لن تجد أفضل من “وارن بافيت” إذا كنت تبحث عن الثراء أو الحرية المالية. لزيادة دخلك، قد تشعر بأنك مضطر إلى تولي عدد من الأعمال الجانبية. أو البحث عن وظيفة جديدة براتب أعلى. لكنك قد تحتاج فقط الاستماع لنصائح شخص يعرف جيدًا كيفية التعامل مع هوامش الربح.
هذا الوصف يلخص تمامًا وضع وارن بافيت، «عراف أوماها» ورابع أغنى شخص في العالم حاليًا بثروة صافية تقدر بـ 162.1 مليار دولار.
كما يتمتع “بافيت” بموهبة استثنائية، وبينما يعد أكبر مساهم في شركة بيركشاير هاثاواي الشهيرة. فإنه يشارك أيضًا نصائح مالية بسيطة يمكن لأي شخص الاستفادة منها.
نصائح وارن بافيت الخالدة
لقد تركت مسيرة “بافيت” التي تمتد لأكثر من 60 عامًا بصمات واضحة في عالم التمويل الشخصي. من خلال أقواله المأثورة ونصائحه الدائمة الصلاحية. إليك أبرزها:
1. ابدأ صغيرًا وكن صبورًا
«يجلس شخص اليوم في الظل لأن شخصًا آخر زرع شجرة منذ وقت طويل».
لم يبدأ “بافيت” بملايين الدولارات للاستثمار. ولا بمنصة على وسائل التواصل الاجتماعي لبناء ثروته كمؤثر في مجال الاستثمار. يصف بداياته بأنها «العمل بمبلغ صغير جدًا جدًا». حيث كان يختار شركة صغيرة واعدة ويستثمر في نموها.
يعتقد وارن بافيت، أن حرية اختيار الشركات الصغيرة تجعل الاستثمار على نطاق ضيق قويًا. والأهم من ذلك، أن أي شخص يمكنه اتباع هذه النصيحة. اختر شركة ميسورة السعر تؤمن بقدرتها. ثم انتظر حتى تؤتي ثمارها وتحقق أرباحًا كبيرة.
قال بافيت في الاجتماع السنوي لبيركشاير هاثاواي عام 2001:
«أعتقد أنه إذا كنت تعمل بمبلغ صغير من المال، يمكنك تحقيق مبالغ كبيرة للغاية».
2. استثمر في صناديق المؤشرات
يقول بافيت:
«في رأيي، بالنسبة لمعظم الناس، أفضل شيء يمكن القيام به هو امتلاك صندوق مؤشر إس آند بي 500».
في عصرنا هذا، يمكنك تحقيق دخل سلبي من مصادر أكثر من مجرد رعاية الحيوانات أو التسويق بالعمولة. كما يمكنك أن تعمل بذكاء، لا بجهد أكبر. وأن تتعلم أساسيات الاستثمار من “بافيت” نفسه. فإذا كنت تبحث عن أبسط طريقة للاستثمار. فهو يوصي بصندوق المؤشر.
صناديق المؤشرات هي استثمارات تتبع أداء مؤشر سوق معين. يمثل جزءًا محددًا من سوق الأسهم. ومؤشر ستاندرد آند بورز 500، مثال واضح على ذلك.
كما يضم مؤشر إس آند بي 500 نحو 500 شركة من قطاعات صناعية رائدة. وبفضل هذا التنوع. فإنك لا تربط أموالك بجزء صغير من الاقتصاد. يحب وارن بافيت هذه الطريقة للمستثمرين العاديين لأنها بسيطة وفعالة في توزيع الأموال.
كما يعزز هذه الفكرة اقتباسه الشهير:
«القاعدة الأولى في الاستثمار هي ألا تخسر المال. والقاعدة الثانية هي ألا تنسى القاعدة الأولى. وهذه هي كل القواعد».
3. اشترِ السندات
يقول عراف أوماها الحكيم:
«ضع 10% من السيولة في سندات حكومية قصيرة الأجل».
إذا كنت تبحث عن استراتيجيات استثمارية، فلماذا لا تفعل ما يفعله وارن بافيت بأمواله؟ ففي عام 2013، قال للمساهمين إنه وجه المسؤول عن وصية زوجته بتوزيع الأموال بنسبة 90/10: 90% في صندوق إس آند بي 500 و10% في السندات الحكومية.
