انخفضت أسعار النفط في بداية التعاملات المبكرة اليوم الخميس، بعد أن توصلت إسرائيل وحركة حماس إلى المرحلة الأولى من خطة مقترحة لإنهاء الحرب في غزة. وقد أدى هذا التطور المفاجئ إلى تراجع ملحوظ في علاوة المخاطر الجيوسياسية التي كانت مسعَّرة في أسعار النفط. ما دفع المستثمرين نحو عمليات بيع لجني الأرباح.
وفي تفاصيل التراجع، نقلت وكالة “رويترز” أن عقود خام برنت الآجلة انخفضت بمقدار 51 سنتًا، أو بنسبة 0.77%، لتسجل 65.74 دولارًا للبرميل بحلول الساعة 00:02 بتوقيت جرينتش. علاوة على ذلك، انخفض خام غرب تكساس الوسيط الأميركي بمقدار 55 سنتًا، أو بنسبة 0.88%، ليصل إلى 62 دولاراً للبرميل. ما يعكس اتجاهًا هبوطيًا موحدًا في السوق.
تأكيد الاتفاق من القادة السياسيين
وأكد الرئيس الأميركي دونالد ترامب أن إسرائيل وحماس قد توصّلتا إلى اتفاق طال انتظاره بشأن وقف إطلاق النار في غزة وتبادل الأسرى. ويعد هذا الاتفاق جزءًا من خطة أوسع لإنهاء الحرب المستمرة منذ عامين في القطاع.
كذلك، صرّح رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو من جانبه بأنه سيدعو الحكومة للانعقاد اليوم الخميس للمصادقة النهائية على اتفاق وقف إطلاق النار. وهذا التطور السياسي الإيجابي من شأنه أن يهدئ التوترات الإقليمية التي كانت تضغط على أسواق الطاقة.
دعم سابق للأسعار من حرب غزة
من ناحية أخرى، كانت الحرب في غزة قد ساهمت بشكلٍ كبيرٍ في دعم أسعار النفط خلال الفترة الماضية. وقد أخذ المستثمرون في الاعتبار حينها احتمال تأثر إمدادات النفط العالمية بشكلٍ مباشر إذا ما توسع الصراع إلى مواجهة إقليمية أوسع قد تشمل ممرات ملاحية حيوية.
وكانت الأسعار قد ارتفعت بنحو 1% أمس الأربعاء، لتصل إلى أعلى مستوى لها في أسبوع. بعد أن رأى المستثمرون أن تعثر التقدم في محادثات السلام بشأن أوكرانيا يعني استمرار العقوبات المفروضة على روسيا وتأثيرها على الإمدادات. لكن أنباء الهدنة قلبت هذا الاتجاه.
ارتفاع استهلاك المنتجات البترولية الأمريكية
كما جاء التراجع الحالي في الأسعار رغم البيانات الإيجابية الأخيرة حول الطلب في الولايات المتحدة. حيث أظهر تقرير إدارة معلومات الطاقة الأميركية (EIA) الصادر أمس الأربعاء أن إجمالي إمدادات المنتجات البترولية الأميركية الأسبوعية قد ارتفع.
وبلغ الاستهلاك الأسبوعي 21.990 مليون برميل يوميًا. وهو أعلى مستوى له منذ شهر ديسمبر 2022. ويشير هذا الارتفاع في الاستهلاك إلى قوة الطلب المحلي الأمريكي التي يمكن أن تحد من المزيد من التراجعات الحادة في الأسعار.
استمرار التأثر الجيوسياسي وتوقعات السوق
ورغم أهمية بيانات الاستهلاك الأمريكي. إلا أن العوامل الجيوسياسية تظل هي المحرك الأكثر تأثيرًا على المدى القصير في أسواق النفط.
ويدفع تراجع المخاطر في الشرق الأوسط المستثمرين إلى إعادة تقييم علاوات المخاطر المرتفعة. والتي تم بناؤها في الأسعار خلال الشهور الماضية.