تلعب الدورات التدريبية على الإنترنت دورًا فاعلًا في الوقت الراهن، لا سيما وأن صناعة العمل الحر شهدت نموًا كبيرًا خلال العقد الماضي، وقد استمدت هذه الصناعة زخمها خاصة بعد جائحة كوفيد-19. ومن هياكل العمل عن بُعد والمرنة المرتبطة به. وبحسب تقرير بحثي صدر عن UpWork في سبتمبر/أيلول، يقول البحث إن 53% من الشركات زاد العمل عن بُعد من رغبتها في الاعتماد على العاملين المستقلين.
ومما لا شك فيه أن حياة العمل الحر، تتمتع بعدد كبير من المزايا، بداية من القدرة على التحكم الانتقائي في أعباء العمل، وصولًا إلى الحصول على ساعات عمل مرنة. بالإضافة إلى الخيار المفضل وهو إمكانية اختيار العملاء. ويمكن لحياة العمل الحر أن تكون مسارًا محتملًا للعديد من المهن المتنوعة والمربحة.
وبالطبع، سيعترض الكثير من العاملين المستقلين إلى القول بعدم تجاهل حقيقة أن هذا العمل، مثل أي عمل آخر، يتطلب الكثير من الجهد والوقت. وأيضًا لتحقيق النجاح، فأنت تحتاج إلى تحسين مهاراتك باستمرار وتطوير مهارات جديدة. لكي تتمكن من جعل نفسك مميزًا، وبالتالي تستطيع زيادة المقابل الذي تطلبه إلى أقصى حد، وقد وجدت أن أحد الطرق الموثوقة لتحسين القدرات المهنية هو من خلال الدورات التدريبية عبر الإنترنت.
ويوجد الآلاف من الأمثلة على تلك الدورات التدريبية على الإنترنت، من “دورة العمل الحر للمبتدئين: اربح المزيد” على Udemy إلى “الرسوم المتحركة للتوضيح: إضافة الحركة باستخدام Procreate & Photoshop” على Skillshare إلى “كيفية بناء مهنة كتابة مكونة من ستة أرقام” على Earn More Writing School. إذا الخيارات والفرص كثيرة للغاية، ويمكن أن تؤتي ثمارها بطرق عدة.
1. حدد لنفسك أسعار أعلى
كلما قلّت الرسوم التي تفرضها مقابل خدماتك، قلّت القيمة التي قد يراها العملاء في عملك. إذ إن أسعارك عبارة عن انعكاس لقيمتك؛ حيث تعكس الأسعار الأعلى قدر المعرفة والمهارات.
2. مجالات تركيز واسعة
يجب أن يكون لديك تخصص بصفتك عاملًا مستقلًا؛ حيث يُظهر امتلاك تخصص للعملاء المحتملين أنك تتمتع بمهارات عالية في موضوع معين. وسيساعدك التسجيل في دورات تدريبية عبر الإنترنت على مواكبة اتجاهات السوق والتطورات الجديدة. علاوة على ذلك، فإن الدورات عبر الإنترنت تعمل على صقل المهارات بمجال الذي ترغب في التركيز عليه.
إن العالم المهني يتطور بمعدل وسرعة مذهلين، وإذا عملت على تحسين المهارات؛ ستتمكن من مواكبة اتجاهات الصناعة.
بالإضافة إلى ذلك، فإن الدورات التدريبية عبر الإنترنت التي توسع تخصصك الحالي ستمنحك فرصة لتجربة مجموعة أكبر من العملاء. حيث يمكنك بمجرد إكمال عدد قليل منها، تحسين تجربة العملاء عبر تقديم مجموعة من الخدمات؛ ما سيؤدي إلى زيادة الأسعار وتحقيق المزيد من القيمة للعملاء.
ولكن من المفيد أن نضع في الاعتبار عدم التوسع بعيدًا عن مجالك الأساسي الذي تسعى للتركيز عليه؛ حيث قد يعتقد العملاء الحاليون أن الخدمات التي تقدمها واسعة النطاق للغاية، سواء أكان ذلك صحيحًا أم خاطئًا. يوجد مقولة قديمة مفادها أن “التفاصيل هي روح السرد”، وأود أن أقترح أنها ضرورية أيضًا لبناء سمعتك كعامل مستقل.
3. احرص على توسيع نطاقك
يوفر التعلم عبر الإنترنت فرصة التواصل مع الأشخاص الآخرين في نفس مجالك. والذين أكملوا الدورات التدريبية نفسها عبر الإنترنت. وهذه بالطبع ميزة إضافية. وبالتأكيد وبعد أن أصبحت تمتلك مهارات متنوعة. ربما أصبح خوفك من المنافسة أقل؛ حيث سيكون لديك إمكانية الوصول إلى مجموعة من العملاء الجدد. ولكن لكي تجذب العملاء يجب أن تجعل التسويق جزءًا من عقليتك دائمًا. بما في ذلك التسويق من خلال المنصات عبر الإنترنت، مثل: مواقع وتطبيقات التواصل الاجتماعية.
4. زيادة العائد من لوحات الوظائف
من المرجح أن يقوم المخضرمون في المجال بالتواصل مع العملاء الحاليين، وسيعرضون خدماتهم على العميل مباشرة. في حين أن المبتدئين في هذه الرحلة حديثًا قد يبدؤون بالبحث على مواقع العمل الحر أو لوحات الوظائف.
أضف إلى ذلك، أن هذه اللوحات تضم آلاف الأعضاء الجدد الذين يسجلون يوميًا، ومن السهل جدًا أن تضيع في الحشود. ولكن الخبر السار هو أن معظم الشركات تبحث عن معايير محددة عند التوظيف. كالخبرة في مهارة معينة، وربما مؤهلات إضافية مع الخبرة. والحصول على شهادة إتمام الدورة التدريبية سيساعدك في التميز.
بقلم/ كريستيان نواتشوكو
المقال الأصلي: هنا