مع احتفالات المملكة باليوم الوطني السعودي الـ95، يبرز البعد الرقمي كأحد أهم ملامح التحول الحضاري الذي تعيشه المملكة في ظل رؤية 2030. هذا اليوم لا يمثل فقط مناسبة للاحتفاء بالتاريخ والإنجازات الوطنية. بل يعد فرصة للتأكيد على مكانة المملكة كوجهة رقمية عالمية رائدة، تعزز الابتكار، وتستثمر في شبابها، وتفتح آفاقًا رحبة أمام المرأة السعودية للمشاركة الفاعلة في صناعة المستقبل.
وفي تصريح خاص لـ “رواد الأعمال” تحدثت فدوى البواردي؛ خبيرة التقنية وعلوم البيانات، عن دلالات اليوم الوطني من منظور رقمي. وأبرز التحولات التي يشهدها المشهد السعودي في مجالات الذكاء الاصطناعي والبيانات الضخمة.
اليوم الوطني السعودي 2025
تقول “البواردي”: “اليوم الوطني يعكس مدى التقدم الذي حققته المملكة في رحلتها نحو التحول الرقمي ضمن رؤية 2030. حيث يظهر حجم الإنجازات في تطوير البنية التحتية الرقمية، وتعزيز أمن المعلومات. وتوسيع الخدمات الحكومية الإلكترونية. إنه مناسبة غالية للاحتفال بالمنجزات والتأكيد على مواصلة الابتكار. بما يؤهل المملكة لبلوغ أعلى مستويات التنافسية العالمية في المجال الرقمي والتكنولوجي”.
الذكاء الاصطناعي والبيانات الضخمة
وحول أبرز المجالات التي أحدثت فيها المملكة نقلة نوعية باستخدام الذكاء الاصطناعي والبيانات الضخمة، أوضحت “البواردي”: “شهدت عدة قطاعات تحولًا نوعيًا، أبرزها الصحة من خلال تحسين التشخيص والرعاية، والتعليم عبر تخصيص المحتوى وتطوير المناهج، والطاقة عبر الإدارة الذكية للموارد. إلى جانب المدن الذكية والقطاع المالي. هذه المجالات تجسد كيف يمكن للتقنيات أن تغير نمط حياة المجتمع كذلك تدعم التنمية الاقتصادية المستدامة”.
الهوية الرقمية السعودية
وعن استثمار اليوم الوطني كمنصة لتعزيز الهوية الرقمية عالميًا، قالت: “يمكن للمملكة استثمار هذه المناسبة عبر فعاليات ومؤتمرات دولية. وحملات ترويجية تبرز إنجازاتها الرقمية. إلى جانب التعاون مع شركاء عالميين في مجال التقنية. كذلك، تسهم مشاركة قصص النجاح الوطنية وتقديم تجارب رقمية تفاعلية تعكس التراث والثقافة السعودية في ترسيخ مكانة المملكة عالميًا كمركز للابتكار”.
المرأة في التقنية
أما عن دور المرأة السعودية في المرحلة المقبلة، فأكدت “البواردي”: “أصبح للمرأة حضور محوري في قيادة مشاريع التقنية والابتكار، سواء في القطاع الحكومي أو الخاص. وهي تتولى اليوم أدوارًا قيادية مهمة. هذا الدور يتعزز مع المبادرات التي تدعم الريادة، بالإضافة إلى ذلك تمكين المرأة في مختلف المجالات التكنولوجية”.
علاوة على ذلك، تطرقت “البواردي” إلى أبرز التحديات قائلة: “من أبرزها المحافظة على خصوصية البيانات، وضمان التكامل بين الأنظمة، وتعزيز الأمن السيبراني. إضافة إلى توطين التقنيات واكتساب الخبرات المتقدمة. هذه التحديات، إذا ما أُحسن التعامل معها، تتحول إلى فرص كبرى لتعزيز مسيرة التحول الرقمي في المملكة”.
رسالة للشباب
وفي كلمتها للشباب السعودي الطامح للمساهمة في صناعة المستقبل الرقمي، وجهت “البواردي” رسالة ملهمة: “أنتم عماد المستقبل. بمواهبكم وإبداعكم تستطيعون إحداث فرق حقيقي. استثمروا في تعلم التقنية. وكونوا دائمًا على اطلاع بالتطورات، وشاركوا في المبادرات الريادية. لا تخشوا التحديات، فهي فرص للنمو والتعلم. وأنتم قادة الغد في عالم التقنية والابتكار”.
تقرير: منار بحيري