شهدت منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا خلال الفترة من 16 إلى 22 فبراير 2022 نشاطًا ملحوظًا في الجولات الاستثمارية؛ إذ بلغ إجمالي الاستثمارات 57.5 مليون دولار موزعة على 6 جولات. هذه الجولات تعكس حيوية السوق الإقليمي وجاذبيته للمستثمرين، وتؤكد النمو المتسارع لقطاع الشركات الناشئة في المنطقة.
وبحسب الرصد الأسبوعي الذي أجراه “رواد الأعمال” فإن الجولات الاستثمارية التي شهدتها المنطقة خلال الأسبوع الماضي تميزت بتنوعها الجغرافي والقطاعي. وشملت الاستثمارات شركات ناشئة في مجالات التكنولوجيا المالية، والتجارة الإلكترونية، والطاقة المتجددة.. وغيرها.
اهتمام المستثمرين بالفرص الواعدة
من ناحية أخرى يعكس هذا التنوع اهتمام المستثمرين بالفرص الواعدة في مختلف القطاعات. ويشير إلى وجود بيئة استثمارية متكاملة في المنطقة. كذلك فإن حجم هذه الاستثمارات الضخم يعد مؤشرًا قويًا على ثقة المستثمرين في الشركات الناشئة بالمنطقة وإمكاناتها للنمو والتوسع.
وفي حين أن الجولات الاستثمارية في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا شهدت نموًا ملحوظًا خلال الفترة المذكورة. إلا أن هناك تحديات لا تزال تواجه الشركات الناشئة. ومن بينها: صعوبة الحصول على التمويل اللازم في المراحل المبكرة، وارتفاع تكاليف التشغيل، والتحديات التنظيمية.
بينما تحرص الحكومات في المنطقة على تحسين البيئة الاستثمارية وتوفير الدعم اللازم للشركات الناشئة. لكن هناك حاجة إلى بذل المزيد من الجهود لتذليل هذه العقبات وتحفيز نمو القطاع.
المملكة تستحوذ على النصيب الأكبر
فيما استحوذت المملكة العربية السعودية على حصة الأسد من الجولات الاستثمارية المُعلنة خلال الأسبوع الماضي؛ إذ بلغت نسبة استحواذها 32% من إجمالي تلك الجولات.
كما يثبت هذا الإنجاز جاذبية المملكة كوجهة استثمارية رائدة في المنطقة، ويؤكد قوة ومتانة اقتصادها الوطني. علاوة على ذلك يشير هذا الاستحواذ إلى ثقة المستثمرين المتزايدة في البيئة الاستثمارية السعودية. وما توفره من فرص واعدة ومجزية.
بينما لم يقتصر هذا الاستحواذ على قطاع معين بل شمل مجموعة متنوعة من القطاعات الحيوية. مثل: التكنولوجيا المالية، والطاقة المتجددة، والسياحة، والترفيه. هذا التنوع يعكس رؤية المملكة الشاملة للتنمية الاقتصادية، والتي تهدف إلى بناء اقتصاد متنوع ومستدام، قادر على مواجهة التحديات المستقبلية.
جذب الاستثمارات الأجنبية
كذلك أدت الإصلاحات الاقتصادية التي تبنتها المملكة، ضمن رؤية 2030، دورًا حاسمًا في جذب الاستثمارات الأجنبية. فعملت المملكة على تحسين بيئة الأعمال، وتسهيل الإجراءات الاستثمارية، وتوفير حوافز جاذبة للمستثمرين. إلى جانب تطوير البنية التحتية، وتعزيز القدرات البشرية، وتنمية القطاعات الواعدة.
كما تجدر الإشارة إلى أن هذا الاستحواذ يأتي في ظل ظروف اقتصادية عالمية صعبة تتسم بالتقلبات وعدم اليقين. هذا الأمر يؤكد قوة ومتانة الاقتصاد السعودي، وقدرته على الصمود في وجه التحديات. كما من الضروري الإشارة إلى أن المملكة العربية السعودية تسعى إلى تحقيق أهدافها من خلال خطط وإستراتيجيات مدروسة ومتينة.
تفاصيل الجولات الاستثمارية
يوضح الجدول التالي تفاصيل الجولات الاستثمارية بالأرقام؛ حيث يقدم عرضًا شاملًا لأهم الصفقات التي شهدتها منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا خلال الفترة من 16 إلى 22 فبراير 2025.
في حين يتضمن بيانات حول الشركات المستفيدة من الاستثمارات، والدول التي توجد فيها. وأنواع الجولات الاستثمارية التي حصلت عليها. وقيمتها المالية، بالإضافة إلى القطاعات الاقتصادية التي تنتمي إليها.
الشركة | الدولة | نوع الجولة | قيمة الجولة | قطاع الأعمال |
seez | الإمارات | استحواذ | 42 مليون دولار | السيارات |
GI AQUA | السعودية | Series A | غير معلنة | إدارة المياه |
THE BOX | الإمارات | تمويل | 12.5 مليون دولار | التخزين الذاتي |
هتلاقي | مصر | استحواذ | غير معلنة | السيارات |
dabchy | تونس | Pre-Series A | غير معلنة | التجارة الإلكترونية |
Qme | مصر | Seed | 3 ملايين دولار | البرمجيات |
تحوّل اقتصادي ملحوظ
في نهاية المطاف يمكن القول إن منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا تشهد تحولًا اقتصاديًا ملحوظًا. مدفوعًا بالاستثمارات المتزايدة في قطاع الشركات الناشئة.
في حين تثبت هذه الاستثمارات الثقة المتزايدة في إمكانات المنطقة. وتؤكد قدرتها على تحقيق النمو المستدام. ومع ذلك لا تزال هناك تحديات تواجه الشركات الناشئة في المنطقة. والتي تتطلب تضافر الجهود من الحكومات والقطاع الخاص والمستثمرين للتغلب عليها.
ومن خلال الاستمرار في تحسين البيئة الاستثمارية وتوفير الدعم اللازم للشركات الناشئة يمكن للمنطقة أن تصبح مركزًا عالميًا للابتكار وريادة الأعمال.