كما توفر الحكومة الأمريكية نوعين من السندات: سندات الخزانة وسندات الادخار. تبدأ تكلفة سندات الخزانة من 100 دولار. في حين تبدأ سندات الادخار من 25 دولارًا فأكثر.
4. افهم استثماراتك
يقول بافيت:
«المخاطر تأتي من عدم معرفة ما تفعله».
المعرفة هي القوة عندما يتعلق الأمر بأموالك. لا تحتاج إلى أن تعرف كل شيء عن السوق أو الصناعة التي تستثمر فيها من خلال المواقع والتطبيقات. فلو كان ذلك شرطًا، لما تمكن معظم الناس من الاستثمار.
ما تحتاج إليه هو فهم الأساسيات. لقد اتخذت الخطوة الأولى بالفعل بتعلمك عن صناديق المؤشرات والسندات. وإذا كانت لديك اهتمامات استثمارية أخرى. ابدأ بالبحث عنها. ويمكنك دائمًا استشارة مستشار مالي للمساعدة.
5. لا تتبع الحشود
يقول وارن بافيت:
«الصفة الأهم للمستثمر هي المزاج، لا الذكاء. تحتاج إلى مزاج لا يجد لذة كبيرة في أن يكون مع الحشد أو ضد الحشد».
لم يتخذ “بافيت” قراراته الاستثمارية يومًا من خلال اتباع الصيحات. لقد جنى المليارات من خلال العثور على شركات يؤمن بها. والاحتفاظ بأسهمه فيها طالما كان ذلك منطقيًا.
كذلك إذا كنت تفهم المنتجات في محفظتك الاستثمارية ولماذا هي ذكية. فلست بحاجة إلى مجاراة الاتجاهات السائدة.
6. احتفظ بسيولة نقدية
«عندما يحين موعد سداد الفواتير، فإن النقد هو وسيلة الدفع القانونية الوحيدة. لا تغادر المنزل من دونه».
يؤمن وارن بافيت، باستثماراته، لكنه يدرك أن السوق متقلب. ففي عام 2008، عندما كانت الشركات المنافسة تتعثر. ازدهرت بيركشاير؛ لأنها كانت تملك سيولة وفيرة.
كانت هذه الأموال على شكل معادلات نقدية، أي استثمارات قصيرة الأجل يمكن تسييلها بسرعة نسبيًا. مثل شهادات الإيداع وحسابات أسواق المال المتاحة في معظم المؤسسات المالية.
7. سدد ديون بطاقاتك الائتمانية
«ينبغي للناس ألا يستخدموا بطاقات الائتمان وكأنها حصالة يمكن نهبها».
عندما سألت صديقة “بافيت” عما يفعله بالمبلغ الذي حصل عليه. كانت تتوقع نصيحة استثمارية، لكنه قال لها أن تسدد بطاقاتها الائتمانية.
شرح “بافيت” أن بطاقات الائتمان تفرض معدلات فائدة مرتفعة. لذا؛ قبل أن تفكر في تأجير سيارتك للمعلنين أو المشي مع الكلاب أو تعبئة استبيانات عبر الإنترنت لكسب بعض المال الإضافي. قد تتمكن من توفير سيولة إضافية عبر الخروج من دوامة الديون.
8. فكّر في القيمة لا السعر
قال الملياردير الحكيم ذات مرة:
«السعر هو ما تدفعه؛ القيمة هي ما تحصل عليها».
في رسالة “بيركشاير” السنوية لعام 2008. استشهد “بافيت” بصديقه ومعلمه بن جراهام الذي كان يؤمن باختيار الاستثمارات بناءً على قيمة الشركة المستهدفة. وليس سعر السهم.
تبنى “بافيت” هذه الفكرة. فهو يحدد قيمة الشركة بناءً على مقدار الأموال التي ستدرها على المساهمين مستقبلًا. وليس على سعر الشراء الحالي. وينطبق هذا على كل شيء من أسهم آبل إلى هواتف آيفون.
