لا شك في أن المملكة العربية السعودية تتمتع بطبيعة ساحرة، لفتت الأنظار إليها؛ حيث تُحاكي أهم الوجهات السياحية العالمية جمالاً، ومنها مطل حافة العالم “نهاية العالم”، الذي تروي رماله آلاف الحكايات التي تمتد لأكثر من قرن.
يشبه المطل في تركيباته الحجرية معلم “جراند كانيون” Grand Canyon أو “الأخدود العظيم” الواقع في ولاية أريزونا، بالولايات المتحدة الأمريكية.
اقرأ أيضًا: السياحة في المملكة ومنافسة المواقع العالمية
مهما تعدّدت المسميات التي أُطلقت عليها؛ إلا أن مطل حافة العالم في المملكة يوفّر تجربة مميّزة لعشاق المغامرة، والاطلاع على الكثبان الرملية، فضلاً عن ممارسة التأمُل على خلفية من الطبيعة الأخاذة، والوديان الجرداء، والأفق الشاسع.
حافة العالم في الرياض
يُعتبر مطل حافة العالم _أو كما يُعرف بجبل “فهرين”_ في الرياض، من أهم الوجهات السياحية بالمملكة؛ حيث يبعد حوالي 90 كيلومترًا عن العاصمة؛ بما يعادل رحلة تصل مدتها إلى ساعة ونصف الساعة بالسيارة ذات الدفع الرباعي، علمًا بأنه يجب أن تتمتّع بنظام التموضع العالمي (Global Positioning System (GPS، ويجب أن تتأكد من العودة باكرًا قبل إغلاق البوابات، عند الساعة السادسة مساءً.
كانت هذه المنطقة مغمورة بالمياه في فترة زمنية تمتد إلى ما يقارب قرنًا من الزمان، وتأتي امتدادًا لجبال طويق، الواقعة بشمال الرياض، علمًا بأنها تكونت بين 135 ـ 180 مليون عام مضى، كما تمتد لأكثر من ألف كيلو متر، والتي كانت تطلّ قديمًا على طريق تجاري قديم يُستخدم لعبور شبه الجزيرة العربية من اليمن، إلى بلاد الشام، وبلاد فارس.
رحلة التسلٌق
تقع جبال المطل شمالاً في شمال الزلفي، وجنوبًا عند المندفن جنوب شرقي وادي الدواسر، ويُنصح بزيارة المنطقة في أشهر الشتاء الباردة، وعندما تكون السماء صافية. كما يمكنك أن تستشعر جمال غروب الشمس، مع السكون الصحراوي المميّز.
يستغرق التسلّق إلى “نهاية العالم” عادةً ما بين 15 و30 دقيقة؛ لتصل بعد ذلك إلى قمةٍ غنيّةٍ بالعديد من المناظر الطبيعية، وفرص التأمل في جمال تضاريسها.
يمكن لزائر المنطقة أن يسلك أحد الطرق التي تؤدي إلى القمة؛ حيث يعبر بين التضاريس الوعرة، ويقاوم صعوبة تسلُقها، مع مراعاة ارتداء أحذية آمنة؛ لاجتياز المسارات الضيقة بنجاح، والتمتُع برحلة استثنائية على أحافيرها الطبيعية، والوقوف على مرتفعاتها الشاهقة، إضافة إلى مشاهدة مجرى النهر أسفل الوادي.
سبب التسمية
أجمع الكثير من الخبراء في العالم على أن سبب إطلاق اسم Edge of The World على المطل، يعود إلى أحد أفراد الجالية الأوروبية، الذي حرص على التعبير عن أول شعور راوده بعد الوقوف على المرتفعات الجبلية هناك؛ إذ يحيط بالمكان جبال تعتليها أطراف متهدمة، تفتقر لمقومات الحياة.
وغالبًا، ما ينظر المصوّرون الفوتوغرافيون إلى المكان بنظرة مختلفة؛ إذ أكدوا أن العدسة التقطت لحظة شعور الإنسان بأنه ليس سوى جزء صغير من هذا العالم الكبير بأكمله، وهو يقف على الجبل الذي يصل ارتفاعه إلى 300 متر.
اقرأ أيضًا:
قصر المربع الأثري.. تجسيد لتاريخ عريق