تصدّرت ساناي تاكياتشي السباق الذكوري على زعامة الحزب الحاكم في اليابان اليوم السبت؛ لتصبح في موقع يؤهلها لأن تحذو حذو بطلتها السياسية، رئيسة الوزراء البريطانية السابقة مارغريت تاتشر. وتصبح أول امرأة تتولى رئاسة الوزراء في بلادها.
كما يرى محللون سياسيون أن فوز تاكياتشي التي تميل إلى السياسات المالية التوسعية قد يهز ثقة المستثمرين في واحدة من أكثر الاقتصادات مديونية في العالم. بينما قد تثير مواقفها القومية توترات مع الجار الصيني القوي.
حقيبة مهام “تاكياتشي”
كما فتحت الباب أمام احتمال إعادة التفاوض على اتفاق استثماري مع الولايات المتحدة كان قد خفف الرسوم الجمركية القاسية التي فرضها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على السلع اليابانية.
بعد خسارتها في جولة الإعادة أمام شيجيرو إيشيبا على زعامة الحزب الديمقراطي الليبرالي العام الماضي. ستسعى “تاكياتشي” (64 عامًا) الآن إلى الحصول على موافقة البرلمان لتولي منصب رئيس الوزراء.
ومن المتوقع أن يتم ذلك نظرًا لكون الحزب الديمقراطي الليبرالي الأكبر في البرلمان. رغم أن الأغلبية لم تعد مضمونة بعد الخسائر الانتخابية الأخيرة في عهد إيشيبا.
كما أن استضافة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في اليابان في وقت لاحق من هذا الشهر، ستكون على الأرجح من أولى خطواتها كزعيمة جديدة.
وقالت ساناي تاكياتشي في خطاب أمام نواب الحزب عقب فوزها:
«بدلًا من الشعور بالسعادة. أشعر أن العمل الصعب يبدأ من هنا».
ساناي تاكياتشي عن قرب
نشأت تاكياتشي في نارا غرب اليابان، حيث كانت والدتها شرطية ووالدها يعمل في قطاع السيارات الحيوي. وتخرّجت من جامعة كوبي في إدارة الأعمال، ثم عملت زميلة في الكونغرس الأمريكي قبل أن تدخل المعترك السياسي الياباني عام 1993، وتنضم إلى الحزب الديمقراطي الليبرالي في 1996.
كما أن “تاكياتشي”، وهي وزيرة سابقة للأمن الاقتصادي والداخلية، لطالما اعتبرت تاتشر مصدر إلهام لها. مشيدة بقوة شخصيتها ومواقفها الثابتة مقترنة بـ«دفئها الأنثوي». وقد التقت “تاتشر” قبل وفاتها في 2013 خلال ندوة.
كما أن “تاكياتشي” معروفة بحبها للغناء والعزف على الطبول وموسيقى الهيفي ميتال. وهي مواظبة على زيارة ضريح ياسوكوني المثير للجدل، الذي ينظر إليه في آسيا بوصفه رمزًا للماضي العسكري الياباني.
كذلك تؤيد “تاكياتشي” تعديل الدستور السلمي لما بعد الحرب للاعتراف بدور الجيش المتنامي. واقترحت هذا العام أن اليابان يمكن أن تشكّل «تحالفًا شبه أمني» مع تايوان.
ورغم تعهدها بزيادة عدد الوزيرات في الحكومة. إلا أن استطلاعات الرأي تشير إلى أن مواقفها المحافظة تلقى صدى أكبر لدى الرجال مقارنة بالنساء.
ماذا عن الاقتصاد؟
اقتصاديًا، تُعد ساناي تاكياتشي من أبرز المؤيدين لسياسات «آبينوميكس» التحفيزية التي انتهجها رئيس الوزراء الراحل شينزو آبي.
كما تدعو إلى زيادة الإنفاق وخفض الضرائب للتخفيف من أعباء المعيشة. كذلك انتقدت قرار بنك اليابان رفع أسعار الفائدة.
المصدر (رويترز)