على الرغم من الانتشار السريع الذي يشهده قطاع التكنولوجيا بمختلف المجالات، إلا أنه ظهرت تقنيات حديثة ومتطورة أصبحت تشكل خطرًا كبيرًا على المنظومة الأمنية الإلكترونية للشركات والمؤسسات، ولا يمر علينا يوم واحد دون أن نسمع أخبارًا عن اختراقات إلكترونية لشركة ما أو سرقة البيانات الخاصة بمؤسسة ما.
ويدرك أصحاب الشركات الصغيرة والمتوسطة جيدًا أن المنظومة الأمنية الإلكترونية أمرٌ مهم لا يُمكن إغفاله، ولكن تُكمن المشكلة في معرفة من أين يبدأون، فربما لا يمتلك أصحاب الشركات أو المؤسسات التجارية خلفية حول التقنيات المستخدمة في هذا الأمر.
وشدد خبراء ومتخصصون في الأمن الإلكتروني، على ضرورة تعزيز مستوى الوعي الأمني الإلكتروني لدى أفراد الشركات والمؤسسات؛ لمواجهة محاولات التصيد والاختراق الإلكتروني، الذي تنفذه جهات خارجية بشكل مستمر ومتواتر على مواقع الشركات أو المؤسسات الرسمية.
إذن، فإن منظومة المعلومات الإلكترونية الخاصة بشركتك، تحتاج إلى قدر كبير من الأمن والأمان لحماية الملفات وأسرار عملك، لذلك في هذا المقال نتحدث تفصيليًا عن بعض الخطوات التي يُمكن الاعتماد عليها في تعزيزها.
تزويد أفراد العمل بثقافة الأمن الإلكتروني
في ظل ما تشكله بعض الجهات المجهولة من خطر كبير على أنظمة البيانات الإلكترونية الخاصة بالشركات والمؤسسات التجارية، تحتاج عملية تأمين البيانات الإلكترونية إلى أفراد ذوي قدرات عالية من الثقافات الأمنية الإلكترونية ومواجهة المخاطر والتعامل مع كل التهديدات التي قد تتعرض لها منظومة المعلومات الإلكترونية.
لذلك، ينبغي على أصحاب الشركات والمؤسسات التجارية، عقد الدورات التدريبية المنتظمة لموظفيهم بشأن قضايا الأمن الإلكتروني، وإخبارهم بالتقنيات الأمنية الحديثة، وتوعيتهم بالخطوات المهمة؛ منها التأكد من أن كلمة المرور الخاصة بمنظومة البيانات محدثة، وأنهم يستخدمون كلمات السر التي يصعب اختراقها.
إن عملية زرع ثقافة الأمن الإلكتروني بين موظفي الشركات والمؤسسات، تستلزم التنويهات المستمرة وتذكيرهم دائمًا بالمخاطر الإلكترونية التي قد تتعرض لها الشركة، وذلك من خلال عقد الندوات والبرامج التثقيفية، وتشجيع الأفراد على عدم مناقشة أي معلومات سرية تتعلق بالشركة في الأماكن العامة.
إذن، فتوعية موظفيك بثقافة الأمن الإلكتروني تحتاج إلى قدر كبير من الثقة، ويُمكن فعل ذلك من خلال إشراكهم في وضع الخطة الأمنية الإلكترونية، وهذه تُعتبر أفضل طريقة للحصول على موافقة موظفيك على تلك الخطة.
تذكر دائمًا أن تهديدات الأمن الإلكتروني تنمو وتتطور بشكل سريع يومًا تلو الآخر، فالقراصنة يبتكرون أساليب جديدة وحديثة للتعامل مع جميع التقنيات المستخدمة؛ لاقتحام أنظمة الكمبيوتر وسرقة البيانات الخاصة بالشركة أو المؤسسة، لذلك كًن مواكبًا للمفاهيم المتغيرة التي تتعلق بمنظومة الأمن الإلكتروني، والتأكد من تثقيف جميع أفراد شركتك ومدهم بكل المعلومات الحديثة والمتطورة في هذا الشأن.
عدوى وسائل التخزين الإلكترونية
في ظل التطور التكنولوجي السريع الذي يعج به العالم، أصبحت أجهزة الحاسوب شيئًا ضروريًا في جميع الشركات والمؤسسات، كنافذة إلكترونية تحفظ البيانات والملفات التي تتعلق بالشركات، ومع انتشار أجهزة الحاسوب وما صاحبها من برامج متخصصة للفيروسات والتجسس والاختراقات، أصبح أصحاب الشركات والمؤسسات التجارية يُفكرون في أساليب أفضل للحفاظ على أمن المعلومات الخاصة بشركاتهم.
