سواء كنت انطوائيًا أو اجتماعيًا، فإن فيروس كورونا المستجد “كوفيد 19” استطاع أن يؤثر في جدول تقسيم الوقت الخاص بنا، بعدما طال الحالة النفسية للكثير من الناس حول العالم، ووجد طريقه نحو استنزاف طاقتنا بشكل مؤكد.
عند تقديم النصائح عامة، يجب على الشخص أن يدرك ظروف غيره؛ فكل إنسان يخوض معركة ما لا يعلم عنها كل من حوله شيئًا؛ لذا فإن الأمر المتعلق بتقسيم الوقت لا يعني بالضرورة إنشاء جداول بعينها دون النظر في أسلوب حياة الشخص المعني.
لكن الغريب في الأمر، أن العديد من الدراسات العلمية في العالم أثبتت قدرة الإنسان على تقسيم الوقت بطريقة يتحكم بها في زمام حياته، وذلك عن طريق توظيف طاقته، أولوياته، عقله، تركيزه، وعواطفه؛ وهو الذي قد يتشارك فيه كل الناس بطريقة أو بأخرى.
عندما يتعلق الأمر بتقسيم الوقت أو إدارته أو تنظيمه بشكل فعال؛ فإن رواد الأعمال ورؤساء فرق الأتمتة يسيرون على نهج قوي من الالتزام؛ حيث يدركون أن الوقت كالحصان في ماراثون الحياة، يجري وفقًا للفارس الذي يمتطيه؛ لذا فعملية التغيير تجري داخليًا أولًا.
1. إدارة الطاقة
كما ذكرنا مسبقًا أن وباء كورونا المستجد “كوفيد 19″، استطاع أن يؤثر في الجميع، بينما استنزف طاقتهم بشكل كبير سواء خلال فترة الحجر المنزلي، أو ما بعدها.
وتسبب ذلك في عدم قدرة الكثيرين على تبادل الأفكار مع أشخاص آخرين؛ ما يؤثر سلبيًا في الحفاظ على الإلهام والتحفيز؛ لذا من الضروري الآن أكثر من أي وقت مضى، إدارة طاقتك بطرق غير تقليدية.
على سبيل المثال، هل من المنطقي في بعض الأحيان أن تأخذ قيلولة بعد الاجتماع بدلًا من معالجة بعض الأعمال المزدحمة؟ إطلاقًا؛ لكن عندما تكون طاقتك منخفضة، قد يبدو أن إبقاء نفسك مشغولًا في الوقت الحالي هو النهج الصحيح، إلا أنك ستعاني من الويلات على المدى الطويل، بعد أن يتم استنفاد طاقتك الإنتاجية والإبداعية.
2. إدارة الأولويات
لا شيء يستنزف طاقتك أكثر من وجود مهمة كبيرة معلقة على عاتقك، وعدم القيام بها. هذا هو المكان الذي يمكن أن تساعد فيه استراتيجية “تناول الضفدع” غير التقليدية إلى حد ما.
قال مارك توين؛ الكاتب الأمريكي: “إذا كانت وظيفتك أن تأكل ضفدعًا، فمن الأفضل أن تفعل ذلك أول شيء في الصباح. وإذا كانت وظيفتك أن تأكل ضفدعين، فمن الأفضل أن تأكل أكبرها أولًا”.
يمكنك التفكير في العنصر الأكثر أهمية في قائمة المهام _ وهو العنصر الذي كنت تتجنبه _ وافعل ذلك أولًا، علمًا بأن التحقق من البريد الإلكتروني أو التقويم الخاص بك يبقيك مشغولًا، وقد يخدعك للتفكير في أنك أصبحت منتجًا؛ ولكن على المدى الطويل، سوف تستنزف طاقتك وتحفيزك، وسوف ينتهي بك الأمر إلى إضاعة الكثير من الوقت في تجنب المهام الصعبة.
