يتطلب سد الفجوة بين الطموح والإنجاز اتباع نهج منهجي للتحول إلى الذكاء الاصطناعي. وهي إستراتيجية تهيئ المؤسسات للتفكير في أكبر الأسئلة التي تثيرها هذه التكنولوجيا دون إغفال تأثيرها اليومي.
ووفقًا لدراسة أجريت عام 2024 طور 26% فقط من الشركات منتجات ذكاء اصطناعي فاعلة. ولم تحقق سوى 4% فقط عوائد كبيرة على استثماراتها.
فالمؤسسات التي تفشل في التكيف تصبح مثل: بولارويدز وبلوكباسترز في عصر الـ AI. وعلى الرغم من ذلك فإن التطبيق المتسرع ينطوي على مخاطره الخاصة.
عندما أعلنت شركة Zillow في فبراير 2021 أنها ستبدأ في شراء العقارات التي تم تقييمها بواسطة خوارزمية التعلم الآلي، تم الترحيب بهذه الخطوة على نطاق واسع باعتبارها خطوة نحو عالم جديد شجاع من الذكاء الاصطناعي. وبعد مرور ثمانية أشهر. أغلقت وحدة الأعمال الجديدة بخسائر بلغت حوالي 300 مليون دولار.
سد الفجوة بين مزايا وعيوب الذكاء الاصطناعي
وتتطلب موازنة الفرص والمخاطر التي يمثلها الذكاء الاصطناعي التفكير بعناية والاستجابات الإستراتيجية المدروسة. فلن تكفي الحلول المجزأة. وإضافة إلى قدرة التكنولوجيا الفريدة على تحويل العلاقات الإنسانية والثقافة التنظيمية تحتاج وتيرة تطور الذكاء الاصطناعي أطر عمل يمكنها تحقيق التوازن بين عدم اليقين غير المسبوق والحاجة إلى اتخاذ إجراءات فورية.
كما تتطلب المؤسسات أنظمة شاملة للتفكير يمكنها توجيهها من خلال التحول المستمر مع الحفاظ على أهدافها الأساسية وأصحاب المصلحة من البشر.
وربما يقضي شخص عدة عقود في توجيه التحول الرقمي بمؤسسات تتراوح بين شركات مدرجة على قائمة “فورتشن 2000” إلى كبرى الوكالات الحكومية. ومن خلال هذه التجارب يمكن أن يواجه مرارًا وتكرارًا موقفين مشتركين ولكنهما متناقضين يعوقان المؤسسات عن التطبيق الناجح للتقنيات الجديدة: المقاومة المؤسسية للتغيير والتبني المندفع للتكنولوجيا دون هدف إستراتيجي.
ويكمن حل هذه المشكلة في اعتماد إستراتيجيات عمل تكميلية لتأسيس نهج متوازن لتبني تقنيات الـ AI. لذلك توفر خطة عمل OPEN والتي تعد اختصار: المخطط. والشريك. والتجربة. والتنقل. وهي عملية منهجية من أربع خطوات لتسخير إمكانات الذكاء الاصطناعي. وتوجيه المؤسسات من التقييم الأولي إلى التنفيذ المستدام.
كما يقدم إطار عملCare -اختصار لتحديد الكارثة. والتقييم. والتنظيم. والخروج- هيكلًا موازيًا لتحديد وإدارة المخاطر المتعلقة بالذكاء الاصطناعي. سواء داخل مشاريع الابتكار أو عبر بيئة المؤسسة الأوسع نطاقًا. وفي حين أن كلا الإطارين مختلف في أغراضه إلا أنهما مصممان ليكونا مرنين بما يكفي للتطور مع الذكاء الاصطناعي.
إستراتيجية العمل المفتوح OPEN
يؤكد إطار عمل OPEN أن التبني الناجح لا يعتمد فقط على التكنولوجيا ولكن أيضًا القيادة والثقافة القادرة على الحفاظ على التحول المستمر. وذلك استنادًا إلى الغرض التنظيمي وتجربة الذكاء الاصطناعي البشري.
وتساهم كل خطوة بالعملية في تطوير محفظة الابتكار؛ ما يمكّن المؤسسات من إدارة مشاريع الذكاء الاصطناعي من مرحلة التفكير إلى النشر والصيانة والتقاعد النهائي.
وتبدأ الكثير من المؤسسات رحلة الـ AI بالسؤال ”ما الذي يمكن أن تفعله هذه التكنولوجيا؟“ بدلًا من ”ما الذي يمكن أن تفعله هذه التكنولوجيا لمساعدتنا على تحقيق مهمتنا؟”. يؤدي هذا النهج إلى حلول تعتمد على التكنولوجيا في البحث عن المشاكل عوضًا عن طرق جديدة لتقديم قيمة حقيقية.
ومن خلال إعادة تأكيد هدفها في بداية العملية ومن ثم مواءمة جميع القرارات مع هذا الهدف باعتباره المعيار الأساسي الوحيد للنجاح. يمكن للمؤسسات تجنب الانحراف عن مسارها بسبب قدرات الـ AI غير المحدودة تقريبًا.
إطار عمل Care
في حين أن الذكاء الاصطناعي يبشر بتحول في كل وظيفة تنظيمية، إلا أنه يقدم أيضاً نقاط ضعف يمكن أن تقوض أو حتى تدمر المؤسسات غير المستعدة لذلك.
على سبيل المثال: بينما تحدث أدوات التشخيص التي تعمل بالـ AI ثورة في مجال تقديم الرعاية الصحية قد ترتكب أنظمة الذكاء الاصطناعي أخطاء كارثية محتملة في التشخيص الطبي بسبب بيانات التدريب المتحيزة.
وفي جين تنشر المؤسسات AI لإدارة البنية التحتية الحيوية، فإنها تواجه زيادة التعرض لتهديدات الأمن السيبراني التي يمكن أن تتدفق عبر الأنظمة المترابطة.
كما تتضخم هذه التحديات التقنية بسبب التحولات التنظيمية والثقافية التي يتطلبها الـ AI. حيث يجب أن تتكيف الفرق مع طرق جديدة للعمل والتفكير. كذلك يجب على المؤسسات أن تتعامل مع مجموعة من المخاطر الأخرى.
جدير بالذكر أن الـ AI أحدث تحولًا جوهريًا في كيفية عمل المؤسسات وتوفير القيمة. ولتحقيق النجاح ينبغي على الشركات أن تتبنى نهجًا متوازنًا بناء على إمكانات الذكاء الاصطناعي مع مراعاة مخاطره.
وعبر دمج أطر عمل منظمة مثل OPEN وCARE يمكن للمؤسسات التعامل مع تعقيدات تبني الـ AI. ما يضمن الابتكار والمرونة في آن واحد. يسمح هذا النهج المزدوج المؤسسات بالاستفادة من القوة التحويلية للذكاء الاصطناعي مع الحماية من المخاطر المحتملة. في النهاية يكمن مفتاح الازدهار بعصر التكنولوجيا في اتباع نهج إستراتيجي ومدروس ومتوازن.
المقال الأصلي: من هنـا