في اليوم الوطني 92 يشرفني مشاركة نساء وفتيات الوطن الغالي عبارة أحبها كثيرًا للإمام علي -كرم الله وجهه- يقول فيها (وتحسب أنك جرم صغير وفيك انطوى العالم الأكبر)، هكذا بدأت ماجدة القاضي؛ عضو سعف الخضراء؛ قائدة الشراكات والمبادرات بالمنتدى المنتدى السعودي للأبنية الخضراء؛ مراقب البيئة والمناخ بالوضع الاستشاري بالأمم المتحدة كلمتها لـ “رواد الأعمال”، وجاء على لسانها ما يلي:
رأيت هذه العبارة تنطبق على شعوري تجاه ما أؤمن به كامرأة عربية سعودية تحاول أن تختصر قصة الطموح التي كان خلفها إلهام وتشجيع المنتدى السعودي للأبنية الخضراء كمنظمة مجتمع مدني ذات أهداف وطنية تعني بالتنمية المستدامة.
وجاء ذلك لكوني شغوفة بالعمل المتميز والانتماء لجهة تستثمر طاقتي وتطور مهاراتي لأحقق حلمي في صناعة أثر يحقق المنفعة للعالم ويواكب رؤية ٢٠٣٠ باعتبارها الاتجاه الذي سيوفر جودة حياة للإنسان يتحقق معها نموه الاجتماعي وتقدمه الاقتصادي وحفظ موارد الطبيعة من أجل صحته وسلامته وازدهار حياته.
وكانت البداية تتجسد منذ اللحظة التي قررت فيها أن أنتسب للمنتدى كعضوة ومتطوعة مليئة بالتساؤلات لكوني شغوفة بالعمل بتميز، والبداية كانت خلال فترة حجر COVID-19 ومتابعة آثار هذا الوباء في الإنسان والعالم أجمع ومحاولة فهم تأثير ذلك في جودة الحياة وفي الوقت نفسه مراقبة جهود المملكة العربية السعودية وعنايتها بالمواطنين والمقيمين والمسؤوليات العظيمة التي يتولاها ولاة الأمر.
حينها بدأت السعي للتعرف على نشاط المنتدى السعودي للأبنية الخضراء وعلامة التميز “سعف” التي يمنحها للأفراد والمشاريع المحققة لمعايير التنمية المستدامة، وفي الوقت نفسه كان أحد متطلبات العضوية الإلمام الجيد بهذه الأهداف.
وبعد الاطلاع الجيد على الأهداف العالمية السبعة عشر وأجندة ٢٠٣٠ التي التزم بها أكثر من ١٩٦ دولة فهمت العلاقة بينها وبين رؤية ٢٠٣٠ وإصرار ولي العهد والتزامه بتحقيقها ودفعه لعجلة التغيير نحو التقدم التنموي المستدام؛ لتحقق المملكة العربية السعودية المراكز المتقدمة في مشاريعها؛ من خلال برامج التحول الوطني والتحدي الذي تخوضه المملكة بسبب ذلك الوباء وما قد يعكسه على ثرواتها سواء المادية أو البشرية أو البيئية.
وأدركت وقتها أكثر حجم المسؤولية الضخمة التي يتحملها وطني من أجل أن يحيا المواطن والمقيم بأفضل أساليب العيش حتى في وقت الكوارث والأزمات، وفهمت لماذا طلب المنتدى قبل التسجيل فيه كعضوة الاطلاع على أهداف التنمية المستدامة.
وبعد الاطلاع وربط المعلومات ببعضها شعرت بأهمية أن أمارس دوري كمواطنة تؤمن بأن النية الصادقة والسعي الدؤوب والالتزام بالقيم والمبادئ من شأنه أن يحدث تغييرًا لو كان بسيطًا، ثم بدأ بحثي للاستزادة بالمعلومات ومحاولة معرفة ماذا تعني منظمات المجتمع المدني غير الربحية الدولية المستقلة لكونه يعتبر مفهومًا حديثًا في المجتمع العربي نوعًا ما وكانت تنقصني المعلومات التي توضح معناه؛ لأنه لم يكن في ثقافتي الخاصة.
