ينطوي الحديث عن ثقافة الابتكار في الشركات على نوع من الحرج “النظري” إن جاز لنا الوصف؛ فعادة ما يتصور الناس أن المبدعين بوهيميون، لا يقيدهم شيء، لكن هذا لا يستقيم مع إكراهات العمل، والدوام من التاسعة إلى الخامسة مساءً، ومحاولة الإتيان بفرائد الأفكار خلال منتصف النهار.
هذه الإكراهات تجعل من المتعذر الحديث عن ثقافة الابتكار في الشركات، لكن، وعلى الرغم من هذه الإكراهات وتلك الضغوط، ما زال ممكنًا العمل على غرس ثقافة الابتكار في الشركات.
اقرأ أيضًا: ريادة الأعمال وعوامل أساسية لنجاح المشروعات
تعزيز ثقافة الابتكار في الشركات
ويرصد «رواد الأعمال» بعض الطرق والخطوات التي يمكن أن تساعد في غرس وتعزيز ثقافة الابتكار في الشركات، وذلك على النحو التالي..
-
تحديد الأهداف
لو أننا نتحدث عن ثقافة الابتكار في الشركات فأخلق بنا أن نشير إلى أن تحديد الأهداف مسألة ذات وجهين، قد تحض على الابتكار وقد تعرقله.
فمعنى أن يكون هناك هدف واضح ومحدد أنه لا يوجد إبداع ولا ابتكار حقيقي؛ فالناس سوف يسيرون في طرق محددة من أجل تحقيقه فحسب، لكن غياب الهدف يعني الاستغراق التام في الفوضى.
ومن ثم فإن ما نراه كحل لهذه المعضلة هو التالي: أن يكون الهدف واضحًا دون الطرق الموصلة إليه، وعلينا أن نصل إلى الهدف لكن الطريق إليه من صنع كل فرد في المؤسسة على حدة.
اقرأ أيضًا: نوكيا تدفع عجلة التحول الرقمي لتعزيز رؤية 2030
-
مواءمة المهام والاهتمامات
إذا قام الفرد بما يحب فالمؤكد أنه سيبدع فيه؛ لذا فإن المواءمة بين المهام الموكلة إلى الفرد في المؤسسة وبين اهتماماته الشخصية إحدى تلك الطرق التي يمكن من خلالها العمل على تعزيز ثقافة الابتكار في الشركات.
فمن الثابت أن أعضاء الفريق المتحمسين أكثر ثباتًا وإبداعًا من غيرهم، كما أنهم عادة ما يقدمون المزيد من الملاحظات للنظام؛ ما يساهم في الابتكار.
لكن هذا يعني أنه من الواجب على الإدارة _إن هي أرادت حقًا غرس وتعزيز ثقافة الابتكار في الشركات_ أن تدرس اهتمامات أفرادها بدقة؛ كيما تفلح في تكليفهم بالمهام المناسبة لهم.
اقرأ أيضًا: 3 اتجاهات تُغيّر طبيعة عمل المدفوعات الرقمية
-
الاتصال المفتوح
ما من طريق معبد إلى تعزيز ثقافة الابتكار في الشركات، غير أنه من الممكن القول إن نظام التواصل المفتوح أو ما يسمى في بعض الأدبيات الإدارية «سياسة الباب المفتوح» قد يُعد طريقة مثالية من أجل ذلك.
فبمقتضى هذا النظام سيكون من الممكن الحصول على الأفكار والمرئيات والمقترحات من كل مستويات المؤسسة، من الأعلى إلى الأدنى والعكس.
ومن ثم قد نحصل؛ من خلال هذا التواصل المفتوح والتداول الحر للأفكار والرؤى، على أفكار شديدة التميز والفرادة، وبالتالي يكون الاتصال المفتوح إحدى طرق تعزيز ثقافة الابتكار في الشركات.
اقرأ أيضًا: نوكيا تتوسع في الشبكات والبنية التحتية الرقمية
-
ردود الأفعال البناءة والمتكررة
الحق أنه حتى لو تمكنا من الظفر بفكرة متميزة ومتفردة فليس هذا وحدة كافيًا لتعزيز ثقافة الابتكار في الشركات، ولا هو كفيل أيضًا بالحصول على النتائج المرجوة.
ومن هنا كان من المهم اعتماد طريقة/ نظام تقضي بالحصول الدائم والمستمر على ردود الأفعال حول ما تم إنجازه حتى الآن.
فمن المنطقي أننا لن نصل إلى ما نريد دفعة واحدة، وإنما يجب أن نحصل على ردات الأفعال والملاحظات بشكل مستمر؛ حتى يمكننا الترقي مرة بعد أخرى، علاوة على إمكانية تعزيز ثقافة الابتكار في الشركات.
اقرأ أيضًا: السلوك الإبداعي.. ماهيته وأهميته
-
الجوائز والتقديرات
تخيل أن كل من في المؤسسة مبدعون مبتكرون، لكن هل تراهم سوف يستمرون على هذا المنوال دون تقدير لهم، أو اعتراف بفضلهم؟!
المؤكد أن التجاهل يضعف الهمة ويثبط الناس؛ ولذا فمن غير الممكن العمل على تعزيز ثقافة الابتكار في الشركات من دون العمل على اعتماد نظام مستقل خاص بالجوائز والتقديرات.
اقرأ أيضًا: كيف حقق لقاح فيروس كورونا المليارات لشركات الأدوية الكبرى؟
-
احتضان الفشل وتفهمه
ما من سبيل إلى تعزيز ثقافة الابتكار في الشركات من دون تقبل الفشل واحتضانه؛ فالمبتكر يجرب، وطالما أنه يجرب فمن المحتمل أن يخطئ ويفشل.
لكن إن وقع الفشل لا يجب أن يصيب الناس بالخوف أو الإحباط، وإنما المؤسسة الحكيمة هي التي تتقبل هذا الفشل، وتدرك أنه مرحلة مؤقتة لا بد منها.
إن الفشل الذي نتحدث عنه أشبه ما يكون بقناة النار التي لن يكون ممكنًا غرس وتعزيز ثقافة الابتكار في الشركات من دون العبور بها.
اقرأ أيضًا:
هواوي تطلق أول منصة شاملة لدعم الشركات الناشئة في المنطقة
5 أسباب توضح أهمية الحوكمة السحابية لعملك
مفهوم تكنولوجيا المعلومات وتأثيرها.. تغييرات جذرية غيرت حياتنا