تبنى عالم الشركات الناشئة خلال السنوات الماضية مبدأ النمو أولًا؛ إذ سعى الرؤساء التنفيذيون إلى الاستحواذ على المستخدمين والسيطرة على الأسواق وتوسيع نطاقها بواسطة جولات التمويل الضخمة الخالية من رأس المال المخاطر.
كما أصبح “معدل الحرق” أو سرعة إنفاق السيولة دليلًا على النجاح والطموح. أما الآن، ومع التحولات الاقتصادية العالمية وتشدد المستثمرين في قراراتهم. تحول التمويل الحديث حول الربحية والكفاءة والاستقرار المالي.
ومن هنا نشأت قاعدة جديدة تقول إن الشركة الناجحة هي الأكثر قدرة على تحقيق ربح مستدام، وليست الأسرع نموًا.
عوامل تغيير مفهوم التمويل للشركات
يدرس المستثمرون اليوم القوائم المالية بعيون دقيقة ومتحفظة؛ إذ ظهرت مرحلة جديدة استنادًا إلى تقدير الإنفاق المفرط مقابل وعد بربحية مستقبلية. أيضًا يركز المساهمون على التدفق النقدي، وتحويل نسبة الأرباح إلى النفقات. بالإضافة إلى مؤشرات الاستدامة.
في كثير من الأحيان، تنفق الشركات أكثر مما تكسب دون خطة واضحة للوصول إلى الاكتفاء الذاتي. كما تواجه صعوبات لجذب التمويل الجديد، أو تضطر إلى جولات تمويل منخفضة القيمة وفي حالات كأخرى، تعلن إفلاسها نهائيا.
نماذج التمويل
من ناحية أخرى، تعد الشركات الأكثر جاذبية اليوم التي على دراية كامة بعناصر اقتصاداتها منذ البداية. وتثبت قدرتها على تحقيق أرباح مبكرة ومستقرة. وليست تلك التي تنمو بسرعة.
الإيرادات:
تضمن كل عملية بيع ناجحة أن النمو يحقق ربحًا، لا خسائر متراكمة. كذلك يجب أن يحقق كل منتج أو عميل إيرادت تفوق التوقعات
العمليات النشطة:
تعيد الشركات الناشئة اليوم تعريف نفقاتها بدقة، كما تستخدم التكنولوجيا لتطوير الكفاءة دون التأثير في الجودة. بهدف تحقيق أقصى إنتاجية بأقل تكلفة.
القيمة مقابل السعر:
تعتمد الشركات الناجحة على تسعير يعكس القيمة الحقيقية التي تقدمها، بدلًا من خفض الأسعار للمنافسة. ما يحافظ على هوامش ربح قوية ويضمن ولاء العملاء.
أهمية التمويل الذكي
يبحث رواد الأعمال الأذكياء طرق تمويل بديلة تحافظ على السيطرة والملكية. منها تشدد معايير صناديق الاستثمار المغامر.
التمويل الذاتي:
يعزز الاعتماد على الإيرادات الذاتية للنمو الاستقرار المالي ويدفع تركيز العملاء إلى قلب استراتيجية التمويل.
التمويل اعتمادا على الإيرادات
يتيح هذا النموذج التمويلي الحصول على رأس مال مقابل نسبة من الإيرادات المستقبلية. دون الحاجة إلى بيع حصص الشركة.
الشراكات الاستراتيجية:
تسمح جولات صغيرة موجهة للشركات الحصول على التمويل والخبرة دون الحاجة إلى تحقيق نمو مفرط خلال فترة زمنية محددة.
التمويل الجماعي:
يعتبر هذا النموذج وسيلة مؤثرة من وسائل جمع الأموال وتقييم مدى إقبال السوق على المنتج. خاصة في المشاريع الموجهة للمستهلك النهائي.
أهداف المستثمرين
كما يركز المستثمرون على معايير مالية دقيقة للكشف عن قدرة الشركة على تحقيق الرب. كذلك لم تعد الإيرادات وحدها كافية لإبهار المستثمرين. مثل:
مؤشر تكلفة جذب العميل:
لا بد أن تكون 3:1 على الأقل لضمان جدوى التسويق والربحية طويلة المدى.
إجمالي الأرباح:
يعتبر مؤشرًا على كفاءة نموذج العمل وقدرته على تغطية التكاليف وتحقيق أرباح تشغيلية.
هامش الربح الصافي
يوضح هذا المؤشر المقياس النهائي حول نسبة تحقق الشركة من ربح حقيقي مقابل كل دولار من الإيرادات.
التدفق النقدي التشغيلي:
يعني استقرار التدفق النقدي الإيجابي وأن الشركة قادرة على تمويل نموها ذاتيًا.
نقطة التعادل
إعداد خطة واضحة ومحددة زمنيًا للوصول إلى الربحية أمر بالغ الأهمية لأي مستثمر قوي.
النمو أم الاستدامة
لم تعد الربحية شرطًا أساسًا للحصول على دعم تمويلي، وبطاقة المرور إلى مستقبل أكثر استقرارًا في عالم ريادة الأعمال. حيث لم يعد الذكاء في جمع الأموال بل إدارتها بذكاء.
ففي مشهد التمويل الجديد لا يسعى فقط للنمو السريع. بل يبني شركة قادرة على الاستدامة وتحقيق قيمة حقيقية.
المقال الأصلي: من هنـا