سجل الدولار الأمريكي ارتفاعًا قويًا أمام نظرائه الرئيسين في تعاملات اليوم الخميس. وجاء هذا الصعود وسط ترقب المتعاملين لصدور بيانات التضخم الأمريكية الرئيسة غدًا الجمعة، بعد تأخرها بفعل الإغلاق الحكومي. ويأتي ذلك في وقت يقيّم فيه المستثمرون تهديدات بفرض رسوم جمركية جديدة بين واشنطن وبكين.
وفي قياس لأداء العملة، نقلت وكالة “رويترز” أن مؤشر الدولار، الذي يقيس أداء العملة الأمريكية مقابل ست عملات رئيسة، ارتفع بنسبة 0.05 % ليصل إلى 98.979 بحلول الساعة 00:50 بتوقيت جرينتش. علاوة على ذلك، يظهر هذا الارتفاع استمرار جاذبية الدولار كأصل رئيس في بيئة عدم اليقين.
الين يتراجع لأدنى مستوى في أسبوع
كما تراجع الين الياباني إلى أدنى مستوياته في أسبوع مقابل الدولار الأمريكي. وجاء هذا التراجع بينما تنتظر السوق تفاصيل حزمة تحفيز كبيرة من ساناي تاكايتشي؛ رئيسة الوزراء اليابانية الجديدة.
وينظر إلى “تاكايتشي” على نطاق واسع على أنها تميل للتيسير المالي والنقدي؛ ما يضغط على العملة المحلية.
وصعد الدولار الأمريكي مقابل الين بنسبة 0.17 % ليصل إلى 152.21 ين، ولامس في وقت سابق مستوى 152.26 ين للمرة الأولى منذ 14 أكتوبر.
الإسترليني واليورو تحت الضغط
من ناحية أخرى، ظل الجنيه الإسترليني تحت الضغط بعد أن أظهرت بيانات بريطانية أمس الأربعاء، أن التضخم في أسعار المستهلكين استقر عند 3.8 % الشهر الماضي. وجاء هذا الاستقرار خلافًا لتوقعات خبراء الاقتصاد بتسارعه.
كذلك، تراجع الجنيه الإسترليني بنسبة 0.09 % ليصل إلى 1.3345 دولار. كما هبط اليورو بنسبة 0.06 % ليسجل 1.1604 دولار. ما يعكس الأداء الأقوى نسبيًا للدولار الأمريكي.
واشنطن تدرس قيودًا على الصادرات التكنولوجية
وأفادت تقارير “رويترز” أمس الأربعاء أن إدارة الرئيس الأمريكي؛ دونالد ترامب تدرس فرض قيود على مجموعة واسعة من الصادرات التكنولوجية التي تعمل ببرمجياتها إلى الصين. وتشمل هذه الصادرات أجهزة الكمبيوتر المحمولة ومحركات الطائرات.
كما تأتي هذه الخطوة كرد فعل على الجولة الأحدث من القيود التي فرضتها بكين على صادراتها من المواد الأرضية النادرة. ويشير هذا التصعيد إلى تجدد التوترات التجارية بين القوتين الاقتصاديتين.
رد فعل متفائل لسوق العملات
علاوة على ذلك، جاء رد فعل سوق العملات متفائلًا إلى حد كبير تجاه تهديدات الرسوم الجمركية. ولم تتلق عملات الملاذ الآمن التقليدية مثل: الين والفرنك السويسري دعمًا يذكر.
ويعكس هذا التفاؤل الحذر احتمال أن تكون هذه التهديدات جزءًا من إستراتيجية تفاوضية. وليس بالضرورة أن تتحول إلى إجراءات فعلية فورية تؤدي إلى تباطؤ اقتصادي عالمي حاد.
استمرار ندرة البيانات الرسمية
كذلك، تستمر ندرة البيانات الرسمية المتعلقة بالاقتصاد الكلي في الولايات المتحدة. ويأتي ذلك مع اقتراب الإغلاق الحكومي من دخول يومه الثالث والعشرين. ما يخلق فراغًا معلوماتيًا لدى المستثمرين وصناع القرار.
وسيتم نشر مؤشر أسعار المستهلكين غدًا الجمعة، متأخرًا بأكثر من أسبوع عن الموعد المحدد. وينتظر هذا المؤشر بتلهف كونه سيقدم دليلًا واضحًا على اتجاه التضخم وبالتالي قرارات الاحتياطي الفيدرالي.