عند تقسيم الوقت المخصص للعمل، يمكنك القيام بالمهام التي التزمت بأدائها للآخرين؛ فعندما يعتمد الناس عليك لإكمال شيء ما، فإن القيام بذلك سيكسبك انتصارات صغيرة.
3. إدارة عقلك
نعود إلى استراتيجية تناول الضفدع؛ حيث يمكن لها أن تعيد عقلك على مكانه الصحيح لتحقيق النجاح، ويجب أن تعلم أن المرونة العصبية تؤكد أن الدماغ يمكنه بناء مسارات جديدة؛ ففي كل مرة تقوم فيها بتدريب عقلك على أكل الضفدع، يصبح من الأسهل القيام بذلك في المرة المقبلة. هذا لأنك تبني مسارًا وتعيد تدريب عقلك على القيام بشيء يمثل تحديًا كبيرًا.
عند الحديث عن استراتيجيات غير تقليدية؛ ضع في اعتبارك غسل أسنانك بيدك غير المسيطرة أو التمتع بحمام بارد صباح الغد. وحينها فقط؛ يمكنك تغيير عقلك وإقناع نفسك أنه يمكنك بل وينبغي عليك، القيام بأشياء صعبة، وبالفعل ستتغير حياتك، وسيشكرك عقلك على ذلك.
4. إدارة ما هو ضروري
لا تعطي لتقسيم الوقت أهمية كبرى، بل قم بإدارة ما هو ضروري، ويمكنك أن تتخيل أن العملية تتضمن تناول الضفادع فقط؛ حيث إن الضروريات تعتبر الأفضل.
سيحترمك الناس أكثر على المدى الطويل إذا أحرزت تقدمًا قويًا في أشياء أقل أهمية مما لو أحرزت تقدمًا بسيطًا في أشياء كثيرة. قد يشعر بعض الزملاء أو المنافسين في البداية بالقلق من أنك لا تتحمل نفس القدر؛ ولكن الجودة العالية لعملك تعني أنك ستتحرك في الأمور الأكثر أهمية.
بمعنى آخر، سوف تؤكل الضفادع فقط، والمفهوم الأوسع هنا هو: “العمل أقل؛ لكن أفضل”، أو الجودة والكيف على حساب الكم.
5. إدارة التركيز
قد يكون من الصعب بشكل خاص الحفاظ على التركيز والانتباه في أوقات التوتر وعدم اليقين؛ لذا اعلم أنه من الأساليب المفيدة استخدام تقنية “بومودورو”، المعنية بالعمل على مهمة لمدة 25 دقيقة، تليها استراحة لمدة 5 دقائق.
يمكن أن تساعد ممارسة اليقظة والتأمل في تحسين قدرتك على التركيز، علمًا بأن تلك الاستراحات تؤثر إيجابيًا في عقلك، وتحميه من الانجراف نحو التفكير في صغائر الأمور، وتقلل احتمالية احتفاظك بالمعلومات غير المهمة.
6. إدارة عواطفك
في هذه الأوقات الصعبة، من الضروري إدارة صحتك العاطفية؛ إذ تعتبر العلاقات مع العائلة والأصدقاء أساسية، فلا تنسَ التحقق من صحة الآخرين، والاطمئنان عليهم بانتظام.
وتذكر أن كل شخص يتعامل مع التحديات والشكوك بشكل مختلف؛ لذا كن أذنًا مستمعة لشخص آخر كلما استطعت.
وأخيرًا، ابحث عن طرق للضحك؛ حيث يمكن أن تؤدي إضافة القليل من المرح في يومك، إلى إحداث فرق كبير في رفاهيتك، وتقسيم الوقت وفقًا لتطلعاتك.
اقرأ أيضًا:
الحفاظ على التركيز في العمل.. سبل الابتعاد عن الإلهاء
أهمية الحصول على إجازات من العمل
أسرار تنظيم الوقت.. سبيلك للراحة الذهنية والنفسية