وقع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يوم الجمعة الموافق 19 سبتمبر 2025 على قرار زيادة رسوم تأشيرة العمل بقيمة 100 ألف دولار ما أثار موجة من الغضب والانتقادات الواسعة في صفوف قادة التكنولوجيا. ورواد الأعمال والمستثمرين عبر منصات التواصل الاجتماعي.
أيضا، أعلن ترامب ومسؤولون آخرون في البيت الأبيض أن قرار زيادة الرسوم ينطبق على الشركات مقابل كل تأشيرة عمل مؤقتة من نوع H-1B، وهي التأشيرات التي تعتمد عليها شركات التكنولوجيا الكبرى مثل أمازون ومايكروسوفت وميتا.
وجدير بالذكر أن شركة أمازون تعتبر أكبر مورد لحاملي تأشيرات H-1B، حيث تجاوز عدد الموظفين الحاصلين على هذه التأشيرات 14,000 موظف حتى نهاية شهر يونيو.
كما تحل مايكروسوفت في المراكز التالية من حيث الاعتماد على الكفاءات الأجنبية عبر هذه التأشيرة. ما يؤكد الدور الحيوي الذي تلعبه برامج الهجرة في تزويد شركات التكنولوجيا الكبرى بالمهارات المتقدمة. للحفاظ على ريادتها في السوق العالمي.
وجاء هذا القرار بمثابة نقض للعهد بالنسبة لقطاع التكنولوجيا. حيث دفع الرؤساء التنفيذيون بملايين الدولارات في حملة إعادة انتخاب ترامب.
أيضا يرى قادة شركات التكنولوجيا أن الرسوم الجديدة ستضاعف التكاليف الإضافية على الشركات إلى ملايين الدولارات. كما ستؤثر بالسلب على الشركات الناشئة.
كذلك، أوضح البيت الأبيض أن الرسوم الجديدة لا تسري على حاملي التأشيرات الحاليين، بمن فيهم أولئك الذين كانوا خارج الولايات المتحدة وقت الإعلان. كما سيتم فرضها مرة واحدة فقط. وليست سنوية.
رد فعل شركات التكنولوجيا
وعلى الرغم من قوة العلاقات بين مديري هذه الشركات مع البيت الأبيض منذ عودة ترامب إلى منصبه، إلا إن بعض الأصوات البارزة في القطاع أعربت عن قلقها تجاه هذه الخطوة.
وقالت إيستر كراوفورد مديرة إدارة المنتجات في ميتا: “تكمن قوة أمريكا في قدرتها على جذب الأشخاص الأذكياء والطموحين من مختلف أنحاء العالم. المهاجرون ذوو المهارات العالية لا يأخذون منا شيئاً، بل يبنون معنا. وأضافت “بعض من أفضل زملائي في مسيرتي المهنية كانوا من حاملي تأشيرة H-1B”، في حين لم تصدر أمازون أو مايكروسوفت أو ميتا أي تعليق رسمي على القرار.
تأتي هذه الخطوة في إطار حملة إدارة ترامب لتشديد قيود الهجرة. بدءاً من تعزيز الأمن الحدودي وحتى مداهمات استهدفت في الغالب العمالة منخفضة المهارة. ومعظمها من المهاجرين غير النظاميين.
كذلك نفذت هيئة الهجرة والجمارك الأمريكية مداهمة لمصنع بطاريات في ولاية جورجيا مملوك لشركة هيونداي الكورية الجنوبية. ما أثار غضب المسؤولين في سيول.
عيوب ومميزات قرار زيادة رسوم تأشيرة العمل
علاوة على ذلك، أشار المحللون في قطاع الذكاء الاصطناعي إلى أن ارتفاع التكاليف سيضغط على الشركات ويخفض الكفاءات ما يؤثر على الانتاجية.
وذكرت تقاريرهم “عندما يصبح من المكلف للغاية جذب المواهب الأجنبية، وعندما يجبر بعض الطلاب الدوليين على مغادرة البلاد بعد التخرج فإن نزيف العقول سيؤثر سلباً على الإنتاجية”.
أيضا حذر خبراء الاقتصاد في بنك بيرنبرغ من تحميل عبئاً جديداً على سوق العمل الأمريكي بسبب زيادة رسوم التأشيرات العمل الذي لا يزال متأثراً بتداعيات السياسات التجارية.
أما على صعيد قطاع المطارات، تراجع بعض المسافرين عن السفر للخارج، في حين سارع آخرون بالعودة إلى الولايات المتحدة استجابة إلى نصيحة شركاتهم. ذلك قبل أن يصدر البيت الأبيض توضيحًا للقرار.
وفي السياق ذاته، قال أندرو نغ، مؤسس منصة ديب ليرنينغ AI،: “أتضامن مع جميع العائلات والأفراد الذين يعيشون حالة من القلق بشأن مستقبلهم عقب هذا الإعلان المفاجئ والفوضوي لتغييرات تأشيرة H-1B. وأضاف “كان على أمريكا أن تسعى لجذب المزيد من المواهب”
من يرحب بقرار زيادة رسوم تأشيرة العمل؟
من ناحية أخرى، لاقى القرار ترحيبا من بعض شخصيات بارزة، مثل غاري كوهن، نائب رئيس مجلس إدارة شركة IBM والرئيس السابق للمجلس الاقتصادي الوطني في البيت الأبيض خلال إدارة ترامب الأولى. واصفين الرسوم الجديدة بأنها “فكرة جيدة” ستساعد في جذب موظفين ذوي مهارات عالية.
أيضا يرى ريد هاستينغز، رئيس مجلس إدارة نتفليكس، القرار، أن ارتفاع تكلفة التأشيرات سيجعلها تقتصر على وظائف الشركات ذات قيمة عالية فقط.
ومع ذلك، توقع ديفيد سيدمان، رئيس قسم أمن المنصات في شركة Plaid، أن هذه السياسة ستتسبب في انسحاب واحدة من كبرى شركات التكنولوجيا من سوق العمل الأمريكي. والتوجه إلى توسيع وجودها في الهند أو كندا.
المصدر: رويترز