أشاد العديد من رواد الأعمال بدور الأتمتة والتكنولوجيا باعتبارها المنقذ للأعمال الحديثة في عالم اليوم. ولكن، لم يكن هذا رأي الفريق الآخر الذي أبدى تخوفه واعتقاده أن التكنولوجيا قد تعجل بسقوط تلك الأعمال في المستقبل القريب.
فقد أظهرت نتائج الاستبيان الذي قام به مركز “بيو” للأبحاث أن ثلثي الأمربكيين يعتقدون أن الروبوتات سوف تتفوق على معظم أعمال البشر. على مدى السنوات الخمسين المقبلة. وهو ما يثير مشاعر الاستياء والرهبة تجاه دور الأتمتة والتكنولوجيا التي ابتكرناها بأنفسنا. إلا أنني أرى أن المخاوف من أن التكنولوجيا قد تجعلنا مهمشين قد تعمينا عن الاحتمالات المذهلة المتاحة.
وبدلًا من التخويف من تلك التكهنات. يجب أن يدرك رواد الأعمال أنهم يتمتعون بقدر أكبر من السيطرة مما يدركون. إن قوة التكنولوجيا تضعهم في وضع يسمح لهم بخلق القيمة، التي من شأنها أن تكشف عن الفرص وتغذي روح المبادرة.
ومع ذلك، تكمن المشكلة الحقيقية في أن معظم رواد الأعمال يواجهون صعوبة في تغيير وجهة نظرهم لرؤية ما يستخدم ضدنا. على أنه يمكن أن نستغله لصالحنا.
توقف عن الخوف مما يحدث بالفعل
يشعر الكثير بالقلق من أن تأخذ الآلات وأجهزة الكمبيوتر والمصانع وظائفهم. وكل ما يفكرون فيه إذا ما كانت وظائفهم الخاصة سوف تتعرض للتهديد. إنها ليست مسألة “هل” هذا سيحدث، ولكنها مسألة “متى”، إن عملية الاستحواذ جارية والجميع يعلم بذلك بالفعل.
ولكن انشغل البعض للغاية بالتحديق فيما يتلاشى وتغافل عن دور الأتمتة التكنولوجيا المذهلة المتاحة بين أيدينا|. لذا؛ إليك ثلاث خطوات يمكنك اتخاذها لإعادة صياغة التكنولوجيا باعتبارها حليفًا لك وذلك على النحو التالي:
1- حدد المهام التي يمكنك أتمتتها لتحرير عقلك للتفكير الإبداعي الشامل
لم يمض وقت طويل قبل أن نعيش بدون هواتف محمولة. أما الآن، فنحن نحمل أجهزة قوية في راحة أيدينا. تخبرنا بالطرق التي يجب أن نسلكها، وتمكننا من تسجيل الوصول للرحلات الجوية. وتسمح لنا بالبحث عن أي شيء نحتاجه، إنها توفر لنا الوقت والطاقة والمال. وتجعلنا نوفر أكثر مواردنا قيمة وهي حياتنا على الأشياء التي تهمنا حقًا.
وتنطبق نفس الفكرة على شركاتنا، فالأشياء التي تستغرق وقتًا طويلًا ولكنها لا تتطلب التفكير المكثف. أو ما نسميه “الأعمال الروتينية” تستنزف أوقاتنا والخلايا الدماغية التي كان من الأفضل أن ننفقها على المهام الصعبة التي لا يمكن التخلي عنها.
وخلصت دراسة نشرت في مجلة “الوظائف السلوكية والدماغية” إلى أن الكثير مما يجب التفكير فيه ويطلق عليه مصطلح “الحمل المعرفي المطول” يؤدي إلى إجهاد عقلي. وهذا يعني أنه عندما تجد أخيرًا الوقت الكافي لتكريسه لتلك المهام ذات القيمة العالية، فلن يكون لديك الطاقة للقيام بذلك.
كما أصدرت شركة “ماكينزي آند كومباني” في عام 2016 تقرير “أتمتة صناعة التأمين”. تم خلاله تقييم كيفية تطبيق الأتمتة على المهام الحالية لصناعة التأمين. ووجد التقرير أن ما يصل إلى ربع الأدوار الحالية في هذا المجال يمكن دمجها أو إزالتها في العقد التالي.
على سبيل المثال، قد يتولى التعلم الآلي ما يصل إلى 60% من وظيفة وكيل مبيعات التأمين. ونحو 35% فقط من وظيفة كاتب التأمين، وهو ما يعني أنه في غضون 10 سنوات. ستتمكن شركات التأمين من تخصيص المزيد من قوة أدمغة أعضاء فريقها لمهام أكثر تعقيدًا مع تسليم المهام الأسهل لأجهزة الكمبيوتر.
