يعد تعزيز الإبداع في العمل عن بعد ضرورة في الوقت الحالي، لا سيما أن هذا النمط من العمل آخذ في الانتشار، خاصة بعد جائحة كورونا، وإن كان موجودًا من قبل.
ولكي تدرك مدى انتشار العمل عن بعد فقد أفصح أكثر من نصف جميع الموظفين الأمريكيين، الذين شملهم الاستطلاع الحديث لشركة PwC، بأنهم يريدون أن تصبح نماذج العمل الهجين أو عن بُعد هي القاعدة أو النمط الأساسي.
ومن الواضح أن اعتماد هذا الجدول الأكثر مرونة هو ما يريده الموظفون، وبما أن الموظفين السعداء هم الموظفون المبدعون فإن الإبداع في العمل عن بعد هو العامل الأكثر محورية في هذا الوقت.
تعزيز الإبداع في العمل عن بعد
ونقدم في «رواد الأعمال» بعض الطرق التي تحقق الإبداع في العمل عن بعد، وذلك على النحو التالي..
-
العصف الذهني الافتراضي
قد تتصور أن التحول من العصف الذهني الشخصي إلى مشاركة الأفكار مع الآخرين، واقعيًا أو افتراضيًا، بمثابة قاتل للإبداع، ولكن هذا تصور غير صحيح.
تشير بعض الإحصائيات إلى أن العصف الذهني الافتراضي أكثر فاعلية في توليد الأفكار. يمكن أن يعزز التعاون الافتراضي الأداء الإبداعي بنسبة تصل إلى 50%، ومن ثم فإن العصف الذهني الافتراضي والإبداع في العمل عن بعد قرينان.
لكن لماذا يبدو العصف الذهني الافتراضي مهمًا للوصول إلى الإبداع في العمل عن بعد؟ أحيانًا تجعل الجلسات وجهًا لوجه العديد من الموظفين غير مرتاحين. غالبًا ما يكون المزيد من الموظفين المبتدئين غير مستعدين لتقديم أفكارهم للتقييم الجماعي، أو قلقين بشأن النقد أو الظهور بمظهر غير جيد.
يواجه الانطوائيون أيضًا أوقاتًا عصيبة في مجموعات، ويجدون صعوبة في التحدث. قد يكون هؤلاء الأشخاص قادرين على تقديم أفكار رائعة ولكن إذا لم تتوفر البيئة اللازمة لذلك فقد نفقد المزيد من فرص التطوير والتحسين.
-
توفير المساحات الخاصة للموظفين
المكاتب ليست مساحات محايدة، إنها بيئات تصاحبها الكثير من الضغوط والمنافسة غير المفيدة أو غير العادلة، كل ذلك يكبح التفكير الابتكاري. كما يشعر الموظفون الذين يعملون من منازلهم براحة أكبر. وهذه أخبار جيدة لمديريهم لأنهم سيكون أكثر إبداعًا.
يمنح العمل من المنزل الموظفين مزيدًا من التحكم في محفزات إبداعهم -تظهر الأبحاث أن الضوضاء المحيطة والإضاءة المنخفضة تساعدان في التفكير الإبداعي- حتى يتمكنوا من إنشاء مساحة تناسبهم وليس المكتب بأكمله.
لهذا فإن منح الموظفين المساحات الخاصة يعزز الإبداع في العمل عن بعد، كما أن العلاقة بين المسافة والإبداع مثيرة للاهتمام؛ ما يؤكد أننا بحاجة إلى الابتعاد -إلى حد ما- عن المهمة التي نؤديها للتفكير فيها بشكل أكثر إبداعًا.
ووفقًا لبعض الأبحاث: عندما يعتقد الناس بأن نشاطًا ما ينبع من مصدر بعيد فإنهم يقدمون ردودًا أكثر إبداعًا ويؤدون بشكل أفضل عند التعرض لمشكلات أو تحديات.
اقرأ أيضًا: أنواع الإبداع.. أنماط التفكير وآلياته
-
العثور على الإيقاع الشخصي
إذا كنت موظفًا أو مديرًا فإن العثور على الإيقاع الشخصي مهمة محورية لا مفر منها، والتقيد بالروتين والقواعد غير المجدية سيؤدي، بطبيعة الحال، إلى خنق الإبداع.
ولهذا فإن العثور على الإيقاع الشخصي وإدراك الأمور التي تعينك على الابتكار في عملك يحقق، من دون شك، تعزيز الإبداع في العمل عن بعد. من المهم أيضًا أن تعرف الأوقات التي تكون فيها أكثر إبداعًا، فربما يكون عقلك مليئًا بالأفكار في الساعات الأولى من الصباح، أو قد تكون من النوع الذي يبدع في وقت الظهيرة.
وقد تكون مفعمًا بالأفكار عند انتهاء “ساعات العمل” أو قد تشرق شمسك في منتصف الليل. عليك أن تراقب نفسك وتجد الإيقاع الخاص بك لعمليتك الإبداعية.
-
العمل في بيئات مختلفة
اعتماد مكان عمل محدد أو إلزام نفسك بروتين معين قد لا يعينك على الإبداع في العمل عن بعد، ومن ثم قد يكون مفيدًا العمل في بيئات وأمكنة مختلفة، ولا تنسَ أن التبديل والتغيير أقصر طريق لتعزيز الإبداع والدفع بهذه العملية قُدمًا.
ولتعلم أن الإبداع في العمل عن بعد يتطلب التحفيز، والبقاء في المكان نفسه باستمرار قد يعوقه بشكل كبير. ومن ثم يمكنك محاولة العمل في أماكن مختلفة، قد يلهب هذا حماسك ويوقد جذوة إبداعك.
-
التشجيع على الانفتاح
عندما نتحدث عن الأعمال التجارية وبشكل أكثر دقة عن الإبداع في العمل عن بعد فقد يكون الانطلاق والاطلاع على أفكار الآخرين والنقاش والتداول الحر معهم من أهم الآليات التي تعينك على إطلاق طاقاتك الكامنة والخلاقة.
وإذا كنا نتحدث عن الإبداع في العمل عن بعد فعلينا الإشارة إلى أن استكشاف الأفكار ينطوي على مخاطر، ومن ثم يجب أن تكون شجاعًا بما يكفي لإفشاء أفكارك الأكثر فوضوية، والمؤكد أن هذا سيكون أسهل بكثير عندما تكون هناك شاشة أو عن بعد.
اقرأ أيضًا:
ثلاث طُرق تحفز الإبداع في مؤسستك
أفكار المبدعين.. السمات والصفات
جامعة الملك عبد العزيز.. تاريخ وعراقة
جامعة تبوك.. التاريخ والإنجازات
تحفيز الإبداع والابتكار.. طرق الريادة