لا تكمن الصعوبة في معرفة مبادئ التمويل وإنما في تطبيقها، والتطبيق هو العقبة الكؤود التي تقف أمام جميع رواد الأعمال؛ إذ إن أغلب الناس قد يعرفون القواعد النظرية لكن التطبيق هو المحك الأساسي الذي يتبين وفقًا له النجاح والفشل.
باختصار يمكن القول إن التمويل عبارة عن ذاك النظام المالي الذي يعني بإدارة الأموال بكفاءة، وفي أبسط مفاهيمه هو عادةً ما يتم تصنيفه على أنّه أحد فروع الاقتصاد التطبيقي.
يهتم بالتمويل بكل من يمتلك دراية كافية بمبادئ الاقتصاد والمفاهيم والمصطلحات المالية المختلفة، علمًا بأنه يشمل بعض المواضيع الأساسيّة، مثل: القروض، التوفير، وضع الميزانية، والاستثمار.. وغيرها.
اقرأ أيضًا: المستثمر الملاك.. شخصية تجلب النجاح
ما مبادئ التمويل؟
يوضح «رواد الأعمال» مبادئ التمويل على النحو التالي..
-
قوة المنتج
إذا قرر رائد الأعمال أن يتبع طريقة تمويل العملاء أو أن يحصل على تمويل ودعم من عملائه الحاليين أو المحتملين فليدرك أن الأمر ليس سهلًا أو ميسورًا، صحيح أنها طريقة ذكية ورائدة لكنها لا تصلح مع كل الشركات ولا المنتجات.
إن المنتج القوي والجاذب والمميز، والذي يسد فجوة حقيقية في السوق، أحد مبادئ التمويل، وهو وحده القادر على جلب العملاء إليك وجذبهم، ليس لاستهلاك منتجك فحسب وإنما لتمويلك ومنحك بعض الأموال.
إذًا يجب أن يكون المنتج قويًا ويمكنه أن يصنع علامة فارقة، ويقدم قيمة مضافة للعميل حتى يقتنع بدفع بعض الأموال مقدمًا، أو يدفع الثمن كله قبل الحصول على هذا المنتج. ذاك هو أول مبدأ من مبادئ التمويل؛ فلا تذهب إلى مستثمر تطلب منه تمويلًا ومنتجك ضعيف أو لا يقوى على المنافسة في السوق.
اقرأ أيضًا: ما هي عيوب القروض؟
-
تقييم الفكرة أو المشروع
ذاك مبدأ آخر من مبادئ التمويل؛ فعندما يفكر أي ممول في الاستثمار بمشروع ما وتمويله فإنه يقيّم الفكرة في البداية بناء على العديد من العوامل والتي تشمل: قيمة النشاط التجاري وفقًا للأداء المتوقع مستقبلًا، ومعدل العائد المتوقع للممول بالمقارنة بحجم المبلغ المستثمر، وما مقدار الحصة التي سيتملكها بالمقارنة بما سيدفعه؟
والعائد هو أهم ما ينظر إليه الممول عند تقييم المشروع وقت الأزمات، وهذا العامل قد يكون نهاية المشروع في ظل وقت الأزمات، خاصة أن كثيرًا من المستثمرين يفقدون الرغبة في تمويلات جديدة وتركيز رؤوس الأموال المغامرة على دعم استثماراتهم.
وفي أغلب الأحوال يموّل المستثمرون أنشطة ومشروعات جديدة عن طريق شراء أسهم، ولكن هذه الرغبة تنخفض أيضًا في وقت الأزمات؛ لأن النسبة الكبرى من ممولي الشركات عن طريق الأسهم -كمثال- يبيعون أسهمًا انخفض سعرها من أجل شراء أسهم جديدة في شركات أخرى، ولكن أوقات الأزمات يبتعد المستثمر عن شراء أسهم جديدة تخوفًا من انخفاضها أيضًا.
لذا عليك إدراك أن التقييم أحد مبادئ التمويل الأساسية، فلن تحصل على تمويل بدون إخضاع مشروعك لتدقيق شديد من نواحٍ شتى.
اقرأ أيضًا: متى تطلب تمويلًا لمشروعك؟
-
التمويل نشاط لاحق
من ضمن مبادئ التمويل الأساسية عدم التفكير في الحصول عليه بوقت مبكر؛ فعادة ما لن يوافق الممولون على ذلك، أطلق مشروعك أولًا ثم أثبت نجاحًا، ولا مانع بعدها من الذهاب إلى خيار التمويل.
ولكن إذا كنت تتطلع إلى تنمية عملك للانتقال به إلى المستوى التالي فقد تحتاج إلى تمويل يمكّنك من تنفيذ خطط عملك. سواء كنت ترغب في زيادة المبيعات، أو توسيع نطاق منتجاتك أو خدماتك، أو الانتقال إلى أماكن عمل جديدة؛ أو تعيين المزيد من الموظفين، أو التوسع دوليًا، قد يساعدك قرض تمويل النمو.
ومهما كنت تخطط لتوسيع نطاق عملك فإن تمويل النمو المناسب لشركتك يساعدك في الاستفادة من الفرص الجديدة وجعل طموحاتك حقيقة. وإذا كانت تكاليف التشغيل اليومية لنشاطك التجاري مغطاة فقد يكون التمويل الخارجي هو الحل الذي تحتاجه للنمو. ستكون للعديد من هذه القروض أقساط شهرية ثابتة على مدى مدة القرض؛ ما يتيح لك التخطيط بسهولة أكبر لتمويل عملك أثناء نموك.
اقرأ أيضًا: تمويل الشركات الناشئة
-
ليس صعبًا أن تجد ما تحتاجه
من ضمن مبادئ التمويل الأساسية تعدد أشكاله وخياراته؛ فمهما كان ما تريده ستجد من يمولك بشرط أن تكون مقنعًا بطبيعة الحال.
ولكن من المهم -وأنت تفكر في مبادئ التمويل- أن تحيط بأشكاله وفروعه وتصنيفاته علمًا؛ فمن شأن ذلك أن يسهل عليك الحصول على رأس المال، بل سوف يساعده في معرفة الوقت الذي يجب أن تطلب خلاله المال، والوجهة التي عليك أن تسلكها.
ومن ثم يمكن القول إن معرفة مبادئ التمويل إحدى الخطوات الأولى والتأسيسية في عالم ريادة الأعمال، ومن دونها ستخبط خبط عشواء ولن تعرف يمينًا في هذا المجال من شمال.
اقرأ أيضًا:
الاستثمار الجريء في المملكة.. نجاحات مستمرة
القروض التمويلية.. حلول مالية مُهمة