حوار/ هدى السهو
منذ عام 2015 وهو يبحث عن حل لتذليل التحديات التي تواجه مشروعه في توصيل الزهور إلى العملاء؛ إما لمشاكل يواجهها في التوصيل، أو لارتفاع تكلفة التوصيل لضعفي سعر المنتج؛ حتى نجح في تأسيس مشروع “توصل كوم” الذي حقق نجاحات طيبة في مجال الخدمات اللوجستية في ظل جائحة كورونا؛ لذا كان حوارنا مع رائد الأعمال الشاب؛ خالد العمرود حول تجربته من بدايتها، وكيف نجح في تذليل ما واجهه من تحديات؟
- متى أسست مشروع “توصل كوم”؟
بدأت الفكرة في عام 2015؛ حيث قررت تأسيس مشروع في مجال الخدمات اللوجستية، فواجهت تحديات قانونية واشتراطات صعبة وكثيرة؛ إذ لم يكن مسموحًا إلا للشركات ذات الضمانات البنكية، لكن في عام 2017م اتضحت الرؤية أكثر وواصلت التجارب، وقررت أن أعد نموذج العمل وأبدأ في تأسيس مشروعي.
- من أين أتت فكرة المشروع؟
جاءت فكرة المشروع أثناء عملي التقليدي في عام 2015م؛ إذ كان لدينا محل زهور، وكنا نحتاج إلى توصيلها إلى أماكن العملاء، فكنا نعاني في عملية التوصيل، فكنا نطلب من شركات التوصيل العالمية، وكانت ترفض، فكانت قيمة الزهور لا تتعدى 70 ريالًا، بينما يكلفنا توصيلها 150 ريالًا!
وللتغلب على ذلك، كنت أتولى توصيل الطلبات بنفسي، أو من خلال سائقي الخاص، فواجهنا تحديات كبيرة جدًا، فكانت شركات التوصيل تشترط اشتراطات صعبة، أنا أتكلم عن عام 2015م؛ أما في الوقت الحالي فقد أصبحت الأمور أسهل.
فاطمة العقيل الرئيس التنفيذي لـ”سياج”: جائحة كورونا تزيد من حالات القرصنة والهجمات السيبرانية
الميل الأخير
- ما هي الخدمات التي يقدمها المشروع للمستفيدين؟
نقدم حلول التوصيل “الميل الأخير” للشركات الناشئة في عملية التجارة الإلكترونية والخدمات اللوجستية عمومًا، وفي المرحلة الحالية نخدم 13 منطقة رئيسة، ثم بعد ذلك سوف نتوسع للمحافظات، ثم القرى.
- ما سبب دخولك هذا المجال؟
كان دافعي لدخول مجال التجارة الإلكترونية، وجود فجوات ومتاعب كبيرة جدًا لتوصيل المنتجات للعملاء؛ لذا فكرت في ابتكار حل لهذا القطاع بـ (الميل الأخير) للتوصيل؛ إذ أكملت رحلة الابتكار في منصة الأعمالi-be وخرجت بنموذج عمل نسأل الله أن يوفقنا فيه.
أحمد المحيسني مؤسس “إزهلها”: خدمنا 8 ملايين عميل في 4 سنوات.. ولدينا 182 ألف فزاع
تقمص شخصية العميل
- كيف تقيم تجربتك في سوق التوصيل؟
امتدت تجربتي في سوق التوصيل إلى 4 سنوات، فكنت أمثل وأتقمص دور السائق “مندوب التوصيل”، وتقمصت شخصية العميل نفسه، وتقمصت دور الشركة التي تعد المنتجات حتى توصلها للمستفيد، فاكتشفت أسرارًا وأشياء، لولا اطلاعي عليها ما وصلت لهذه الحلول.
كذلك، جربت أن أبيع، وجربت أيضًا أن أكون عميلًا فطلبت أشياء كبيرة وصغيرة، وحاولت قدر الإمكان معرفة المتاعب في وصولها؛ حتى اكتشفت أسرارً في هذا المجال؛ مثل التحديات التي يواجهها السائق، والتي غالبًا مالا تعرف عنها الشركات شيئًا كما في الواقع، والحاجة إلى حلول سواء كانت قانونية أو إدارية توصلت إليها بنزولي للميدان.
- ماذا عن الفئات المستفيدة من المشروع؟
الفئات المستفيدة الشركات الناشئة والأسر المنتجة، فالأخيرة لا تملك سجلات تجارية، بينما تطالبها الشركات الكبيرة بها مع صورة من الهوية، علاوة على اشتراطات قانونية لتقديم الخدمة، بينما في تطبيقنا نطالبهم فقط بتحديد الموقع، ومعلومات العميل؛ لإيصال الطلب له بكل سهولة، لكننا لا نوصل الطعام، بل المنتجات فقط.
