأعمال في تطوير منتجات وخدمات جديدة، وتحسين العمليات والتقنيات الحالية، وتعزيز الكفاءة والإنتاجية في الاقتصاد.
-
التنوع والتنافسية الاقتصادية:
تُسهم زيادة أعداد رواد الأعمال وتأسيس الأعمال التجارية الناشئة في تعزيز التنوع والتنافسية الاقتصادية؛ إذ يعمل رواد الأعمال في مجالات متنوعة وقطاعات مختلفة، مما يسهم في تنويع الاقتصاد وتوسيع قاعدة الأعمال.
-
الاستدامة والتأثير الاجتماعي:
بالتأكيد، نمو قطاع المشاريع الناشئة في البُلدان يعمل على تعزيز الاستدامة وتحقيق التأثير الاجتماعي؛ فعندما يتم إنشاء مشروع ناشئ، يمكن لرواد الأعمال أن يأخذوا في الاعتبار العوامل البيئية والاجتماعية في تصميم أعمالهم.
اقرأ أيضًا: كيف تعد نموذج عمل مناسبًا لبدء نشاطك التجاري؟
لماذا يجب البدء في مشروعك الخاص؟
يرغب العديد من رواد الأعمال المحتملين في إنشاء مشروعات تجارية، وهناك العديد من الأسباب التي تدفعهم إلى ذلك، وهي تتمثل في التالي:
-
الاستقلالية والحرية:
أحد الأسباب الرئيسية التي تجعلهم ينشئون مشاريعهم التجارية هو الرغبة في الاستقلالية والحرية، بواسطة تأسيس مشروع خاص، يكون لديك القدرة على تحديد خطة العمل واتخاذ القرارات وتحقيق رؤيتك الخاصة، وبالإضافة إلى ذلك، يُمكنك أن تعمل في مجال يشغلك ويثير اهتمامك الشخصي.
-
الرغبة في تحقيق النجاح المالي:
يُمكن أن يكون الرغبة في الحصول على النجاح المالي هي دافع قوي لدى العديد من الأشخاص لتأسيس مشروع تجاري، بالعمل بجد وتطبيق استراتيجيات تجارية ناجحة، يمكن للأفراد زيادة دخلهم وتحقيق الربحية المالية التي يطمحون إليها.
-
تحقيق الإبداع والابتكار:
تُوفر ريادة الأعمال منصة مثالية للإبداع والابتكار؛ إذ يُمكن للأفراد التعبير عن أفكارهم الجديدة وتطبيقها في إطار عملهم الخاص، وبفضل هذا الحرية الإبداعية، يستطيع رواد الأعمال أن يبتكروا منتجات وخدمات جديدة تلبي احتياجات السوق وتميزهم عن المنافسين.
-
تحقيق التحدي والنمو الشخصي:
يُعتبر بناء مشروع تجاري تحديًا شخصيًا كبيرًا؛ حيث يواجه رواد الأعمال العديد من التحديات والمشاكل التي يجب حلها على مدار رحلة الأعمال، ومن خلال التعامل مع هذه التحديات وتجاوزها، يُحقق الأفراد نمو شخصي هائل وتطوير مهارات جديدة في مجالات مختلفة.
-
توفير فرص العمل وتأثير إيجابي على المجتمع:
من خلال تأسيس مشروع تجاري، يُوفر رواد الأعمال فرص عمل جديدة ويساهموا في توفير وظائف للآخرين في المجتمع، وهو ما يعزز الاقتصاد المحلي ويساهم في تحفيز النمو والازدهار الاقتصادي.
وبالإضافة إلى ذلك، يُساهم رواد الأعمال في حل بعض المشكلات الاجتماعية والبيئية من خلال تقديم منتجات وخدمات مبتكرة تحقق تأثيرًا إيجابيًا على المجتمع.
-
رغبة في تحقيق الاستقرار المهني:
بعض الأشخاص ينشئون مشاريعهم التجارية لأنهم يرغبون في تحقيق الاستقرار المهني، قد يكون لديهم رغبة في التحكم في مصيرهم المهني وتحديد مسارهم الوظيفي بشكلٍ مستقل، والعمل في مجال يعكس مهاراتهم واهتماماتهم الشخصية.
-
الرغبة في تحقيق التحسين الاجتماعي والتقدم:
بعض رواد الأعمال يشعرون بالرغبة في تحقيق التحسين الاجتماعي والتقدم من خلال مشاريعهم التجارية؛ حيث يُمكن للأفراد أن يسعوا لتطوير منتجات وخدمات تسهم في تحسين جودة الحياة للناس، سواءً من خلال تقديم حلول مبتكرة للمشكلات أو تحسين العمليات الحالية.
باختصار، تتعدد الدوافع التي تدفع الناس إلى أن يصبحوا أصحاب مشاريع تجارية، قد يكون الاستقلالية والحرية، والرغبة في تحقيق النجاح المالي، وتحقيق الإبداع والابتكار، وتحقيق التحدي والنمو الشخصي، وتوفير فرص عمل وتأثير إيجابي على المجتمع، وتحقيق الاستقرار المهني، وتحقيق التوازن بين العمل والحياة الشخصية، وتحقيق التحسين الاجتماعي والتقدم بعض الأسباب الشائعة والمهمة.
اقرأ أيضًا من رواد الأعمال:
سير المشروع في الاتجاه الخطأ.. علامات مهمة
قبل تصفية المشروع.. 5 خطوات واجبة
10 طرق تؤهلك لدخول عالم ريادة الأعمال
الشركات الناشئة.. دور حيوي في دعم الاقتصاد