كشفت نتائج دراسات جديدة عن أن تعدد المهام لم يعد مهارة للتفاخر بها، وإنما يدعو للشعور بالقلق. فهو يؤدي إلى ارتكاب المزيد من الأخطاء وانخفاض درجة ذكاء الشخص البالغ لما يعادل ذكاء طفل عمره 8 سنوات.
أسطورة تعدد المهام
يعتقد معظمنا أن تعدد المهام جزء ضروري من الحياة وإلا كيف يمكننا تلبية متطلبات حياتنا المحمومة التي تجاوزت جدولتها؟ لكن الحقيقة هي أنه لا يمكنك أداء مهام متعددة حقًا (إنجاز أكثر من مهمة واحدة في وقت واحد).
تتضمن المهام التي يتم تنفيذها عمليات دماغية مختلفة. على سبيل المثال: إذا كنت تقرأ كتابًا يمكنك الاستماع إلى الموسيقى الكلاسيكية في وقت واحد، لكن إن كنت تستمع إلى الموسيقى باستخدام كلمات فلن تحتفظ بالقدر نفسه من المعلومات التي تقرأها. هذا لأن كلًا من قراءة الأغاني التي تحتوي على كلمات والاستماع إليها تنشط مركز اللغة في الدماغ، والذي لا يمكنه معالجة أكثر من مهمة واحدة في وقت واحد.
إننا لسنا متعددو المهام ولكننا ننتقل تمامًا من مهمة إلى أخرى مرارًا وتكرارًا. بقدر ما قد تشعر بأن لديك القدرة على قراءة بريدك الإلكتروني والتحدث على الجوال والمشاركة في دردشة على واتساب كلها مرة واحدة فهذا مستحيل حرفيًا. ما تفعله في الواقع هو ممارسة ألعاب متعددة من “الضوء الأحمر / الضوء الأخضر” في عقلك. ويُعرف هذا في علم النفس باسم “المهام المتسلسلة” وليس تعدد المهام.
سلبيات تعدد المهام
تظهر بعض الأبحاث التي أجرتها جمعية علم النفس الأمريكية أن تعدد المهام غير فعال؛ فعندما تبدّل من مهمة إلى أخرى (الضوء الأحمر / الضوء الأخضر) فإن الانتقال ليس عملية سلسة بل في الواقع يستغرق بعض الوقت. كم من الوقت؟ أظهرت الأبحاث أن تعدد المهام يستغرق ما يصل إلى 40 بالمائة من الوقت أكثر من التركيز على مهمة واحدة في كل مرة.
علاوة على ذلك أظهرت دراسة أجرتها جامعة ستانفورد الأمريكية أن أولئك الذين يعتبرون أنفسهم متعددي المهام عظماء ارتكبوا المزيد من الأخطاء، وتذكروا تفاصيل أقل واستغرقوا وقتًا أطول في الواقع لإكمال المهام أكثر من أولئك الذين لم يعتبروا أنفسهم متعددي المهام بشكل متكرر.
كيفية حل سلبيات تعدد المهام
ركز على مشروع أو نشاط واحد في كل مرة، ثم عليك التبديل إلى التالي عند الانتهاء. من المحتمل أن ترى زيادة في إنتاجيتك، وينتهي بك الأمر إلى توفير الوقت، بقدر ما قد يبدو ذلك غريبًا.
وبعد ذلك الحل مهمًا جدًا أيضًا بالنسبة للعلاقات. إذا كنت تقرأ بريدك الإلكتروني أثناء حديث شخص ما معك فأنت لا تستمع حقًا أو لا تحتفظ بما تقرأه. في كلتا الحالتين إنه ليس أمرًا جيدًا.
بعض من أنجح رواد الأعمال يخصصون أوقاتًا لفحص البريد الإلكتروني واستخدام وسائل التواصل الاجتماعي وإجراء المكالمات الهاتفية. إنهم يركزون على تلك المهمة ثم ينتقلون إلى المهمة التالية. في غضون ذلك يتم إغلاق كل ما لا يركزون عليه. لا توجد إشعارات بالبريد الإلكتروني طوال اليوم، ولا رسائل منبثقة على فيسبوك أو مكالمات للرد غير ضرورية، إلا إذا كان هذا هو وقت الاهتمام.
وفي النهاية نود أن نعرف منك: هل تعدد المهام قاتل للإنتاجية أم أنك الاستثناء؟
اقرأ أيضًا:
5 خطوات لتفويض المهام إلى فريقك بنجاح
تطبيقات تنظيم المهام.. أدوات تُعزز من الإنتاجية
ترتيب المهام الأسبوعية.. طرق لتحقيق الإنتاجية