عمر ملائكة مؤسِّس “كوانتم”: التجارة الإلكترونية ستصبح عاملًا أساسيًا في نمو اقتصاد المملكة
مستقبل التجارة الإلكترونية
- كيف ترى مستقبل التجارة الإلكترونية والخدمات اللوجستية بالمملكة؟
تتطور مملكتنا الحبيبة بفضل الله تعالى، ثم بفضل خادم الحرمين الشريفين، وصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان، الذي دشن في 28 يناير 2019م برنامج تطوير الصناعات والخدمات اللوجستية؛ أحد أهم وأكبر برامج رؤية 2030 من حيث التأثير الإيجابي في الاقتصاد؛ إذ للمرة الأولى في تاريخ المملكة يصمم برنامج تنموي واحد، يهدف إلى التكامل بين القطاعات الأربعة: الصناعة، والطاقة، والتعدين، والخدمات اللوجستية.
- ما أبرز التحديات التي واجهتكم كمستثمر بهذا القطاع؟
هناك تحديات معقدة في مجال التجارة الإلكترونية، خاصة في مجال الخدمات اللوجستية؛ كونه عصب التجارة الإلكترونية. وأرى أن خدمات التوصيل والمنظومة اللوجستية ككل بحاجة لهيكلة وأسس واضحة؛ فالخدمات اللوجستية هي الركيزة الأولى لبناء اقتصاد يخدم المملكة ورؤيتها ويزيد من قدراتها على تحقيق أهدافها وطموحاتها.
ومن التحديات: التشريعات والأنظمة والجهات ذات الاختصاصات المتداخلة؛ فلدينا وزارة النقل وهيئة الاتصالات، بينما نحتاج إلى تسهيل الإجراءات بشكل سريع دون تعقيد، وتوحيد منصة إلكترونية واحدة تخدم الخدمات اللوجستية وتربط بين القطاعات الأخرى.
عبدالله السعدي مؤسس “تيكر”: 3 إجراءات تساعد المطاعم على مواجهة جائحة كورونا
جائحة كورونا
- كيف ترى العمل في التجارة الإلكترونية والخدمات اللوجستية خلال “جائحة كورونا”؟
قطاع التجارة الإلكترونية معروف أنه سريع بشكلٍ مبهر؛ لذا لم يعد التحول الإلكتروني خيارًا لأي أحد، فجائحة كورونا كانت امتحانًا كبيرًا لكافة القطاعات، وخاصة اللوجستي (سلاسل الإمداد والتوريد)، فما من أحد إلا واشتكي من تأخر شحنة ما، وهذا درس كبير أعتقد أنه كافٍ للانتباه لهذا القطاع الذي يُعد عصب التجارة الإلكترونية.
- هل يحتاج دخول هذا المجال إلى رأس مال كبير؟
أغلب دراسات جدوى المشروعات اللوجستية تعطي مؤشرًا قويًا لرأس المال، لكن دائمًا ما أقول لأصدقائي من رواد الأعمال: من يرغب في تأسيس مشروع، أنصحه بالدخول بذكاء، وتصميم وابتكار خدمات ترضى الشريحة المستهدفة.
علي آل محسن: منصة “عاين” هدفها تخفيف المخاطر والمحافظة على الثروة العقارية
النجاح في الابتكار
- بم تنصح من يود دخول هذا المجال؟
السوق السعودي كبير وواعد، ومحاولة تقليد ونسخ أي مشروع أمر سهل جدًا؛ لكنَّ النجاح يكمن في الابتكار، فالقفز من فكرة جديدة إلى دخول السوق ليس سهلًا؛ لأن المسافة التي تفصل بينهما قصيرة ومعقدة ومكلفة.
ويدرك رواد الأعمال جيدًا أن آلاف المشاريع أفلست، رغم استنادها إلى أفكار جيدة؛ لذا بات الأمر اليوم محفزًا ومشجعًا لمزيد من الابتكار والاختبار لإطلاق مشروع تجاري ناجح.
- ما أبرز المجالات والمشاريع التي يحتاجها السوق الحالي؟
هناك العديد من القطاعات الواعدة؛ مثل الصحة والثقافة والترفيه والرياضة، والحج والعمرة، وقطاعات كثيرة تحتاج إلى الابتكار في المشاريع الريادية.
اختبر فكرتك
- هل من نصيحة لرواد الأعمال؟
أقول لرائد الأعمال: اختبر فكرتك من خلال حاضنات الأعمال، ثم قرر بعدها ما إذا كانت فكرتك ذات قدرة تجارية كافيه للانطلاق بها أم لا.
وعمل بذكاء وحذر؛ لأن هناك فرقًا بين الفكرة التجارية والفرصة التجارية؛ فالأخيرة تحمل إمكانية تجارية مقنعة يمكن تطبيقها، فاكتشافها لا يشكل ضمانًا للنجاح، بل احتمال لإنشاء مشروع تجاري ناجح، فاستفادتك من فرصتك التجارية لا تعتمد على امتلاكك للمهارات فقط، بل إلى الوصول إلى الموارد المناسبة أيضًا.
اقرأ أيضًا:
عبدالله الرشيد: “ياسلوك” يجمع بين الأطباء النفسيين والسلوكيين على المستوى العربي
مصعب فؤاد مؤسس “LOOK”: أسعى لتأسيس مشروع في مجال الشوكولاتة كعلامة تجارية جديدة
عبدالرحمن العليان: ريادة الأعمال في المملكة تتطلب تطوير الإيكو سيستم بشكل أكبر