يعد الاحتراق الوظيفي آفة العصر الحديث؛ حيث يعاني منه الموظفون في مختلف القطاعات. وغالبًا ما يكون القادة هم العامل الحاسم في الوقاية من هذا المرض المهني، أو تفاقمه.
كما يشعر الموظفون بالإرهاق المستمر عندما يعيشون في حالة طوارئ دائمة. هذا يؤدي إلى تدهور الأداء وتراجع الابتكار. إلى جانب تحديد العديد من الأولويات في وقت واحد يجعل الموظفين يشعرون بالارتباك، وعدم القدرة على التركيز على مهمة واحدة.
والاحتراق الوظيفي ليس حتميًا، ويمكن تجنبه من خلال اتخاذ إجراءات وقائية. من خلال فهم الأسباب الرئيسية للاحتراق الوظيفي واتخاذ الخطوات اللازمة لمنعها، كما يمكن للمؤسسات خلق بيئة عمل صحية وإنتاجية للموظفين.
كما أننا في هذا المقال، سنستعرض سبعة من أبرز الأخطاء. التي يرتكبها القادة والتي تساهم بشكل مباشر في دفع فرقهم إلى حافة الانهيار. وفقًا لآراء Dora Vanourek المدير التنفيذي لشركة IBM.
7 أخطاء تؤدي إلى الاحتراق الوظيفي
يعتبر الاحتراق الوظيفي مشكلة متزايدة في عالم العمل الحديث. حيث يشعر الموظفون بالإرهاق الشديد، والاستنفاد العاطفي، والقلق، ما يؤثر سلبًا على أدائهم وصحتهم العقلية والجسدية.
1. الإلحاح المستمر:
ولتجنب الشعور بالإرهاق والتوتر الناتج عن الضغوط المستمرة في العمل. يجب على الأفراد والمؤسسات على حد سواء اتباع استراتيجيات فعالة لإدارة الوقت والأولويات.
كما أنه من أهم هذه الاستراتيجيات تحديد معايير واضحة للإلحاح، وتجنب وضع العديد من الأولويات في وقت واحد. فبدلًا من الانجراف وراء كل طلب عاجل، يجب تخصيص وقت لتقييم أهمية كل مهمة، وتحديد أولوياتها بناءً على تأثيرها على الأهداف الكلية.
بالإضافة إلى ذلك، يساهم التخطيط الجيد والمبكر في تقليل الضغوط الناتجة عن الطلبات المفاجئة والملحة. فمن خلال وضع خطط عمل تفصيلية وتخصيص مهام محددة لكل فترة زمنية، يمكن تجنب الارتباك والتوتر الناتجين عن العمل تحت ضغط الوقت.
2. الإدارة الدقيقة:
كما أنه لتحقيق أقصى استفادة من فريق العمل، من الضروري تحديد أهداف واضحة ومحددة. عندما يعرف الفريق بدقة ما هو متوقع منهم، يصبحون أكثر تركيزًا وإنتاجية.
وبالتوازي مع ذلك، فإن منح الثقة لفريقك وتمكينهم من اتخاذ القرارات المستقلة يعزز من شعورهم بالمسؤولية والانتماء، ويدفعهم إلى بذل أقصى ما لديهم. هذه الخطوات مجتمعة تساهم في بناء فرق عمل متماسكة وفعالة، قادرة على تحقيق النجاح وتحقيق الأهداف المنشودة.
3. عدم تقدير فريقك:
كما يعتبر التعبير عن التقدير للموظفين واحدًا من أهم العوامل التي تساهم في زيادة إنتاجية الفريق وتحسين أدائه. عندما يشعر الموظفون بأن جهودهم موضع تقدير، فإنهم يشعرون بالدافع والانتماء إلى المؤسسة.
وذلك ما يؤدي إلى زيادة مستوى الرضا الوظيفي لديهم. ومن الأخطاء الشائعة التي يرتكبها العديد من القادة هو إهمال هذا الجانب الحيوي؛ ما يؤدي إلى تدهور معنويات الفريق، وتراجع الأداء.
كما أنه للتغلب على هذا الخطأ يجب على القادة أن يتأكدوا من أن جميع أفراد الفريق يشعرون بأنهم قيمون ومهمون للمؤسسة. كما يمكن تحقيق ذلك من خلال التعبير عن الشكر، والتقدير بشكل، واضح، ومستمر.
