في ظل التطورات التكنولوجية المتسارعة وزيادة الاعتماد على العمل “عن بُعد”، أصبحت “القيادة الرقمية” مهارة حاسمة لنجاح المؤسسات في العصر الحديث.
لا تعني “القيادة الرقمية ” فقط استخدام الأدوات التكنولوجية، بل تشمل أيضًا القدرة على إدارة وقيادة فرق عمل افتراضية بفاعلية، مع الحفاظ على عناصر: التواصل، والتحفيز، والإنتاجية رغم التباعد الجغرافي.
بناء فريق افتراضي ناجح يتطلب أكثر من مجرد توظيف أشخاص موهوبين؛ فهو يحتاج إلى إستراتيجيات واضحة، وأدوات مناسبة، وفهم عميق لكيفية تعزيز التعاون والثقة بين أعضاء الفريق الذين قد يعملون من مواقع مختلفة حول العالم.
يستعرض موقع “رواد الأعمال” فيما يلي مفهوم القيادة الرقمية، والأسس اللازمة لبناء فريق افتراضي ناجح، وأفضل الممارسات لضمان تحقيق الأهداف المشتركة في بيئة العمل الرقمية. حسبما ذكره موقع”Noon Dalton”.
ما تحديات القيادة الرقمية؟
من الصعب قيادة فريق، سواء كان ذلك عبر الإنترنت أو شخصيًا. ومع ذلك، فإن إدارة فريق افتراضي تأتي مع مجموعة التحديات الخاصة بها.
على الرغم من أن كل فريق فريد من نوعه، فإن إدارة الفرق الافتراضية تعني عمومًا مواجهة الصعوبات التالية:
الانفصال عن التفاعلات الشخصية:
أحد التحديات الرئيسة للفرق الافتراضية، وخاصة مديري الفرق، هو الشعور بالوحدة. وفقًا لـ Findstack، يعاني 19% من الموظفين “عن بعد” على جميع المستويات من مشاعر العزلة.
التواصل غير الفعال:
سر إدارة فريق “عن بعد” بنجاح هو بنية تحتية موثوقة للاتصالات. لسوء الحظ، تعاني بعض الفرق من عدم كفاية التفويض والتواصل لأنهم لا يختارون الأدوات الصحيحة.
أخلاقيات العمل:
يعمل بعض الأفراد بشكل أفضل في بيئة مكتبية. ويتمكن آخرون من تحقيق المواعيد النهائية بفضل التفاعل البشري.
وقد يعيق بعض الموظفين التواصل عن طريق عدم الرد على رسائل البريد الإلكتروني أو طلبات الدردشة. وقد يظهر هذا للمديرين على أنه نقص في الجهد أو ضعف تواصل.
إذن، كيف يتغلب القادة على هذه التحديات للحصول على أفضل ما لدى أعضاء فرقهم الافتراضية؟
- توجيه واضح وتواصل فعال.
- التواصل الفعال داخل الفرق الافتراضية.
المجال الرئيس الذي يحتاج فيه القادة إلى تعديل نهجهم لأعضاء الفرق الافتراضية هو التواصل. واعتمادًا على ثقافة الفريق واحتياجاته، يتوفر العديد من الأدوات التقنية التي يمكن أن تساعد الفرق الافتراضية على التواصل.
الاجتماعات الفردية
يمكن لأعضاء الفريق قراءة لغة الجسد والتقاط الإشارات المرئية الأخرى خلال مؤتمرات الفيديو. ما يساعدهم على إنجاز العمل على المدى الطويل.
نظرًا للتفاعل وجهًا لوجه، حتى لو كان على الشاشة، فإنه يعزز أيضًا التواصل الاجتماعي. كل اجتماع تعقده تقريبًا، بما في ذلك الاجتماعات الفردية والأخرى الخاصة بالفريق والعملاء والمشاريع وما إلى ذلك. فكر في استخدام مؤتمرات الفيديو.
يمكن أن يساعد تسجيل دخول كل عضو في الفريق بشكل منفصل عبر مؤتمرات الفيديو إلى اجتماع الفريق، على تكافؤ الفرص إذا كنت تدير فرقًا.
حيث يتواجد بعض أعضاء الفريق في مكتب والبعض الآخر افتراضيًا. لكن لن يكون هناك أي شخص بالمكتب يدردش ويهمل النظر إلى زملائه الافتراضيين.
في بيئة مكتبية عادية، يتم إنجاز الكثير من العمل خلال تفاعلات دقيقة مثل زيارة مكتب شخص آخر أو الدردشة بالردهة.
ويمكن استبدال هذه التفاعلات الشخصية بمساعدة المحادثات الهاتفية التقليدية والمراسلة الفورية.
يجب ألا تتواصل فقط مع أعضاء فريقك الافتراضي في الاجتماعات الفردية والرسمية واجتماعات الفريق، خاصة كقائد.
وللحفاظ على الاتصال المنتظم بالعمل ولإنشاء علاقات، التقط الهاتف أو أرسل رسالة فورية. من المرجح أن يستخدم فريقك هذه الإستراتيجيات مع بعضهم البعض عندما تتصرف كمثال للسلوك الجيد، ما يخلق مجموعة أكثر تماسكًا.
لإنشاء شعور بالترابط، فكر في تطوير شبكة اجتماعية داخلية مثل “Slack أو Google Hangouts أو Yammer”. اسمح لأعضاء الفريق بالتفاعل مع بعضهم البعض على المستوى الشخصي وليس فقط كزملاء في العمل.
توفير توجيه واضح
أدرك أنك قد تحتاج إلى أن تكون أكثر تفصيلًا عند إعطاء تعليمات لأعضاء فريقك الافتراضي ومنحهم مهام محددة.
عندما تكون الفرق متواجدة في نفس المكان ويتم استخدام طريقة لتقسيم الفريق لإكمال المهام. قد يكون من الأسهل على أعضاء الفريق تحديد متى يحتاج شخص ما إلى مساعدة إضافية من المجموعة لتحقيق أهداف الفريق.
ومع ذلك، قد يصعب التعرف على تلك الظروف في مرحلة مبكرة عندما تكون الفرق منفصلة.
استخدم موقعًا إلكترونيًا مشتركًا للتعاون ومراقبة المشاريع والالتزامات مثل “Asana أو Monday أو Google Drive”.
تساعد لوحة المعلومات التي يمكن للجميع رؤيتها في جميع الأوقات على معرفة ما هو مطلوب بالضبط في منع انهيار الاتصالات.
تعد مشاركة الشاشات في أثناء الاجتماعات للسماح للآخرين برؤية ملاحظاتك أو جدول بيانات أو عرض تقديمي تعمل عليه أو موقع “ويب” تشير إليه، طريقة سهلة للتأكد من أن الجميع على تواصل.
أخيرًا، حاول تعديل أسلوب قيادتك قليلًا في مجالات الاتصال والتوجيه، إذا وجدت طريقتك المعتادة في إدارة فريقك لا تحقق نفس النتائج مع فريقك الافتراضي.