وبعد إدراك دور هذه المنظمات النبيل جدًا والإنساني والداعم للمجتمعات والمساند للسياسات الوطنية من أجل تحقيقها بمعايير عالمية أُعجبت كثيرًا بالمنتدى لكونه من المملكة العريبة السعودية وشعرت بالفخر.
واطلعت بعدها على تصريح المنتدى السعودي للأبنية الخضراء وسجله المرخص كوقف عام وهذا نال إعجابي حد الذهول لأنه بالنسبة لي نموذج غير ربحي ووقف عام أهدافه وطنية ومعاييره عالمية في الوقت نفسه، فهذا يدل على النبل والخير والتوسع التي تستحق الدعم والإشادة والتعاون، وكان ذلك هو سر الإلهام.
وقد دفعني ذلك الأمر لأكون عضوة ومتطوعة نشطة وفاعلة، خاصة عندما تعرفت على أهداف المنتدى الوطنية وربطها بالأهداف والمقاصد العالمية وسعيه لإبراز جهود المملكة ودفعها لعجلة التغيير نحو تحقيق أهداف التنمية المستدامة ورؤية المنتدى التي تعبر عن الرغبة لتحقيق النموذج الأمثل للمارسات الخضراء والكود والتنمية المستدامة في الوطن العربي و الأبرز في تمثيل المجتمع المدني لصالح أمن وسلامة وصحة الإنسان والبيئة، ورسالته التي يسعى من خلالها لتحسين جودة حياة الأفراد والمجتمعات المدنية بتحقيق التنمية التي تفي بحاجة الحاضر بدون المساس باحتياجات المستقبل؛ بهدف تحقيق مفهوم التوازن المستدام في قوله تعالى {والذين إذا أنفقوا لم يسرفوا وكان بين ذلك قواما}.
ولكوني موظفة قطاع عام وأم كانت تواجهني صعوبة إدارة الوقت وبعد عدة محاولات لتنظيمه بدأت باستثمار كل وقت متاح للتدريب وللبحث والسؤال والجواب مع المهندس فيصل الفضل؛ أمين مبادرة خادم الحرمين الشريفين لمشروع الأبينة الخضراء، والذي كان كريمًا جدًا بوقته وجهده في سبيل تدريبي وتعليمي الممارسات الصحيحة وفتح الفرص التدريبية التي يقدمها المنتدى لزملاء “سعف”؛ لدعم تميزهم سواء من خلال فتح المجال لحضور المؤتمرات الدولية الرسمية أو التجهيز للفعاليات المصاحبة للمؤتمرات السنوية المقدمة من الإيكوسوك أو المشاركة كمتحدث رسمي في الفعالية المصاحبة للمنتدى السياسي رفيع المستوى (2020-2021م).
إلى جانب المشاركة في الجلسة الرسمية لمؤتمر المجتمع المدني (2021) والمشاركة في اللقاءات الاستشارية (UNP) عام 2021م. إضافة إلى المساهمة في كتابة العديد من البيانات المكتوبة والمقروءة (2020-2021) المنشورة في مراسم افتتاح الجمعية العامة لبرنامج الأمم المتحدة للبيئة، وحضور الجلسة الرسمية للدورة CSW 65 للجنة وضع المرأة 2021م. والعمل مع متطوعي الأمم المتحدة في مبادرات كسب التأييد. وإعداد برنامج الفعالية المصاحبة للمنتدى السياسي رفيع المستوى 2022م. إعداد تقرير التواصل والارتباط الميثاق العالمي (2020-2022).
