إذا كنت تريد أن تعرف حقًا كيف تتغلب على الغرور؟ فإن هذا يعني ضمنيًا معرفتك بأن الغرور خطيئة، فهل هو كذلك؟ يمكن اعتبار الغرور خطيئة من جهة كونه يدفعنا إلى استهلاك آراء الآخرين عن أنفسنا بدلًا من أن نهتم بما نحن عليه في الواقع.
يبدّل الغرور الأحجار على رقعة اهتماماتنا؛ فيقدم أشياءً (عادة ما تكون غير مهمة بإطلاق أو أقل أهمية) ويؤخر أخرى (عادة ما تكون هي الأهم)، بهذا المعنى يمسى الغرور معرقلًا حقيقيًا عن التطور، وصادًّا عن طريق الترقي والنمو الروحي والنفسي.
وطالما أنك تحاول معرفة كيف تتغلب على الغرور؟ فلتعلم أن هذا الغرور يتجلى في نواحٍ كثيرة؛ إذ ربما تقضي الكثير من الوقت في القلق بشأن مظهرك وجمالك الجسدي، أو ربما تستهلك ما يعتقده الآخرون عنك وعن سمعتك. قد تكون مهتمًا بوضعك في الحياة وما إذا كنت تعيش حياة تبدو ناجحة أم لا.
ومن أسف أننا اليوم نعيش في مجتمع يستهلك الكثير من إشباع الذات والتمجيد؛ بحيث يصعب عدم الوقوع فريسة للغرور، قد يكون من السهل الانغماس في طريقة العيش هذه، مثل: التحقق من Instagram لمعرفة عدد الإعجابات التي حصلت عليها أحدث صورنا، أو مقارنة حياتنا الاجتماعية بأصدقائنا على Facebook.
إن التغلب على الغرور في هذا الزمن عمل شاق، لكنه مهمة محتمة إذا كنت تريد أن تحيا حقًا حياة متزنة وتنعم بالتطور الروحي/ الشخصي والعملي على حد سواء.
اقرأ أيضًا: فوائد التغيير الإيجابي.. هل أنت على استعداد؟
كيف تتغلب على الغرور؟
ويحاول «رواد الأعمال» تقديم إجابة عن سؤال: كيف تتغلب على الغرور؟ وذلك على النحو التالي..
-
الوعي بخطورة الموقف
إذا أردت أن تعرف كيف تتغلب على الغرور؟ فلك أولًا أن تدرك خطورة الموقف الذي أنت منخرط فيه؛ فبينما يظهر الغرور أنك تقدر نفسك بشكل كافٍ وإنجازاتك فهو خطير أكثر مما تتصور، إنه يبعثر همتك ويشتت انتباهك.
ولعل من المناسب لمعرفة كيف تتغلب على الغرور؟ أن تتعرف على الوقت الذي قد تكون فيه فخورًا جدًا. كن متعمقًا ولكن لا تقسو على نفسك. بمجرد أن تبدأ في الاستماع إلى أفكارك والتفكير في الآخرين ستتمكن من التحكم بشكل أفضل في شعورك بالغرور، وتلك أول خطوة عملية على الطريق: أن تدرك بأنك في موقف خطر حقًا.
اقرأ أيضًا: كيف تتخلص من التفكير السلبي؟
-
لا تأخذ نفسك على محمل الجد
يشرح علم النفس اليوم أن الغرور (وربما الكبرياء) يأتي من الخوف من الإحراج أو الخجل، إذا كنت على استعداد للضحك على نفسك، والاعتراف بأنك لا تعرف كل شيء، وتجاهل أفكار الفخر عندما تداعب عقلك، يمكنك وقتها معرفة كيف تتغلب على الغرور؟
وفي حين أن الثقة والتصميم والاحترام هي صفات قيادية أساسية فلن تكسبها أو تكسب إعجاب الآخرين إذا كان لديك الكثير من الغرور أو التعالي والشعور المفرط بالذات وبالاستحقاق.
اقرأ أيضًا: لماذا أنت مفلس ماديًا رغم عملك؟.. تجنب الأسباب
-
كن متفتح الذهن
ولكي تعرف كيف تتغلب على الغرور؟ اعلم أن هذا الشعور (الغرور والفخر والكبرياء والتعالي) هو الطريق السهل لكنه ليس الطريق الصحيح؛ فمن خلال البقاء منفتح الذهن ستكون بالفعل تخدم نفسك وأعضاء فريقك بشكل أفضل.
إذا شعرت بأنك تقاطع شخصًا ما قبل أن ينهي جملته فخذ نفسًا وركّز على آرائه لا على شخصه. إذا كنت لا توافق أو تفهم اطرح سؤالًا توضيحيًا. فكونك متفتح الذهن سيعزز معنويات الفريق وستنتهي أيضًا بأفكار ونتائج أفضل.
-
استمع أكثر مما تتكلم
إن كونك على دراية بكل شيء ليس ذا دلالة منطقية ولا مستحسنة على الإطلاق، ناهيك عن كونه من المستحيل معرفة كل شيء من قِبل شخص واحد، وغالبًا ما يشعر الأشخاص الذين يتظاهرون بذلك بالاستياء بسبب تصرفهم بهذه الطريقة.
وكما قال برانت إتش ماكجيل ببلاغة:
«أحد أكثر أشكال الاحترام صدقًا هو الاستماع إلى ما يقوله الآخرون».
يعينك الاستماع والإصغاء الحقيقي على معرفة كيف تتغلب على الغرور؟ فهو أصلًا نقيض الفخر والتعالي؛ إذ إنك عندما تمنح شخصًا آخر الفرصة للتعبير عن نفسه أو عن أفكاره فإنك تضع كبرياءك جانبًا.
ركّز أكثر على الاستماع بدلًا من التحدث، وشاهد عدد الأشياء الجديدة التي يمكن أن تتعلمها خلال مثل هذه المواقف.
اقرأ أيضًا: التفكير باختلاف.. الطريق إلى ميلاد عقل ثانٍ
-
ركز على الأهم
أوجب ما نختم به إجابتنا عن السؤال: كيف تتغلب على الغرور؟ أن ندعوك إلى التركيز على الأهم حقًا، فصرف الانتباه إلى الخسيس من الأشياء أحد أكبر أضرار الغرور والتعالي.
ويمكن أن يكون الكبرياء ضارًا بالعمل والحياة على حد سواء، وكلما شعرت بأنك أصبحت عنيدًا أو جدليًا أو دفاعيًا (أعراض الكبرياء) اسأل نفسك هذا السؤال الوحيد: “هل سوف يساعدني هذا في أن أصبح أفضل في وظيفتي/ حياتي؟” إذا لم تكن الإجابة بالإيجاب فراجع نفسك على الفور وعد إلى جادة الصواب.
اقرأ أيضًا:
إمكانية تطوير الذات.. لن يفوت الأوان أبدًا
كيف تعزّز المرأة العاملة ثقتها بنفسها؟
أفضل طرق تطوير الذات.. 6 ممارسات فعّالة
تطوير الذات في 3 خطوات.. أساس قوي للتغيير الإيجابي