2- حدد أين تضيف أكبر قيمة لفريقك واعزل المجالات التي تقلل من هذه المهام
يفترض رواد الأعمال بالخطأً أن كل ما يفعلونه لأعمالهم له قيمة. ولكن من المحتمل أن يكون كل هذا لا يستحق العناء إلى حد ما. لأن بعض الجهود تضيف قيمة أكبر لشركاتهم عن غيرها. لذا؛ إن تنمية الشركة وقيادة فريق يجعل من الضروري تحديد المكان الذي تضيف فيه أكبر قيمة حتى تركز عليه.
وعلى الرغم من ذلك. سبق وعملت مع قادة أدركوا أن أفضل وقت يقضونه في العمل هو تطوير الشراكات التجارية أو توظيف المناصب التنفيذية لشركاتهم. إلا أنهم كانوا يستثمرون أيامهم في الموافقة على نصوص الإعلانات أو نسخ البيانات احتياطيًا. وهي أشياء يمكن التعامل معها من خلال الأتمتة.
على سبيل المثال، وقعت حادثة في GitLab وهو مستودع على الويب يوفر مستودعات مفتوحة مجانية وإمكانيات متابعة المشكلات. نتيجة لحذف مسؤول النظام عن طريق الخطأ لمجلد يحتوي على بيانات الإنتاج المباشرة. وفي أعقاب هذا الاضطراب الناجم عن خطأ بشري. أوصى الخبراء باستخدام منصات شاملة مزودة بأجهزة تحليل لتحديد ما ينبغي نسخه احتياطيًا ثم نسخ هذه الملفات احتياطيًا تلقائيًا.
وهو ما يؤكد حقيقة أن ما أنفق عليه رواد الأعمال وقتهم. كان من الممكن إنجازه بشكل أفضل باستخدام التكنولوجيا وليس من خلالهم، وكان من الممكن أن يستغلوا قضاء أوقاتهم في بناء شراكات عالية العائدات بدلًا من ذلك.
3- قيّم ما لا تستطيع شركتك القيام به بنفسها حاليًا
يعلم الجميع أنه لم يكن لدى العديد من رواد الأعمال مدونة على الويب لولا وجود منصة مثل “وورد بريس”. لذا؛ يمكن اعتبار التكنولوجيا امتدادًا لعملك الذي يمكن شركتك من القيام بأشياء وتقديم خدمات أو منتجات لم تكن لتتمكن من تقديمها بخلاف ذلك.
وكانت شركتي سبقت ولجأت إلى استشارة عدة شركات عقدت جلسات عصف ذهني جماعي؛ لتحديد ما يجب أن تفعله شركتي ولكنها لم تستطع القيام به باستخدام التكنولوجيا الحالية. وناقشنا كيف يمكننا إنشاء ما كانوا يبحثون عنه أو تعديل ميزة موجودة للقيام بذلك. وفي نهاية المطاف استفادت شركتي والشركات الأخرى من التكنولوجيا في اتجاه آخر لتوسيع عروضنا وتنمية أعمالنا.
من المؤكد أن التكنولوجيا قد تغير في النهاية شكل العديد من وظائفنا. وفي عالم الأعمال اليوم إن هذا الوقت هو ليس وقت الخوف إنه وقت الفرص. بالطبع إن ما ستبدو عليه شركاتنا وأدوارنا في المستقبل سيكون أفضل؟ وليس أقل مما نقوم به الآن.
وإذا ما قمت بتحرير بعض المساحة من عقلك. وحددت المكان الذي يمكنك أن تضيف إليه أكبر قيمة. وحددت أيضًا ما تريد القيام به في المستقبل. ستتمكن في نهاية المطاف من قيادة التغيرات التكنولوجية التي من المتوقع أن تواجهها بدلًا من أن تقودك.
بقلم / لينا ريكويست
المقال الأصلي: هنا
اقرأ أيضًا المزيد على موقع عالم التكنولوجيا:
شبكات الأقمار الصناعية.. أنواعها واستخداماتها
مفاجأة صادمة.. جوالات آيفون بدون كاميرا
مواصفات وأسعار طُرز سيارة “فيرسا 2020” من نيسان
كيفية إزالة حساب من Google Smart Lock
Realme C55.. جوال صيني جديد يشبه تصميم ايفون 14
5 اختلافات بين المدن الذكية والتقليدية