أيهما أفضل العلامات التجارية الوطنية أم الأجنبية؟
هذا السؤال كان من الضروري طرحه؛ للوقوف على واقع الامتياز التجاري (الفرنشايز) بالمملكة، ومعرفة ميول رواد الأعمال والمستثمرين العاملين في مجال الفرنشايز والراغبين في خوض غماره، والأهم هو الإجابة على التساؤلات المتعلقة بمواطن القوة والضعف في كلا العلامتين، ما نضعه أمام صناع القرار والداعمين لعلاماتنا الوطنية، التي بها يزدهر الاقتصاد الوطني، ولعل عبقرية رؤية 2030 تجلت في الالتفات لقطاع الفرنشايز ودعم العلامات الوطنية السعودية، وحثها على اقتحام الأسواق الخارجية.
وقد أفاد الاستطلاع الذي طرحناه مع خبير الامتياز التجاري د. محمد دليم القحطاني على الجمهور من خلال “تويتر”، والذي شارك فيه 3351 مشاركًا، أن 64% يفضلون العلامة الأجنبية بينما انحاز 36 % للعلامة الوطنية، فما هي مبررات كل فريق، وكيف ينظر الخبراء ومستشارو الامتياز التجاري إلى هذه النتيجة؟.
آل السليس: غياب الصبغة الدولية عن العلامة التجارية يضعف ثقتها لدى المستثمر
ويقول ياسر آل السليس؛ خبير الفرنشايز: هناك فارق كبير بين المانح الذي لديه خبرة دولية، وبين المانح ذي الخبرة المحلية، فالامتياز المحلي الذي لايملك خبرة دولية يًعد فرنشايز ناشئًا تنقصه الخبرة في إدارة النشاط ومتابعته على مستوى جغرافي وديموغرافي مختلف.
ويرى “آل السليس”أن الفرنشايز الأجنبي أكثر نضجًا من عدة نواحٍ : التأسيس، التشغيل، المتابعة والتطوير، كما أن أغلب العلامات المحلية التي تقوم ببناء نماذج الفرنشايز لا تأخذ بعين الاعتبار التوسع الدولي،معالاقتصار على تطوير نموذج الفرنشايز محليًا، مشيرًا إلى أن المستثمر ليس بالضرورة أن يكون محليًا،فقد يكون الراغبفي اقتناء هذا الفرنشايز أجنبيًا، كما أن غياب الصبغة الدولية عن العلامة يجعلها أقل احترافية ونضجًا وثقة ورغبة بالنسبة للمستثمر، مؤكدًا أن الفرنشايز يكتسب صبغة دولية إذا كان نموذج التشغيل الخاص بإدارة امتيازات الممنوحين مبنيًا على معايير دولية، وليست محلية.
عبدالله الشهري: منتجات العلامات الوطنية أكثر ملاءمة لذوق المستهلك المحلي
ويرى عبدالله الشهري؛ الشريك المؤسس للعلامة الوطنية “تشيكن باشا” أن الآونةالأخيرة شهدت ظهور علامات تجارية وطنية تفوقت على الأجنبية،بل أزاحت علامات أجنبيةمنافسةمن السوق المحلي؛ وذلك لملاءمةمنتجات العلامات الوطنيةلذوق ورغبة المستهلك المحلي، مؤكدًا أن نجاح تلك العلامات يرجع إلى قدرتها على صياغة ملفات الفرنشايزبالمعايير الدولية الصحيحة لنظام الفرنشايز،ووجود هدف فعلي للانتشار عالميًا.
محمد الدهيسي: خبرة ودعم المانحترجح كفة الفرنشايز الأجنبي
وقال رائد الأعمال محمد الدهيسي: إن الخبرة والدعم المقدمين من المانح الأجنبي ترجح كفة الفرنشايز الأجنبي، مؤكدًا وجود كثير من العلامات الوطنية الجيدة، لكن ينقصها أمور كثيرة في مجال الفرنشايز، وكذلك نوعية القطاع.
ويأمل الدهيسي أن تصبح العلامات الوطنية في نفس كفاءة وجودة العلامات الأجنبية، مشيرًا إلى أنه في السعودية مثلًا يفضل أغلب رجال الأعمال أن يكون هو المالك والمشغل لعلامته التجارية،وقد يكون السبب العوائد الجيدة أو عدم اقتناعه بالفرنشايز وأهميته، أو عدم وضوح القوانين المنظمة، لدرجة أننا نجدعلامات وطنية فتح فروعًالها في دول أخرى بنفسها.
خالد الشمري: العلامة الوطنية مناسبة للمبتدأ لخوض تجربة جديدة مع العلامة التجارية
ويفضل رائد الأعمال خالد الشمري، أن يؤسس رواد الأعمال علامات وطنية، بتفكير خارج الصندوق أو لأسباب أخرى ذكية،مشيرًا إلى أن الفرنشايز الأجنبي عادةً ما يكون قديمًا؛ وبالتالي كون لدى المستهلكين صورة ذهنية واسعة عنه وعرفوا عيوبه ومزاياه،بخلاف تكلفة العلامة التجارية التي يتحملها الممنوح والمكلفة نوعًا ما، بعكس الفرنشايز المحلي أو الوطني فتكون الصورة الذهنية – نسبيًا – محدود الانتشار، وهنا تكون فرصة لمن أراد النهوض بعلامة تجارية؛لتطوير منتجه بإدخال أفكار جديدة واستحداث أساليب لتسويق علامته التجارية المحلية.
وينصح الشمري” المستثمرين المبتدئين بالحصول على علامة وطنية، مشيرًا إلى أن العلاماتالوطنية أكثر مناسبة للمستثمر المبتدأ لخوض تجربة جديدة مع العلامة التجارية.
تابع الملف :