نعيش اليوم في عالم سريع الوتيرة بدءًا من التقنيات الحديثة وحتى اتجاهات السوق إلى الابتكارات اليومية. ومع اقتراب عام 2025، يراودنا سؤال، ماذا سيحدث في عام 2026؟
فإن النظر إلى المستقبل ليس رفاهية بل ضرورة. حيث إن التغيرات الجيوسياسية والتحولات الصناعية تتطلب من الشركات أن تكون مستعدة دائمًا للمفاجآت.
فيما يلي، جمعنا أهم 10 توقعات رئيسية لقطاع التصنيع في عام 2026، اعتمادا على تحليلات السوق وخبرات الصناعة حول العالم.
2026.. عام الروبوتات
ستلعب الروبوتات دورًا محوريا في إعادة تشكيل سلاسل التوريد ورفع الكفاءة والإنتاجية في عام 2026. ذلك بالتزامن مع زيادة دمج الذكاء الاصطناعي في هذه التقنيات.
وتعد الولايات المتحدة، ألمانيا، اليابان، والصين من القوى الصناعية الكبرى في هذا المجال؛ حيث استثمرت مليارات الدولارات في الروبوتات الصناعية. اعتبارًا أن هذه الروبوتات أكثر ذكاءً وستقود الجيل القادم من المصانع الذكية.
مستقبل الطباعة ثلاثية الابعاد
ومن المفترض أن يصل حجم سوق التصنيع الإضافي عالميًا إلى 83.56 مليار دولار أمريكي بحلول عام 2030.
وعلى الرغم من أن هذه التقنية تعود إلى ثمانينيات القرن الماضي، إلا أنها اليوم تعتبر نقلة نوعية في عالم سباقات الفورمولا 1. حيث تسمح القوانين الجديدة باستخدام الطباعة المعدنية لتصنيع مكونات حساسة مثل أنظمة التعليق من التيتانيوم والألومنيوم.
ومن المفترض أن تشهد هذه التقنية مزيدًا من الابتكارات والتطبيقات الصناعية المتقدمة بحلول عام 2026.
التوجه المتزايد نحو إعادة التصنيع
شهدت كل من الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وأوروبا اتجاه متزايد نحو إعادة التصنيع. والتي تستهدف إسترجاع المصانع والإنتاج إلى التصنيع المحلي.
كما تتضمن هذه الإستراتيجية فوائد اقتصادية ضخمة، إذ من شأنها تسهم في تحسين مرونة سلاسل الإمداد.
كذلك، تتطلب الخطط القادمة ضخ استثمارات كبيرة في البنية التحتية الصناعية. ذلك عقب سنوات من الاعتماد على الإنتاج الخارجي.
التوائم الرقمية.. معيار قابل للقياس
بحلول عام 2026، من المرججح أن تتحول التوائم الرقمية (Digital Twins) إلى مقياس لتقييم قطاع التصنيع. حيث تتيح للشركات محاكاة بيئات كاملة وليس مجرد منتجات فردية لتقييم وتحسين التصميم والإنتاج والتدريب.
انتشار إنتاج المواد المستدامة
ستحدث نقلة نوعية في استخدام المواد المستدامة، خاصة تلك التي يمكن تطبيقها على نطاق صناعي واسع. حيث ستنتقل المواد العضوية مثل الميسيليوم (Mycelium) من النماذج التجريبية إلى خطوط الإنتاج بحلول عام 2026.
أيضًا تتولى شركات مثل MycoWorks قيادة هذا التوجه بالتعاون مع علامات فاخرة مثل Hermès وشركات السيارات مثل جنرال موتورز لتطوير بدائل جلدية مستدامة تعرف باسم Fine Mycelium.
تصاعد الدور الحكومي في تعزيز قطاع التصنيع
علاوة على ذلك، ستزداد الأدوار الحكومية الرسمية المخصصة للصناعة والتصنيع في الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وأوروبا بحلول عام 2026.
ففي بريطانيا، طالبت العديد من الجهات الحكومية والخاصة تعيين وزير للتصنيع، بينما في أمريكا ظهر قادة صناعيون على مستوى الولايات مثل بول إس. لافواي في ولاية كونيتيكت، الذي يقود حملات لإعادة الاهتمام بالصناعة المحلية تحت شعار “I’ve Got It Made”.
تحول المصانع المستقبلية إلى أمر واقع
باتت الثورة الصناعية الرابعة حقيقة على أرض الواقع، كما أصبحت مصانع المستقبل أقرب مما نتصور. لذا، ستتصاعد الجهود لإعادة تصور بيئة المصنع التقليدي وجعلها رقمية بالكامل بحلول عام 2026.
فعلى سبيل المثال، يعيد مشروع Omnifactory التابع لشركة Siemens في جامعة نوتنغهام التفكير في كيفية تصميم بيئة التصنيع من خلال التكامل بين الأنظمة الذكية والتقنيات الحديثة.
اعتماد أدوات الذكاء الاصطناعي
انتشرت تطبيقات الذكاء الاصطناعي في قطاع التصنيع، لكنه لا يزال ينحصر على مرحلة الاكتشاف والتجريب لتحديد مجالاته المناسبة.
وبحسب تقرير Gartner، تستخدم أكثر من 80% من المؤسسات الصناعية حلول الذكاء الاصطناعي التوليدي (Generative AI) بحلول عام 2026.
أيضًا تقود منصة Microsoft Azure AI هذا التحول عبر حلول متقدمة مثل الصيانة التنبؤية، وتحسين العمليات، وضبط الجودة، بالإضافة إلى التكامل مع إنترنت الأشياء وسلاسل الإمداد الذكية.
اعتماد سياسة “صفر كربون 2030”
بحلول عام 2026، سيتجه العالم الصناعي في رؤية الصورة الحقيقية حول مدى إمكانية تحقيق الحياد الكربوني بحلول عام 2030.
وأظهرت تقارير Deloitte أن وتيرة التحول نحو الحياد الكربوني يجب أن تكون أربعة أضعاف سرعة التحولات التاريخية الكبرى مثل الثورة الصناعية.
وعلى الرغم من صعوبة تحقيق ذلك على أرض الواقع، فإن الابتكار التكنولوجي السريع قد يحقق المستحيل.
بالتالي، سيحسم التحول نحو التقنيات النظيفة والذكاء الاصطناعي والاستدامة الجدل حول تحديد من سينجح في بلوغ “صفر كربون” ومن سيتأخر عن الركب.
المقال الأصلي: من هنـا