كلما زادت كفاءتك زادت إنتاجيتك؛ ما يؤدي حتمًا إلى صناعة رائد أعمال ناجح، وإذا كنت مثل معظم رواد الأعمال تتصدر زيادة التدفق النقدي قائمة أولوياتك فسوف تفعل أي شيء ممكن لتحقيق ذلك.
لا تنحصر صناعة رواد الأعمال في مجرد مواكبة أحدث التقنيات والاستراتيجيات بل تتطلب أبعادًا متعددة لتحقيق النجاح. ويشبه تأسيس مشروع تجاري بناء رحلة تتطلب خارطة طريق واضحة، ونظرة ثاقبة، ومجموعة متنوعة من المهارات، ناهيك عن المثابرة والقدرة على التكيف.
جوانب التغيير لصناعة رائد أعمال
هناك جوانب متعددة لصناعة رائد أعمال ناجح، والاطلاع المستمر على أحدث التقنيات والاستراتيجيات ليس سوى جزء من المعادلة.
إن الوقوع في فخ تبني التقنيات والاستراتيجيات الجديدة باستمرار يؤدي خلال مرحلة ما إلى الدوران في حلقة مفرغة. وإذا كان النجاح هو ما تصبو إليه فيجب أن تقترن التقنيات بتغييرات في نمط الحياة.
1. التوازن بين العمل والحياة الشخصية
إن أصبح كونك رائد أعمال على مدار الساعة يمنعك من تحقيق أهدافك الشخصية فهذه علامة أكيدة على حاجتك إلى إجازة. إذ إنه من الضروري الحفاظ على التوازن بينهما للحصول على وقت أفضل.
توضح مقالة من موقع Forbes.com الجانب المظلم لكونك رائد أعمال، فتؤكد أنه يسهل الوقوع في الاكتئاب والتوتر الناتج عن العزلة. حيث يحدث العزل عن طريق الخطأ؛ بسبب انشغال رواد الأعمال الدائم بالعمل لدرجة إهمال العناية بأنفسهم.
لذا يجب أخذ إجازات منتظمة لاستعادة النشاط. فلا فائدة من كونك رائد أعمال إذا عانيت من نفس حالة الإرهاق التي كنت عليها قبل الخروج من روتين العمل المكتبي.
2. إدارة الصحة البدنية
يواجه العديد من رواد الأعمال معارك صحية صعبة تظهر في حياتهم أثناء إدارة أعمالهم. والبعض الآخر تحفزهم التحديات الصحية لاتخاذ إجراء.
على سبيل المثال: “ميمونة كرمو” دفعها تشخيص سرطان الثدي إلى التحرك بسرعة. حيث أنشأت مؤسسة “زهرة النمر”، وسرعان ما اكتشفت أنها تفرط في إرهاق نفسها داخل مؤسستها.
تقول ميمونة: “عندما أصبحت رائدة أعمال لأول مرة اعتقدت بأن جدولي يجب أن يمتلئ بالمشاريع والمهام والمكالمات والفعاليات. وبدا لي بطريقة ما أن هذه المؤشرات تساعدني في الشعور بالإنجاز والأهمية والنجاح في مسيرتي المهنية”.
هذا هو الفخ الذي يقع فيه كل رائد أعمال. كما توضح ميمونة، فعملها حوّلها إلى “امرأة مجهدة ومفرطة الإرهاق ومشغولة”.
وتضيف: “شعرت بالالتزام المفرط أكثر من شعوري بالنجاح. لم أكن سعيدة، وأردت أن أهرب من كل شيء، وهذا ما فعلته بالفعل”.
استنفدت ميمونة كرمو، وهي من الناجين من سرطان الثدي، طاقتها تمامًا في عملها قبل أن تدرك أنها تفرط في إرهاق نفسها.
لذلك يجب على كل رائد أعمال أن يأخذ الوقت الكافي للتعافي تمامًا قبل العودة إلى الروتين اليومي، خاصة إذا كان يخضع لأي نوع من العلاج مثل: العلاج الكيميائي أو عملية ترميم الثدي بعد استئصاله.
وفي حين يعد الترميم عملية جراحية كبرى. فإن الشفاء الجسدي يتطلب هدوءًا ذهنيًا والابتعاد عن جميع مسببات التوتر المحتملة.
2. ساعات عمل محددة
مهما كان الأمر صعبًا يجب تحديد ساعات عمل معينة تلائم روتين اليوم، مع أخذ الحالات الطارئة في الاعتبار. على سبيل المثال: إذا كان يوم عملك من الساعة 8 صباحًا إلى 3 عصرًا، باستثناء فترات الراحة، فاجعل نفسك غير متاح لأي شيء سوى العمل خلال تلك الساعات.
ولو كنت تعلم أنك تحتاج إلى تلقي مكالمة من صديق أو فرد من العائلة فجدول الوقت وأوضح لهم أنهم يحتاجون إلى الاتصال بك في وقت معين وإلا فلن تكون متاحًا.
لا بد من إخبار الجميع أنك ستنتظر لمدة ربع ساعة قبل المتابعة. ثم التزم بذلك. إذا وافقوا على الاتصال بك في الساعة 3 عصرًا وكانت الساعة 3:15 ولم تتمكن من الوصول إليهم فتابع يومك. ودعهم يتركون رسالة إذا ما اتصلوا بك مرة أخرى. يؤدي ذلك إلى تقليل مقاطعاتك اليومية وجعلك أكثر إنتاجية كرائد أعمال.
3. قضاء وقت مع الطبيعة
من الغريب الاعتقاد بأن القوة العلاجية للطبيعة لم تصبح حقيقة عالمية للجميع بعد. على سبيل المثال: لا يزال الباحثون يشعرون بالمفاجأة لأن المرضى يتعافون بشكل أسرع عندما يمكنهم رؤية الطبيعة بدلًا من جدران من الطوب. ربما لم يختبر هؤلاء الباحثون ذلك الأمر بشكل مباشر.
أفضل شيء يمكنك فعله لنفسك كرائد أعمال هو قضاء وقت في الطبيعة. إذا كان الجو باردًا ارتدِ ملابس ثقيلة. تنفس الهواء النقي ورائحة الأشجار. اشعر بالرياح على ظهرك. اجلس على الأرض واكتشف سر الضجة حول الطبيعة. سوف تجدد الطبيعة طاقتك حتى لو كان كل ما تفعله هو المشي حافيًا على العشب في فناء منزلك الأمامي.