في بعض الأحيان، تُصاب أجهزة الحاسوب بالعدوى إما عن طريق وسائل التخزين المتمثلة في أقراص مضغوطة أو مشغلات فلاش، أو عن طريق شبكة الإنترنت؛ لذلك ينبغي على موظفي الأمن الإلكتروني في الشركات والمؤسسات التجارية الحرص في التعامل مع المواقع الموثوقة والشهيرة، والابتعاد عن البرامج غير الموثوق فيها، أو مواقع تعرض تحميل البرامج المقرصنة والمسروقة.
استخدم أنظمة التشغيل الأصلية
بلا شك أن الانتشار الكبير الذي شهدته أجهزة الحاسوب، أدى إلى انتشار متزايد للبرامج التشغيلية الموثوقة وغير الموثوقة، لذلك يتوجب على موظفي قطاع الأمن الإلكتروني داخل الشركات الاعتماد دائمًا على أنظمة التشغيل الأصلية والموثوقة والابتعاد عن البرامج المقرصنة؛ لأنها قد تكون سببًا في اختراق الفيروسات للمنظومة الإلكترونية.
وينصح بعض الخبراء، أصحاب الشركات والمؤسسات دائمًا بالحفاظ على أنظمة التشغيل المستحدمة من قِبل قطاع الأمن الإلكتروني للشركات، ويلزم تحديثها لآخر نسخة متوافرة، فربما تحتوي بعض النسخ القديمة من أنظمة التشغيل على ثغرات يستغلها المخترقون؛ ما يُمكنهم من اختراق منظومة الأمن المعلوماتي الإلكتروني والتجسس على معلومات وملفات الشركة، إذن يفضل أن تُفعّل خيار التحديث التلقائي لنظام التشغيل لأجهزة الحاسوب لتضمن أنك لم تنس تحديثها.
وتعتبر برامج مكافحة الفيروسات من أبرز الأمور التي يُمكن لأصحاب الشركات والمؤسسات الاعتماد عليها في منظومة الأمن الإلكتروني، لذا يتطلب استخدام نسخ محدثة وأصلية وموثوق، كما تتطلب أن تكون قاعدة بيانات مكافح الفيروسات محدثة باستمرار للحصول على آخر ما تم اكتشافه من فيروسات ومخاطر إلكترونية لحماية أجهزة الحاسوب.
حماية الشبكات اللا سلكية الخاصة بالعمل
وسائل الاختراقات متنوعة ومتشعبة، تتطلب العديد من الاستراتيجيات القوية والفعالة؛ حتى تكون قادرة على مواجهة التحديات بكل أشكالها، ومن أبرز الوسائل التي يُمكن استخدامها في اختراق المنظومة الإلكترونية للشركات؛ شبكة الإنترنت اللا سلكية المستخدمة في الشركة.
وربما تعتمد بعض الشركات على الشبكات اللا سلكية بدلاً من الكابلات لتوصيل أجهزة الحاسوب بالإنترنت، وهنا قد يستخدم مجهولون بعض البرامج والتقنيات التي تُمكنهم من اختراق الشبكة للتجسس على بيانات الشركة والوصول إلى ملفاتها السرية.
لذلك، إذا كانت مؤسستك أو شركتك تعتمد على شبكة الإنترنت اللا سلكية، فينبغي عليك التأكد من تشغيل ميزات الأمان، وتقييد الوصول اللا سلكي إلى ساعات العمل؛ بحيث لا تتمكن الجهات المجهولة والقراصنة من الدخول إلى النظام الخاص بك، ويُمكنك أيضًا منع المارة من الوصول إلى الاتصال الخاص بك عن طريق تقييد الوصول إلى الشبكة اللا سلكية.
حماية كلمات المرور
تتعدد وتتنوع طرق الحماية لأنظمة المعلومات الإلكترونية الخاصة بالشركات، وتُعتبر كلمات السر من أبرز الطرق شيوعًا لمصادقة هوية لمن يسمح لهم بالوصول إلى المنظومة الإلكترونية أو البيانات الخاصة بالشركات.
وظهرت حديثًا العديد من أنظمة المصادقة التكنولوجيا الحديثة، مثل بصمات الأصابع والبطاقات الذكية وبصمة العين، على الرغم من تعدد أنظمة كلمات المرور، إلا أنها معرضة للاختراق؛ وذلك لأن القراصنة حريصون على استخدام أدوات حديثة ومتطورة تُمكنهم من اختراق كلمات المرور الضعيفة خلال ثوان معدودة، واستخدامهم لأساليب احتيالية مختلفة للوصول إلى كلمات مرور الشركات والمؤسسات.
اقرأ أيضًا: أثر التكنولوجيا الحديثة.. وجهات نظر متباينة