أمسى ذائعًا جدًا اعتماد الشركات على الذكاء الاصطناعي، لا سيما في عصر متوجه بكليته إلى الأتمتة، وانتهاج طرائق وأدوات تقنية تسهم في تسريع أداء الأعمال، وتعزز من القدرة على الوصول على البيانات، وفهم العميل، والتمكن من التنبؤ بسلوكه.
وفي هذا الصدد تتنزل أطروحات كتاب «التنافس في عصر الذكاء الاصطناعي»، والذي أشار مؤلفاه ماركو يانسيتي وكريم لاخاني؛ وهما أستاذان في كلية هارفارد للأعمال، إلى أن اعتماد الشركات على الذكاء الاصطناعي لم يعد خيارًا، وإنما أمسى ضرورة.
ناهيك عن تفشي المناقشات، في المرحلة الأخيرة، حول تطور «عصر الآلة الذكية» و«الثورة الصناعية الرابعة» وتأثيرها في مستقبل العمل، ومن هنا آثرنا بدورنا الحديث عن اعتماد الشركات على الذكاء الاصطناعي.
وقد شهد العقد الماضي ظهور مناهج “التعلم الآلي” (ML) المكثفة حسابيًا والتي يتم تطبيقها على مجموعات بيانات كبيرة جدًا؛ لتحديد العلاقات الإحصائية الأساسية واستنباط تنبؤات أفضل.
وعلى مدى السنوات الخمس الماضية تطورت أنظمة “التعلم العميق” (DL) التي تسمح لأجهزة الكمبيوتر “بالتعلم الذاتي” للتعرف على الأنماط المتطورة وقدرات الاستجابة الذكية.
اقرأ أيضًا: إدارة مشاريع تقنية المعلومات.. نصائح وأسس
تسريع تبني الذكاء الاصطناعي
وإذا كنا نتحدث عن اعتماد الشركات على الذكاء الاصطناعي فأولى بنا الإشارة إلى أن استخدامات هذا المجال أصبحت الآن أكثر من أن تحصى، فمن الخدمات المالية إلى الخدمات الصحية، ومن العقارات إلى الوجبات السريعة، يتم اعتماد تقنيات الذكاء الاصطناعي بسرعة عبر الصناعات وحول العالم لابتكار نماذج الأعمال والتشغيل.
ويتوقع أن يؤدي اعتماد الشركات على الذكاء الاصطناعي إلى زيادة الناتج الاقتصادي العالمي بمقدار 13 تريليون دولار بحلول عام 2029. وتظهر الأدلة التجريبية الكثير من الفوائد والميزات التنافسية للذكاء الاصطناعي.
ووجدت دراسة أجرتها شركة Deloitte على 1900 مدير تنفيذي في سبع دول أن 65% من المستجيبين أفادوا بأن اعتماد الشركات على الذكاء الاصطناعي يمنحها مزايا تنافسية، ويوفر لها قيمة مضافة.
يبدو أن جائحة COVID-19 أدت إلى تسريع وتيرة اعتماد الشركات على الذكاء الاصطناعي؛ من خلال حث الشركات على البحث عن ابتكارات تقلل التكاليف وتجنب الحاجة إلى موظفين في الموقع نفسه والعملاء الحاليين.
وذكر تقرير لشركة ماكينزي أن الوباء سرّع من وتيرة تبني التقنيات الرقمية؛ حيث ترى العديد من الشركات أن استثماراتها في الذكاء الاصطناعي تجعلها أقوى من الناحية التنافسية مما كانت عليه قبل الوباء.
اقرأ أيضًا: مهارات الذكاء الاصطناعي.. تطورات تكنولوجية مُذهلة
القدرة على الوصول إلى البيانات
ولعل من بين مزايا اعتماد الشركات على الذكاء الاصطناعي القدرة على الوصول إلى المعلومات؛ إذ يمكن للشركات اليوم الوصول إلى بيانات أكثر من أي وقت مضى. ووفقًا لمجلة Forbes ازداد حجم البيانات التي تم إنشاؤها واستهلاكها بنسبة 5000% بين عامي 2010 و2020.
وبمساعدة التقنيات الناشئة أصبحت الشركات الآن قادرة على التقاط بيانات المستخدم التي يمكن أن تساعدها في اتخاذ قرارات تجارية صحيحة. وفي السنوات القليلة الماضية تبنت العديد من الشركات الذكاء الاصطناعي بكل إخلاص في جهودها للاستفادة بشكل أفضل من البيانات التي تجمعها بالفعل.
ووجد تقرير Accenture عن الذكاء الاصطناعي أن 84% من المديرين التنفيذيين في مجموعة C Suite يعتقدون أن اعتماد الشركات على الذكاء الاصطناعي سوف يساعد في تحقيق الأهداف وتعزيز معدلات النمو.
اقرأ أيضًا: أمن الحوسبة السحابية.. إجراءات مُحكمة
أسباب اعتماد الشركات على الذكاء الاصطناعي
ونوضح في «رواد الأعمال» بعض الأسباب التي تدفع إلى اعتماد الشركات على الذكاء الاصطناعي، وهي:
- تعزيز الكفاءة من خلال أتمتة العمليات.
- تحسين سرعة أو اتساق الخدمة.
- التنبؤ باحتياجات العملاء والمساعدة في عملية صنع القرار.
- الكشف عن الفرص للمنتجات والخدمات الجديدة.
ويمكن أن يتناسب الذكاء الاصطناعي مع أي استراتيجية عمل تقريبًا. ولكن لكي تبدأ عملية اعتماد الشركات على الذكاء الاصطناعي من المهم فهم كيفية تأثير جمع البيانات وتحليلها في الذكاء الاصطناعي.
من خلال دراسة المنهجية الكامنة وراء الذكاء الاصطناعي يمكن للشركات تحديد كيف يمكن للذكاء الاصطناعي أن يساعد صناعتك بشكل أفضل.
اقرأ أيضًا:
مفاهيم تكنولوجية تهم رائد الأعمال.. فرصة البقاء في صدارة المنافسة
واقع العملات الرقمية.. إلى أين يتجه؟
الحاضنات التكنولوجية.. المزايا وآلية العمل
الصندوق الصناعي.. أهدافه وتطلعاته
المهارات الرقمية لمواكبة سوق العمل.. أساسيات يجب إتقانها