في سعينا الدائم نحو التميز والنجاح، نركز غالبًا على العوامل الظاهرة مثل الموهبة الفطرية أو الجهد الكبير. لكننا نغفل أحيانًا عادات غير مقدر قيمتها خفية تمارسها النخبة من المتفوقين دون ضجيج، والتي تحدث فرقًا جوهريًا في مسارهم نحو القمة. هذه العادات قد تبدو بسيطة أو غير ذات قيمة للوهلة الأولى. لكنها في الحقيقة تشكل اللبنة الأساسية للتفوق المستدام. سواء في المجال الأكاديمي أو المهني أو حتى على المستوى الشخصي.
5 عادات غير مقدر قيمتها تجعلك ضمن الأوائل
يهدف هذا التقرير في موقع “رواد الأعمال” إلى تسليط الضوء على خمس عادات غير مقدر قيمتها قلما يُنتبه إليها، رغم دورها الحاسم في صناعة الفارق بين الشخص العادي والشخص الذي يصل إلى المراتب الأولى. من إدارة الطاقة بدلًا من الوقت. إلى تبني عقلية التعلم الخفي. مرورًا بممارسات يومية تبدو هامشية لكنها تحفز الإبداع والكفاءة. سنكشف كيف أن هذه العوامل، رغم تواضعها الظاهري، تشكل أسلحة سرية في يد من يحسن توظيفها. وفقًا لما ذكره موقع “inc”.
اطرح الأسئلة
لا تخف من طرح الكثير من الأسئلة. حيث يبقى الأشخاص الناجحون فضوليين، ويهتمون بالتفاصيل وكيفية عمل الأشياء. إذا كان هناك شيء غير متأكدين منه، أو شيء لا يعرفونه، فإنهم يطلبون تفسيرًا. كما أن طرح الكثير من الأسئلة لا يجعلك تبدو غبيًا. ففي الواقع من المرجح أن تبدو أحمقًا إذا لم تطرح ما يكفي منها.
حلّل المشاعر والأحاسيس
لا يكبت الأشخاص الناجحون مشاعرهم. فعلى الرغم من أن هؤلاء القادة يحققون نتائج رائعة ويتمتعون بكفاءة عالية، فإنهم بشر في نهاية المطاف. فحاول بانتظام مراقبة وإدارة عواطفك. وكن على دراية بكيفية تأثير عواطفك على طريقة تفكيرك وتصرفك، وافهم أن النجاح سيتطلب منك أحيانًا كبح جماح مشاعرك.
قاوم النقاد الداخليين
من السهل أن تقسو على نفسك بعد ارتكاب خطأ، أليس كذلك؟ إذا كنت تتطلع إلى النجاح، فتذكر أن التعاطف مع الذات هو شيء يجب أن تمارسه بانتظام. سامح نفسك على ما يسوء، وتحدث إلى نفسك كما لو كنت تتحدث إلى شخص عزيز أو صديق مقرب. فممارسة التعاطف مع نفسك سيساعدك على أن تصبح قويًا عقليًا وناجحًا.
قل لا
تقول المعالجة النفسية آمي مورين؛ مؤلفة كتاب “13 شيئًا لا يفعله الأشخاص الأقوياء عقليًا”: “في كل مرة تقول فيها نعم لشيء ما، فأنت في الواقع تقول لا لشيء آخر”. مارس وضع الحدود والحفاظ عليها – يعرف الأشخاص الناجحون أن التقدم يأتي من قول نعم للعناصر والمشاريع ذات الأولوية، ولا لتلك التي ليست كذلك. لا ترهق نفسك.
غادر المكتب
قد لا يكون العمل من المنزل فكرة سيئة. في الواقع، كشف استطلاع عام 2016 كيف يقسم الموظفون الأكثر ابتكارًا وقتهم بين العمل في المكتب والعمل عن بُعد. واقترح الاستطلاع أن النسبة المثالية من أسبوع العمل التي يجب أن تقضيها في المكتب هي 80 بالمائة. وهذا يترك 20 بالمائة – أو يوم عمل كامل واحد كل أسبوع – خارج المكتب.
ويتكون كل يوم من مئات القرارات والإجراءات، التي تحدد في النهاية مستويات إنتاجيتك. بغض النظر عن مدى براءة عاداتك، فإن الحقيقة هي أن هذه العادات تشكل مسار حياتك، المهنية أو غير ذلك. فحاول فحص عاداتك الحالية، وانظر ما إذا كان يمكنك تجربة عادات جديدة.
في الختام، تثبت لنا هذه العادات الخمس غير المقدرة حقّها أن النجاح الحقيقي لا يبنى فقط على الخطوات الكبيرة والإستراتيجيات الواضحة. بل أيضًا على تلك التفاصيل الصامتة التي يغفل عنها معظم الناس. فإنها عادات غير مقدر قيمتها تبدو بسيطة، لكنها تعمل كـمحفزات خفية تحدث فرقًا تراكميًا مع الوقت. ما يضع أصحابها في المقدمة دون ضجيج.
الدرس الأهم هنا هو أن التميز ليس حكرًا على الأذكياء أو الموهوبين فحسب. بل هو نتاج وعي يومي باختيارات تبدو عابرة، وإصرار على تبني ممارسات قد لا يلاحظها الآخرون. فكما يقول المثل: “النجاح هو مجموع الجهود الصغيرة التي تتكرر يوميًا”.