يأتي كتاب “125 فيتامين في القيادة”، لمؤلفه غزاري أحمد؛ على شكل كبسولات مركزة تساعد القادة في فهم نظريات وممارسات القيادة بشكل مركز ومختصر وبأسلوب سهل يمكن استيعابه بشكل سريع والتطبيق فورًا بعيدًا عن النظريات المعقدة والطويلة، تماشيًا مع إيقاع العصر السريع.
وفي تصريحات حصرية لـ “رواد الأعمال” قال غزاري أحمد: “الكتاب صغير في حجمه كبير في مضمونه، ويمكن حمله معك أينما ذهبت، فهو رفيق درب يرشدك إلى سلوك القيادة الفعالة بأسلوب سهل وعبارات قصيرة أشبه بالفقرة المركزة حول محور محدد من محاور القيادة وكيفية تفعيل دورك كقائد”.
وأضاف أن الفكرة الرئيسية التي يريد إيصالها لرائد الأعمال هي أن القيادة لا تأتي من المنصب والسلطة، وسياسة العقاب والثواب ليست هي أسلوب القيادة الفعالة؛ بل هناك عشرات الوسائل الأخرى التي لا تحتاج إلى المنصب وتعتمد على إثارة الدوافع الداخلية للمرؤوسين واحتوائهم وتمكينهم عبر شخصية القائد وسلوكه، وبذلك يستطيع القائد استخراج أفضل ما لديهم وزرع الولاء والانتماء فيهم وتمكينهم؛ ليصبحوا مبدعين وقادة فاعلين لا خاملين”.
الفرق بين القيادة والإدارة
وأوضح أنه لا بد أن نفرق هنا بين القيادة والإدارة؛ لأن هناك خلطًا كبيرًا بينهما والكثير يعتقد أنهما أمر واحد. والحقيقة أن هناك فرقًا كبيرًا بين المفهومين رغم التداخل في بعض جوانبهما، مفيدًا أن هناك ثلاثة اتجاهات عند علماء الإدارة في هذا الصدد:
الاتجاه الأول يرى أن القيادة والإدارة شيء واحد لا فرق بينهما. والتركيز هنا على تحقيق الأهداف من خلال البشر عبر نظام صارم.
الاتجاه الثاني يرى أن الإدارة شيء والقيادة شيء آخر. والإدارة تركز على النظام والهياكل التنظيمية واللوائح والأهداف وكيفية سير العمل ومتابعته أما القيادة فتركز على البشر والنواحي السلوكية الإنسانية فيهم.
والاتجاه الأخير يرى أن بينهما تداخل. فالنظام الذي تضعه الإدارة هو في الأصل من فكر البشر والتنفيذ وتجسيد الأفكار على أرض الواقع سيكون في النهاية بواسطة البشر، وبالتالي لا يمكن الفصل بين الإدارة والقيادة.
وفي الختام شدد غزاري أحمد على أن الإدارة تركز على العمل بالطريقة الصحيحة والنظام والعلاقات الرسمية لتحقيق الأهداف، بينما القيادة تركز على العلاقات الإنسانية وإيجاد بيئة معنوية ومادية صحيحة ترفع بها معنويات العاملين ودفعهم لبذل المزيد من الجهد في سعادة تامة لتحقيق رؤية المنظمة بطرق إبداعية فعالة، ونحن بحاجة للإدارة والقيادة، فلا يمكن لقطار النجاح أن يسير إلا بهما معًا.
وحتى يغير القائد مصير المنظمة ويخرجها من الفشل إلى النجاح عليه أولًا تحليل الوضع الراهن لمنظمته والبيئة التنافسية والاقتصادية حوله، ووضع تصور للمستقبل ورسم الخطط اللازمة للوصول إلى مبتغاه عبر بناء فرق عمل فعالة.
والنصيحة الجوهرية هنا لرواد الأعمال هي عدم الاندفاع بحماس دون الاستعانة بمنطق الموضعية، ويأتي ذلك بتتبع أساليب القيادة الفعالة مع رسم خريطة الطريق عبر نظام واضح وتهيئة بيئة اجتماعية ومادية فعالة.
اقرأ أيضًا:
الدروس المستفادة من كتاب ستيف جوبز.. المُعلم الأفضل
كتاب Beating Burnout at Work.. ظاهرة الاحتراق الوظيفي والتغلب عليها
كتاب The Mom Test.. اختبار جدوى الأفكار
كتاب “تجربة العميل”.. دليل إرشادي لرواد الأعمال
كتاب Emotional Intelligence.. درء تعارض العقل والشعور