هذه التجارب والفرص الثرية التي تم منحها لي وللأعضاء والمتطوعين ساهمت في صناعتنا وعززت ثقتنا بقدراتنا، ومكنتنا من معرفة الممارسات المؤسسية الخضراء سواء في تنظيم المؤتمرات والإلقاء وكتابة الكلمات الرسمية وفق البروتوكولات الدولية، أو في فهم المشاريع الخضراء وكيفية عملها وتأثيرها في جودة الحياة وهذا أسعدني وأثراني.
ثم توالت بعدها المشاركات والمداخلات في كثير من اللقاءات والمناقشات الدولية المفتوحة و التي ساهمت في تبادل خبرات و تجارب وثقافة العالم وكيفية التعامل معه وتقديره بما لا يتعارض مع المبادئ والقيم والسياسات الوطنية؛ ما ساهم في فتح الأفاق لمزيد من التقدم والتطوير
هذه الممارسات وغيرها بالتأكيد تحدث نقلة نوعية على مستوى الفكر والشعور والسلوك ويساهم في توفير ثقافة تنموية تنعكس على الأفراد والمجتمعات بالتقدم.
إن أساليب التدريب المبنية على الممارسات التطبيقية قدمت لي وللزملاء خدمات تطوير شخصية ومعرفية ومهنية رفعت من معيار الثقة المتبادلة بين المنتدى وزملاء “سعف” وبيننا وبين العالم، وساهمت في تطوير معلوماتنا وتنمية مهاراتنا المهنية والمؤسسية في التعاملات حتى على مستوى علاقتنا الشخصية؛ ما عاد علينا بالتطوير المباشر والسريع وانعكاسه في مجال العمل ورفع قابلية أعمالنا لتتلاءم مع مستهدفات الرؤية؛ ما ساهم في الحصول أكثر على ثقة المدراء ونقل المعرفة والتجربة للزملاء في صعيد العمل.
إننا أصبحنا نتحرك في ممارساتنا من خلال قيم سعف (الاحتساب لله، التسامح والتراحم، البذل والعطاء، الوفاء والالتزام، المواطنة والانتماء، التواصل الفعال، المسؤولية الاجتماعية، الاستجابة المبكرة، الابتكار، مناصرة الاستدامة).
هذه القيم عززت اتجاهنا كأعضاء في متابعة الأحداث والمشاريع التنموية التي أطلقها ولي العهد مثل مشاريع: ذا لاين ونيوم والسعودية الخضراء والشرق الأوسط الأخضر ومبادرة تنمية القدرات البشرية، تلك المشاريع و المبادرات وغيرها كانت مصدر اهتمامنا وتركيزنا الكبير كزملاء سعف ومحاولة تتبع خطواتها ونتائجها المأمولة مع مراقبة الوضع الراهن والاستجابة السريعة لسد الفجوة من خلال مشاريع خضراء تتطلب التعاون والشراكات.
وقد ساهمت ثقة المنتدى السعودي للأبنية الخضراء وأدوات سعف والتدريب المستمر في منحي قيادة الشراكات والمبادرات وخوض التجارب الحية في بناء العلاقات مع مختلف القطاعات والبنوك لعقد الاتفاقيات المساهمة في تطبيق مقاصد ومؤشرات أهداف التنمية المستدامة؛ من خلال المشاريع والأبنية الخضراء.
و لا أجزم حقيقةً بأن جميعها تكلل بالنجاح ولكن مجرد ممارسة دور كهذا وتجربة واقعية تستند إلى المعرفة وممارسات مهنية تساهم في تحقيق تنمية ذات بعد اقتصادي واجتماعي وبيئي بالتأكيد يعد حراكًا داخليًا في ذاتي يتحرك باتجاه حراك خارجي أخضر يتسم بالإنجاز وذي قوة تأثير مجتمعي وبيئي واقتصادي أقدمه لوطني بدأ يتحقق من خلال عقد شراكة تعاونية مع أمانة جدة لجعل مدينتي جدة خضراء لتنعم بالصحة والرخاء والجودة.
اقرأ أيضًا من رواد الأعمال: