إن عالم الفرنشايز مثله مثل عالم البحار والمحيطات، يحتاج إلى فهم عميق لأدق التفاصيل، وهنا لابد من التمييز بين نوعين مختلفين في توجه الفرنشايز:الأول محلي، والآخر أجنبي.
لقد استمرت النشاطات المحلية- التي أثبتت جودتها وجاذبية أعمالها، وكسبت ولاء عملائها- في استقطاب عملاء جدد يومًا بعد يوم؛ ما يستلزم منها استخدام “بوصلة النمو”، حسب مايراه كاتب هذه السطور؛ تلك البوصلة التي تجعل سفينة الانطلاق والتوسع تبحر بشكل انسيابي ومدروس، يقوم على فهم عميق لكافة أسرار وظروف ومفاجآت الأسواق للانفراد بوضع آلية محكمة؛ للانطلاق بنظام الفرنشايز الذي يفترض أن يمر بعدة بوابات: أولها الشعور بأهمية نظام الفرنشايز كخيار استراتيجي للتوسع والنمو، وآخرها بوابة الطموح لاختراق كافة الأسواق القريبة والبعيدة، بشكل يتفق والمعايير الدولية التي تقوم على الانضباط والالتزام ودقة التنفيذ ولوجستية الإمداد والتموين.
ونأتي للنوع الثاني؛ وهو مايعرف بالفرنشايز الأجنبي، فهو يحتاج إلى بوصلة “الاستقطاب الأمثل” لمراعاة ماتحتضنه محيطات الفرنشايز العالمي من أنشطة متعددة، وعلامات كثيرة تتجاوز المليون علامة في العالم، تتصارع فيما بينها؛ لتحظى بفضول ورغبة المستثمرين الأجانب وصائدي الفرص. وهنا، لزم التهيؤ للفهم الدقيق في توجه أسواق الفرنشايز العالمية من أجل توجيه سفينة استقطاب العلامات التجارية العالمية، على أساس استشعار مايدور في الاقتصاد العالمي، وماينسجم مع الاقتصادات المحلية التي تختلف- بلاشك- فيما بينها من حيث الرؤى، والإمكانيات، والموارد، والنضج الاقتصادي.
إنَّ بوصلة الفرنشايز بشقيها المحلي والأجنبي، هي المفتاح الآمن لتجاوز كل أشكال الغموض؛ لتقف بالعلامات المحلية على الطريق السليم، وتحويلها بشكل احترافي ينسجم ومتطلبات النجاح الدولي، فيما تفتح البوصلة الأخرى المجال للمستثمرين ورواد الأعمال أبواب الاختيار المناسب الذي يشعر معه المستفيدون من هذه العلامات الأجنبية المستقطبة بروح النجاح، وانسيابية العمل، وانضباط أدلة التشغيل، والاستفادة من برامج التدريب التي تضمن تنفيذ كافة الأعمال بشكل دقيق، واعتماد البرامج المثالية للتسويق.
عليك إذًا قبل إقبالك على الفرنشايز، أن تتأكد أولًا من الحصول على البوصلة المثالية التي تأخذك إلى بر الأمان؛ وذلك من خلال الاستشارات العقلانية، والفكر الراجح، وإلى لقاء قريب.