عندما تفكر في القائد المثالي، فقد تتخیله شخصًا يتحكم في أعصابه أيًا كانت المشاكل التي یواجھھا، أو شخصًا یتمتع بثقة موظفیه؛ یتحدث معھم، ویُنصت إلیھم، ویشاورھم، ودائمًا ما یتخذ قرارات متأنیة ومستنیرة؛ أي إنها صفات لشخص یتمتع بدرجة عالیة من الذكاء العاطفي؛ الذي يعني القدرة على فھم وإدارة عواطفك وعواطف من حولك.
فمن ھو الأكثر احتمالا للنجاح برأیك: القائد الذي یصرخ في فریقه عندما یكون تحت ضغط، أم ذلك الذي یظل مسیطرًا، ویُقیِّم الموقف بھدوء؟
من ھنا تكمن أھمیة تنمیة مھارة الذكاء العاطفي للقائد؛ لأن القیادة الإيجابية ھي فن قیادة الآخرین لتحقیق الھدف المأمول، والحصول على النتائج المرجوة.
فما ھي إذًا العناصر الأساسیة للذكاء العاطفي؟
بمكن تحديد أهم تلك العناصر فيما يلي:
-
الوعي الذاتي:
أن تكون مدركًا لذاتك، عندما تكون في منصب قیادي؛ أی تكون لدیك صورة واضحة عن نقاط قوتك وضعفك؛ وبالتالي تتصرف بتواضع. ويمكنك تنمية هذه المهارة بقضاء بضع دقائق یومیًا في تدوین أفكارك، وتقییم نفسك في أبرز المواقف التي مررت بها.
-
التنظیم الذاتي:
ویعني أن تسیطر على نفسك؛ وبالتالي لاتقع في تجاوزات لفظیة أو تتخذ قرارات عاطفیة متسرعة. ويمكنك تنمية هذه المهارة بأمرين:
- اعرف قیمك ومبادئك التي ھي أكثر أھمیة بالنسبة لك؛ لأنھا تساعدك على اتخاذ قرارات صائبة.
- اعترف بخطئك، وكُفَّ عن لوم الآخرین، وتحمل المسؤولیة، وواجه العواقب؛ فذلك یُعلي من قیمتك، ویزید من احترام الناس لك.
-
التحفیز:
كلما كانت دوافعك الذاتیة أكثر، كانت حماستك أعلى لتحقیق أھدافك؛ وذلك من خلال ما يلي:
- تذكَّر غایتك من الوظیفة.
- نَشِّط بیانات أھدافك باستمرار.
- قَیِّم أسس القیادة لدیك.
- ابحث دوما عن الشيء الإیجابي؛ حتى لو واجھت إخفاقًا.
4. التعاطف:
لكي تكسب احترام وولاء فریقك، أظھِر لھم اھتمامك من خلال تعاطفك معھم. ويمكنك تنمية هذه المهارة من خلال:
- تحسين لغة الجسد.
- ضع نفسك مكان الشخص المقابل وعَبِّر عن مشاعرك.
5.المھارات الاجتماعیة:
تمنحك المهارات الاجتماعية القدرة على أن تكون متواصلًا جیدًا، وتمكنك من إدارة التغییر وحل النزاعات دبلوماسیًا، وتجعلك قدوة للآخرین.
واعلم أنه كلما زادت إدارتك كقائد لكل مجال من ھذه المجالات، زاد ذكاؤك العاطفي؛ ما یُسھم بشكل جوھري في تجويد حیاتك الشخصیة، وتكوین بیئة عمل مریحة وصحیة لفریق العمل؛ الأمر الذي یؤدي- بإذن الله تعالى- إلى إنجازات أكبر، وتحقیق طموحاتك.
اقرأ أيضًا: