شهدت الدورة الأولى من مؤتمر الاستثمار الثقافي 2025 إبرام اتفاقيات ضخمة تعكس التزام المملكة بتطوير قطاعها الثقافي. فقد وقع صندوق التنمية الثقافي 28 إعلانًا واتفاقية تمويل واستثمار، بلغت قيمتها الإجمالية أكثر من 3 مليارات ريال (ما يعادل 933 مليون دولار أمريكي).
مؤتمر الاستثمار الثقافي 2025
كما تأتي هذه الخطوة الهائلة لتجسد التوجه الوطني نحو تطوير الاقتصاد الثقافي في المملكة والمساهمة في زيادة حصته في الناتج المحلي الإجمالي. وتؤكد هذه الاستثمارات على أن القطاع الثقافي أصبح محركًا استراتيجيًا جديدًا للنمو.
وفي هذا الصدد، قال ماجد الحقيل، الرئيس التنفيذي لصندوق التنمية الثقافي. إن الصندوق يعمل بوصفه مركزًا للتميز والتمكين المالي في القطاع الثقافي. ويسهم في تعزيز الشراكات بين القطاعين العام والخاص لخلق بيئة استثمارية مستدامة. وأضاف: “الاتفاقيات التي وقعها الصندوق خلال المؤتمر تبرز التزامنا بتمكين القطاع الثقافي من خلال نماذج تمويل مبتكرة وآليات تقاسم المخاطر. تتيح تدفقات رأسمالية جديدة تسهم في تحقيق أهداف الإستراتيجية الوطنية للثقافة. وتتماشى مع مستهدفات رؤية السعودية 2030 الهادفة إلى رفع مساهمة القطاع الخاص في الناتج المحلي الإجمالي إلى 65% وتنويع مصادر الدخل”. وذلك وفق ما ذكرته”الاقتصادية”.
صناديق استثمارية جديدة للنهوض بالقطاع الثقافي
وفي إطار التوسع الاستثماري، أعلن الصندوق إطلاق 3 صناديق استثمارية جديدة لدعم مختلف القطاعات الثقافية. يتولى الصندوق فيها دور المستثمر الرئيسي في 2 منها. كما يأتي في مقدمتها صندوق مجموعة الأصول الثقافية برأسمال 850 مليون ريال (227 مليون دولار). يسهم فيه الصندوق بـ 200 مليون ريال. ويستهدف الاستثمار في الفنون البصرية. والأزياء، والمحتوى الرقمي، وتصميم التجارب، والتقنيات الناشئة. لتوطين الملكية الفكرية وجذب الشركات العالمية.
كما تم الإعلان عن صندوق الأفلام الثاني في السعودية الذي تديره شركة BSF Capital بمشاركة الصندوق كمستثمر رئيسي. بهدف تطوير صناعة الأفلام السعودية وإنتاج محتوى سينمائي عالي الجودة داخل السعودية وخارجها، بالتعاون مع أبرز شركات الإنتاج العالمية.
أما صندوق الأزياء، فقد أطلق برأسمال 300 مليون ريال (80 مليون دولار) كأول صندوق استثماري متخصص في قطاع الأزياء في السعودية. بمشاركة شركة “ميراك المالية” كمدير للصندوق. ويستهدف دعم العلامات التجارية المحلية وسلاسل الإمداد وتعزيز قدراتها على التوسع الإقليمي والعالمي.
منتجات تمويلية مبتكرة لدعم المنشآت الثقافية
كما أعلن الصندوق إطلاق منتج التمويل المشترك – الأول من نوعه في القطاع الثقافي – بالشراكة مع 5 مؤسسات مالية رائدة. إضافة إلى طرح 5 منتجات تمويلية جديدة ضمن برنامج “التمويل الثقافي”، تشمل: التمويل متناهي الصغر. التمويل المرحلي، التمويل متوسط وطويل الأجل، التمويل الدوّار، وتمويل الذمم المدينة.
كما وقع الصندوق اتفاقيات تعاون مع 3 بنوك محلية لتوسيع نطاق هذه المنتجات. بما يتيح خيارات تمويلية مرنة للمنشآت الثقافية متناهية الصغر والصغيرة والمتوسطة، ويدعم نموها واستدامتها عبر كامل سلسلة القيمة الثقافية.
تقرير استثماري ومنصة رقمية للفرص الثقافية
علاوة على ذلك، شهد المؤتمر أيضًا إطلاق أول تقرير استثماري للصندوق الثقافي بعنوان “آفاق السوق الثقافي السعودي 2025: الرؤية، الأثر، والفرص”. الذي يرصد 36 فرصة استثمارية واعدة. بالشراكة مع وزارة الاستثمار ومنصة “استثمر في السعودية”. كما أطلق الصندوق منصة رقمية استثمارية تتيح للمستثمرين ورواد الأعمال المحليين والدوليين استكشاف الفرص الاستثمارية في قطاعات الثقافة والإبداع بالسعودية.
شراكات وطنية لتعزيز النمو الثقافي
أكد الصندوق أن هذه الإعلانات جاءت ضمن شراكات إستراتيجية واسعة، حيث تم توقيع مذكرات تفاهم مع وزارة الثقافة. ووزارة الاستثمار. وشركة “سبارك لابز”، و”أسياد القابضة”. إلى جانب اتفاقيات تعاون مع الهيئة الملكية لمحافظة العلا، ومجموعة “إم بي سي”، و”روتانا”، و”الشركة السعودية للقهوة”. بهدف تعزيز التكامل بين القطاعات الثقافية والإبداعية وتوسيع أثرها الاقتصادي والاجتماعي.
كما اختتم الحقيل حديثه بالتأكيد على أن الاتفاقيات الموقعة تمثل خطوة محورية نحو بناء اقتصاد ثقافي مزدهر وقادر على المنافسة عالميًا. يسهم في خلق فرص استثمارية ووظيفية نوعية، ويرفع جودة الحياة في السعودية. في ظل توجه إستراتيجي يربط الثقافة بالتنمية المستدامة ومجتمع المعرفة.