حتى لو كانت الإنجازات صغيرة. فكلمة شكر بسيطة يمكن أن تترك أثرًا إيجابيًا كبيرًا على الموظف وتشجعه على بذل المزيد من الجهد. كما يمكن للقادة تنظيم فعاليات للاحتفال بالإنجازات الجماعية والفردية، وتقديم مكافآت رمزية للتعبير عن التقدير.
كما أن الاستثمار في تقدير الموظفين ليس مجرد أمر إنساني، بل هو استثمار في نجاح المؤسسة. فالموظفون المقدرون هم أكثر إنتاجية وإبداعًا، وأقل عرضة للمغادرة، ما يساهم في تحقيق أهداف المؤسسة على المدى الطويل.
4. عدم احترام التوازن بين الحياة والعمل:
أحد الأخطاء الشائعة التي يرتكبها القادة والتي تؤدي إلى إرهاق الموظفين هو عدم احترام التوازن بين الحياة والعمل. فغالبًا ما يتجاهل بعض القادة الحدود الفردية لساعات العمل التي يحددها أعضاء فريقهم؛ ما يؤدي إلى زيادة الضغط النفسي والإجهاد.
بالإضافة إلى ذلك، فإن عدم توفير المرونة في جداول العمل ومواقع العمل يزيد من صعوبة تحقيق هذا التوازن. فالموظفون الذين يشعرون بأنهم ملزمون بالعمل لساعات طويلة وفي أماكن محددة لا ينتجون.
كما يجدون صعوبة في الالتزام بحياتهم الشخصية واحتياجاتهم الخاصة. ومن هنا تأتي أهمية توفير بيئة عمل تسمح للموظفين بتوفيق متطلبات العمل مع حياتهم الشخصية، ما ينعكس إيجابًا على أدائهم وولائهم للشركة.
5. التواصل غير الفعال:
ويعد التواصل السليم حجر الأساس لبناء فرق عمل متماسكة ومنتجة. وللأسف، يرتكب العديد من القادة خطًأ فادحًا يتمثل في إهمال التواصل الفعال مع فريقهم.
فبدلًا من إعطاء الأولوية للتحديثات الشفافة وفي الوقت المناسب، والتي تساعد على إبقاء الفريق على اطلاع دائم بما يحدث، يهملون هذا الجانب الحيوي. كما أنهم يترددون في تشجيع فريقهم على طرح الأسئلة والتساؤلات.
كما أنه ما يخلق بيئة من عدم الوضوح وعدم الثقة. إن غياب التواصل الصريح والمفتوح يعيق التعاون ويؤدي إلى سوء الفهم؛ ما يزيد من احتمالية حدوث الأخطاء، وتراكم الضغوط على الفريق.
6. تجاهل الملاحظات:
ومن الأخطاء الشائعة التي يرتكبها القادة تجاهل ملاحظات فريقهم. لإنشاء بيئة عمل صحية وإنتاجية، كما يجب على القادة تشجيع الحوار المفتوح وتقديم مساحة آمنة لأعضاء الفريق للتعبير عن آرائهم ومقترحاتهم.
كما يجب عليهم الاستماع إلى هذه الملاحظات بذهن منفتح حتى لو كانت انتقادية. وتجنب اتخاذ موقف دفاعي. هذه الممارسة تساعد على بناء الثقة بين القائد والفريق، وتحفز على التطوير المستمر، وتحسين الأداء.
7. عدم تقديم الدعم:
كما تعد أحد الأخطاء الجسيمة التي يرتكبها العديد من القادة هو إهمال تقديم الدعم الكافي لأفراد فريقهم. فغياب الدعم يولد شعورًا بالعزلة والوحدة لدى الموظفين، ويجعلهم يشعرون بأنهم مكلفون بمهامهم دون الحصول على المساعدة اللازمة.
وللتغلب على هذا الأمر، ينبغي على القادة تبني مبادرات داعمة مثل إنشاء برامج توجيه مهنية؛ حيث يتم تخصيص مرشد لكل موظف لمساعدته على تطوير مهاراته وقدراته.
كما يجب على القادة أن يتواصلوا بانتظام مع فريقهم، وأن يخصصوا وقتًا للاستماع إلى آرائهم ومقترحاتهم. وأن يسألوا عن الطرق التي يمكنهم من خلالها تقديم الدعم بشكل أفضل. وذلك من خلال هذه الممارسات، يمكن للقادة بناء علاقات قوية مبنية على الثقة والاحترام، وتحفيز فريقهم على تقديم أفضل ما لديهم.