من المؤسف أن أخطاء مانح الفرنشايز لا تؤثر في عمله وحده وإنما في عمل الممنوح أيضًا، فحين تقرر منح حقوق امتياز علامتك التجارية ولكنك تبدأ البداية الخاطئة، أو ترتكب أخطاءً بعيدة المدى، فأنت بهذا تلحق ضررًا فادحًا بعملك وبكل الممنوحين الذين قرروا التعامل معك.
والحق أن كثيرًا من أخطاء مانح الفرنشايز يمكن تفاديها، لكن شريطة أن تكون واعيًا بها قبل الشروع في العمل؛ أي أن العلم بها سابق على تجنبها؛ فلكي تتجنبها يجب أن تعرفها في البداية، وهو ما يعني أن تقترب من مانحي الفرنشايز الآخرين، وتحاول معرفة الأخطاء التي وقعوا فيها.
اقرأ أيضًا: محمد الحميزي مؤسس “بنان”: المرونة أفضل مميزات مانح الفرنشايز الناجح
أخطاء مانح الفرنشايز
منطقيًا ليس من الممكن حصر كل أخطاء مانح الفرنشايز، ولا سبيل إلى ذلك أصلًا حتى إن نحن أردناه، لكننا سنحاول في «رواد الأعمال» الإشارة إلى أبرز هذه الأخطاء وأكثرها تكرارًا وذلك على النحو التالي..
-
إهمال العلامة التجارية
على الرغم من أنه لا يعقل أن تعمد إلى محاولة منح حقوق امتياز علامتك التجارية للآخرين من دون الاهتمام ببناء وتعزيز سمعة هذه العلامة ذاتها، فإن هذا واحد من أخطاء مانح الفرنشايز.
ويبدو أن الدافع وراء إهمال العلامة التجارية قد يكون التعجل في الحصول على الربح وخوض غمار فكرة منح حقوق الامتياز التجاري _على الرغم من أن هذا هو المسار الصحيح_ وربما، وهذا هو الاحتمال الثاني، يكون سبب الوقوع في هذا الخطأ هو عدم معرفة أهمية بناء العلامة التجارية.
اقرأ أيضًا: كيفية الاستثمار في الفرنشايز؟
-
التوسع السريع
قد ترى أن التوسع ليس أحد أخطاء مانح الفرنشايز ولكن إن فكرت في الأمور على نحو مخالف ستدرك أنه خطأ.
فالتوسع، من حيث الأصل، ليس خطأً، بل هو أمر مرغوب فيه، ولكن حين يكون التوسع سريعًا وفي أماكن متباعدة جدًا فسوف يكون هذا تحديًا كبيرًا، خاصة إذا كنت حديث العهد بهذا المجال؛ إذ سيكون مطلوبًا منك أن تعتني بكل هذه الفروع التي قد افتتحتها مؤخرًا، وبكل هؤلاء الممنوحين الذين منحتهم حقوق امتياز علامتك التجارية؛ ما قد يعني أنه من المحتمل أن تقصّر معهم في التدريب وتقديم الاستشارات وما إلى ذلك.
وهو ما قد ينتج عنه فشل في أعمالهم ومشاريعهم؛ ما يعود بالضرر عليك أنت أيضًا كمانح فرنشايز.
اقرأ أيضًا: ما هي أنواع حقوق الامتياز التجاري منخفضة التكلفة؟
-
تجاهل التدريب
من أشهر أخطاء مانح الفرنشايز، أيضًا، عدم منح الممنوحين التدريب الكافي، ولا مدهم بكل المعلومات التي يحتاجونها من أجل البدء في مجال الفرنشايز.
واللافت أن هذا الخطأ يؤثر في المانح أولًا وفي علامته التجارية، وأحرى به أن يضمن، قبل منح حقوق امتياز علامته التجارية، أن يضمن أن هذا الشخص _ممنوح الفرنشايز_ قادر على الالتزام بجميع التعليمات والإرشادات، وأنه لن يضير العلامة التجارية بالممارسات الخاطئة.
فحين يفعل واحد من الممنوحين ذلك فإن الضرر الأكبر يكون من نصيب العلامة التجارية ذاتها.
اقرأ أيضًا: 4 أخطاء شائعة يقع فيها ممنوح الفرنشايز الجديد
-
المواقع الخاطئة
إن واحدًا من أبرز أخطاء مانح الفرنشايز هو اختيار المواقع الخاطئة؛ بمعنى أنه قد يتساهل في المعايير والاشتراطات الواجب توافرها في الموقع الذي سيطلق فيه الممنوح المحتمل عمله أو مشروعه الجديد.
وإنما يفعل المانح هذا لأنه مدفوع بالرغبة في التوسع السريع والحصول على الربح العاجل، لكن هذا التصرف يدل على قصر نظر، وأن هذا المانح غير مخضرم في ذلك المجال، فمن شأن الموقع الخطأ أن يتسبب في الكثير من المشاكل، بالإضافة إلى أنه يكلف المانح وقتًا طويلًا وربما مالًا أيضًا، ناهيك عن تشويه سمعة العلامة التجارية.
اقرأ أيضًا: خيار الفرنشايز.. وجهة الخريجين الجدد
-
الممنوحون الحاليون
ومن ضمن أخطاء مانح الفرنشايز تركيزه الحصري على جذب ممنوحين جدد، وإهمال الممنوحين الحاليين؛ إذ يتصور أن هؤلاء أمر مسلم به، وأنهم سيظلون يدفعون رسوم الفرنشايز مهما حصل.
والحق أن هذا ليس صحيحًا، فلا بد أن يشعر الممنوح بأنه يحصل على قيمة فعلية، وأن المانح يقدم له كل ما يريده مقابل ما يدفعه من أموال.
وعلى هذا يجب على مانحي الفرنشايز _إن هم أرادوا نجاح أعمالهم بحق_ تقديم قيمة وخدمة مستمرة، بما في ذلك التسويق والدعم وتحديث المنتجات.
اقرأ أيضًا:
التدريب في الفرنشايز.. ما هو دور المانحين؟
خطة عمل الفرنشايز.. خطوات مصيرية
قرارات مهمة بعد اختيار مشروع الفرنشايز