السؤال ليس «بكم سأشتري؟» بل «ماذا ستحقق لي هذه القيمة؟»
9. اشترِ الجودة عندما تنخفض الأسعار
«سواء كنا نتحدث عن الأسهم أو الجوارب. أحب شراء السلع عالية الجودة عندما تكون مخفضة».
يمتد تقدير وارن بافيت، للقيمة إلى الصفقات الجيدة. فكلما استطاع أن يدفع أقل مقابل أصل عالي الجودة، كان أفضل. الجودة تظل أولوية. لأن الصفقة لا تكون جيدة إن لم تفدك لاحقًا.
أي شخص محب للعروض يمكنه تبني هذه النصيحة: لست مضطرًا لشراء منتجات رخيصة لتوفير المال. بل ابحث عن منتجات جيدة واشتريها عند الخصم.
10. اغتنم الفرص
«الفرص نادرة. عندما تمطر ذهبًا. أخرج الدلو، لا الكشتبان».
يحب معجبو وارن بافيت هذا الاقتباس لأنه تذكير سهل بأن السوق لا يقدم لك «الظروف المثالية» كثيرًا، لذا؛ يجب أن تكون متيقظًا لها. وعندما تأتي هذه اللحظات، فهي «تمطر ذهبًا».
كذلك حين يرى “بافيت” الفرص، يشتري أكبر عدد ممكن من الأسهم ذات القيمة الجيدة. ولا يزال يركز على القيمة طويلة الأجل. لكنه قد يدفع أكثر من المعتاد للاستفادة من هذه اللحظات.
11. احتفظ بهامش أمان
«لا تحاول قيادة شاحنة وزنها 9800 رطل على جسر كتب عليه: السعة 10,000 رطل. سر قليلاً وابحث عن جسر كتب عليه: السعة 15,000 رطل».
هامش الأمان هو الفرق بين سعر بيع السهم وقيمته التقديرية. وقد لا تقوم بهذا الحساب كمستثمر مبتدئ، لكنه مبدأ مهم.
افترض أنك تملك 1000 دولار متبقية شهريًا بعد دفع الفواتير. تعلم أن الاستثمار يعطي عوائد محتملة أعلى من حساب التوفير، لكنه أكثر خطورة. وبما أن لديك مدخرات لا تغطي سوى نصف نفقات شهر. لا يمكنك تحمل هذه المخاطرة. فتضع المال في التوفير لزيادة هامش الأمان.
12. ركز على اللعبة لا على النتيجة
«الفوز في الألعاب يتحقق من قبل اللاعبين الذين يركزون على ساحة اللعب — لا أولئك الذين تبقى عيونهم على لوحة النتائج».
كما قدم “بافيت” في رسالته للمساهمين عام 2013 عدة قواعد أساسية. منها هذه القاعدة التي تعد بشرى سارة للمدخرين والمستثمرين العاديين.
لا تحتاج إلى مراقبة الأسعار بدقة أو التحقق منها يوميًا. يكفي أن تحافظ على وسادة أمان وتفكر على المدى الطويل.
وإذا لم تكن واثقًا من الإستراتيجية طويلة المدى. فهناك وسطاء ومستشارون ماليون لهذا الغرض، بل يمكنك التسجيل مع «مستشار آلي» عبر الإنترنت يدير محفظتك بناءً على أهدافك.
13. اجعل الأمور بسيطة
«لست بحاجة إلى أن تكون خبيرًا لتحقق عوائد استثمارية مرضية. اجعل الأمور بسيطة ولا تطمح لتحقيق ضربات كبرى. وعندما يُوعدك بأرباح سريعة، قل لا بسرعة».
يختتم وارن بافيت بهذه النصيحة الجوهرية للمستثمرين المبتدئين. بتوقعات واقعية ومحفظة منطقية تتناسب مع مستوى خبرتك. يمكنك تحقيق نتائج جيدة.
السر هو أن تكون مثل السلحفاة لا الأرنب. تجنب خطط الثراء السريع، وثق بالتقدم البطيء والثابت للسوق.
أخيرًا لقد نجحت هذه الإستراتيجية مع وارن بافيت، وهذا وحده توصية قوية.
المصدر: (هنـــــــــــــا)