بطبيعة الحال يحدث الثراء الثقافي عندما يتم تمثيل الأعراق واللغات والجنسيات والحالات الاجتماعية والاقتصادية والأديان بشكل جيد داخل المجتمع، وليس من المهم فقط أن يكون لديك تنوع ثقافي في المجتمعات ولكن أيضًا في مكان العمل؛ لذلك نُلقي الضوء في السطور التالية على مفهوم الثراء الثقافي.
بالطبع الثقافة هي التي تشكلنا، إنها تشكل هويتنا وتؤثر في سلوكياتنا، سواء بالحياة الاجتماعية أو العملية، والثقافة هي طريقتنا في التعامل، وبشكل أكثر تحديدًا، تشير إلى اللغة والمعتقدات والقيم والمعايير والسلوكيات والأشياء المادية المشتركة التي تنتقل من جيل إلى آخر.
اقرأ أيضًا: تنظيم الجدول الزمني للعمل عن بُعد.. 5 نصائح لإدارة وقتك بفعالية
مفهوم الثراء الثقافي
لا شك أن ثقافتنا تؤثر في الطريقة التي نرى بها العالم، فهي العدسة التي نقيّم بها كل شيء من حولنا، نقوم بتقييم ما هو مناسب أو غير لائق، طبيعي أو غير طبيعي.
وقد نُصاب بالارتباك عندما نتعامل مع ثقافة مختلفة تمامًا؛ حيث يستخدم الناس بشكل طبيعي ثقافتهم كمعيار للحكم على الثقافات الأخرى؛ ما قد يؤدي إلى التمييز ضد الآخرين المختلفين.
الثراء الثقافي يُولد الإبداع والابتكار
أثبتت العديد من الدراسات الأوروبية أن تنوع الثقافات والأفكار يُساعد في الإبداع ويحفز الابتكار، كما يعمل أيضًا على حل المشكلات وتلبية احتياجات العملاء بطرق جديدة ومثيرة، على سبيل المثال: تنسب شركة مستحضرات التجميل العملاقة “لوريال” الكثير من نجاحها المذهل في الأسواق الناشئة إلى فرق تطوير المنتجات متعددة الثقافات.
ويُمكن لتنوع الثقافات وتعدد وجهات النظر أن تؤدي إلى التفكير خارج الصندوق، ومن خلال تقديم منصة للتبادل المفتوح للأفكار؛ يُمكن للشركات جني أكبر فوائد التنوع في مكان العمل.
وفي هذا الصدد لفتت دراسة حديثة من مجلة فوربس الأمريكية إلى هذه الفكرة، وخلصت إلى أن أفضل طريقة لضمان تطوير أفكار جديدة هي من خلال قوة عاملة متنوعة الثقافات والأفكار.
إذًا يُمكننا القول إن التنوع الثقافي يُفيد مكان العمل؛ لأن الأشخاص من خلفيات مختلفة لديهم وجهات نظر مختلفة، وتسمح مساهمتهم في الأعمال للمجموعة بالنظر في المشكلات من جميع الزوايا المختلفة، وغالبًا ما تحتوي النتائج على أفكار إبداعية ومُبتكرة.
اقرأ أيضًا: أضرار العمل خلال الإجازات وكيفية تنظيم الوقت
لماذا الثراء الثقافي مهم؟
في ظل التطور الكبير الذي يشهده العالم على كل المستويات أصبح التنوع الثقافي من الأشياء المهمة التي لا يُمكن الاستغناء، سواء في الحياة الاجتماعية أو العملية، ويمكننا أن نتعلم من بعضنا البعض، ولكن أولًا يجب أن يكون لدينا مستوى من الفهم لبعضنا البعض.
ويساعدنا التعرف على الثقافات الأخرى في فهم وجهات النظر المختلفة داخل العالم الذي نعيش فيه، كما يُساعد أيضًا في تبديد الصور النمطية السلبية والتحيزات الشخصية حول المجموعات المختلفة.
ويُسهم التنوع الثقافي وتعدد وجهات النظر واختلاف الأفكار في بناء جسور الثقة والاحترام والتفاهم مع بعضنا البعض، علاوة على ذلك يجعل هذا التنوع بيئة العمل مكانًا أكثر إثارة للاهتمام وللنجاح؛ حيث يساهم الأشخاص من ثقافات متنوعة في المهارات اللغوية وطرق التفكير الجديدة والتجارب المختلفة.
فوائد التنوع الثقافي في مكان العمل
تُشير بعض التقديرات إلى أن التنوع الثقافي يزيد من إنتاجية مكان العمل وأرباحه، وكل عام تختار شركة DiversityInc أكثر 50 شركة تنوعًا في جميع أنحاء العالم، إذًا كيف يقود التنوع الثقافي الإنتاجية والربحية؟ بالتأكيد هناك ثلاثة مجالات يمكن للأعمال أن تستفيد منها:
-
التسويق
إن وجود قوى عاملة متنوعة الثقافات في مجالات التسويق يُعزز بناء جسر من الثقة في علامتك التجارية مع سوق مستهدف متعدد وجهات النظر واختلاف الأفكار.
-
العمليات
يؤدي تقييم التنوع الثقافي إلى خفض التكاليف عن طريق تقليل معدل التغيب، كما أنه يتجنب النفقات القانونية؛ من خلال إظهار أن الشركة تتفهم وتحترم الثقافات المختلفة، كما يمنح تقدير التنوع للشركة اختيار أكثر الأشخاص موهبة بغض النظر عن الاختلافات.
-
الابتكار
يُعد التنوع الثقافي داخل فريق تطوير المنتج في أي عمل تجاري أمرًا مهمًا للغاية، عندما يكون متزامنًا مع الأسواق المستهدفة المتنوعة؛ إذ يقوم الفريق بإنشاء منتجات جديدة تلبي احتياجات الأسواق؛ وذلك لأن القوى العاملة المتنوعة تفهم الأسواق المتنوعة بشكل أفضل.
اقرأ أيضًا:
نصائح أوناسيس لرواد الأعمال.. استراتيجية مثالية لتحقيق النجاح
هل يمكن لرائد الأعمال العمل بدون موظفين؟.. خطوات فعالة
تنظيم الوقت بين الوظائف المتعددة.. استراتيجية التوازن