سجلت أسعار الذهب ارتفاعًا تاريخيًا جديدًا، اليوم الأربعاء، لتلامس عتبة 4200 دولار للأونصة. وجاء هذا الارتفاع مدعومًا بتصاعد التوقعات في الأسواق بشأن إقدام الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي على مزيد من خفض أسعار الفائدة.
وبحسب ما أوردته وكالة “رويترز” في تقريرٍ لها فإن سعر الذهب الفوري ارتفع بنسبة 0.8% ليصل إلى 4173.56 دولارًا للأونصة بحلول الساعة 02:52 بتوقيت جرينتش. علاوة على ذلك، أسهمت المخاوف المتجددة من التوترات التجارية بين الولايات المتحدة والصين في تعزيز الطلب على الملاذات الآمنة؛ حيث سجل الذهب في وقت سابق من الجلسة مستوى قياسيًا بلغ 4186.68 دولارًا.
ارتفاع العقود الآجلة
كما صعدت العقود الآجلة للذهب الأمريكي تسليم ديسمبر بنسبة 0.7% لتسجل 4192.90 دولارًا. ويعكس هذا الأداء حالة الزخم المتنامي في السوق، حيث يواصل المعدن النفيس تحطيم أرقامه القياسية.
في حين أضافت التطورات السياسية الداخلية في الولايات المتحدة ضغوطًا إضافية. إذ قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أمس الثلاثاء إن إدارته تخطط لإصدار قائمة يوم الجمعة القادم تضم “برامج الديمقراطيين” التي سيتم إغلاقها نتيجة استمرار الإغلاق الحكومي الفيدرالي.
الإغلاق الحكومي وتصريحات “باول”
من ناحية أخرى، أشار مات سيمبسون؛ المحلل الأول في شركة StoneX، إلى أن الإغلاق الحكومي الأمريكي. إلى جانب “التصريحات المائلة للتيسير من جيروم باول”، قد وفّرا أحدث الأسباب التي دفعت أسعار الذهب إلى تسارع الارتفاع.
كذلك، أكد رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول أن سوق العمل الأمريكي لا يزال ضعيفًا. رغم أن الاقتصاد “قد يسير على مسار أكثر قوة مما كان متوقعًا”. وتعزز هذه الإشارة مبررات البنك المركزي للاستمرار في مسار التيسير.

قرارات الفائدة
بينما أشار باول إلى أن قرارات أسعار الفائدة سيتم اتخاذها “من اجتماع إلى آخر”. وتتطلب هذه القرارات موازنة دقيقة بين ضعف سوق العمل. مقابل التضخم المستمر فوق المستوى المستهدف للبنك.
كما يسعّر المستثمرون الآن احتمالًا شبه مؤكد لخفض الفائدة من قبل الاحتياطي الفيدرالي بمقدار 25 نقطة أساس في كلٍّ من أكتوبر وديسمبر. ويؤدي انخفاض أسعار الفائدة عادةً إلى دعم أداء الذهب الذي لا يدر عائدًا.
الارتفاع المدفوع بالزخم
علاوة على ذلك، يزدهر المعدن النفيس خلال فترات الاضطرابات السياسية والاقتصادية. وقد ارتفع الذهب، بوصفه ملاذًا آمنًا، بنسبة 59% منذ بداية العام 2025.
في حين أشار سيمبسون إلى أن “هذا الارتفاع قد تحول أيضاً إلى تداول مدفوع بالزخم؛ حيث يتدافع المتداولون للشراء خوفًا من تفويت الفرصة مع استمرار الأسعار في الصعود”. ويعزى هذا الصعود إلى عوامل تشمل الضبابية الجيوسياسية، وتوقعات خفض الفائدة. وعمليات شراء البنوك المركزية، واتجاه التخلص من هيمنة الدولار، وتدفقات صناديق الاستثمار المتداولة.
التهديد بقطع العلاقات التجارية
كما صرّح ترامب بأن واشنطن تدرس قطع بعض العلاقات التجارية مع الصين. بما في ذلك في قطاع زيوت الطهي. وبدأت البلدان بفرض رسوم متبادلة على الموانئ أمس الثلاثاء. ما زاد من حدة التوترات.
وفي نهاية المطاف، رفع صندوق النقد الدولي توقعاته للنمو العالمي لعام 2025. لكنه حذر من أن تجدد التوترات التجارية بين الولايات المتحدة والصين قد يحدّ من النمو. وارتفع سعر الفضة بنسبة 0.3%، وزاد البلاتين بنسبة 0.8%، بينما ارتفع البلاديوم بنسبة 0.2%.


