على مدى السنوات الخمس الماضية قدمت حكومة المملكة العربية السعودية، بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز وولي عهده الأمين، جهودًا حثيثة لتنويع اقتصادها بعيدًا عن النفط، ولعل الأوامر السامية التي قضت بإصدار التأشيرات السياحية وقرار السماح للسائحين الذين يحملون تأشيرات الولايات المتحدة والمملكة المتحدة ومنطقة شنغن بالدخول للمملكة من العوامل الدافعة إلى تطوير قطاع السياحة السعودي.
من خلال رؤية المملكة 2030 تُركز حكومة الرشيدة على الانفتاح على العالم؛ إذ خططت لاستثمار نحو أكثر من 900 مليار دولار أمريكي في مشاريع ثقافية وترفيهية وتطوير الوجهات السياحية وبناء المزيد من الدن الساحلية في العقد الحالي، وبفضل كل هذه الجهود أحرزت السعودية بالفعل تقدمًا كبيرًا نحو تحقيق هدفها الأول المتمثل في جذب نحو أكثر من 100 مليون زائر سنويًا إلى البلاد بحلول عام 2030.
وفي هذا السياق يُلقي موقع «رواد الأعمال» الضوء على تطوير قطاع السياحة في المملكة العربية السعودية.
قطاع السياحة في المملكة
من حيث الأهمية الاقتصادية يؤدي قطاع السياحة دورًا محوريًا في خُطط التنمية المستدامة طويلة الأجل للمملكة العربية السعودية والتقدم الاقتصادي المستقبلي، وهو ما يعكس رؤية المملكة لبناء قطاع متنوع عالميًا، ووفقًا للإحصائيات الرسمية التي صدرت مؤخرًا ساهم قطاع السياحة بمبلغ 237 مليار ريال؛ أي ما يُعادل “63.2 مليار دولار” في الاقتصاد السعودي خلال الربع الثالث من عام 2021؛ حيث من المقرر أن يتضاعف هذا الرقم تقريبًا بحلول عام 2030، وفقًا للخُطط والاستراتيجيات الطموحة التي رسمتها المملكة.
اقرأ أيضًا: كأس العالم لريادة الأعمال.. مسابقة برؤى عالمية
بفضل استراتيجيتها الطموحة نجحت المملكة العربية السعودية في تحقيق مكانة بارزة كأسرع الوجهات العالمية نموًا في مدة قصيرة، وفي هذا الصدد تُشير البيانات الرسمية إلى أن الحكومة السعودية أصدرت نحو أكثر من 400 ألف تأشيرة إلكترونية منذ رفع الحظر أمام السياحة العالمية.
ونظرًا للدور الكبير الذي تُقدمه صناعة السياحة تولي حكومة المملكة، بقيادة خادم الحرمين الشريفين، اهتمامًا خاصًا بتعزيز البنية التحتية وتطوير المدن السياحية والارتقاء بمستوى المنتجات التي توفرها في قطاع السياحة للزائرين والسائحين من داخل المملكة وخارجها، بالإضافة إلى الإشراف على الحملات التسويقية للوجهات السياحية والمواقع الأثرية، وهو ما يهدف إلى جذب الملايين من السائحين محليًا ودوليًا.
تطور قطاع السياحة في المملكة
خلف كل هذه الإحصائيات حقق قطاع السياحة في المملكة العربية السعودية نموًا كبيرًا اتسم بازدهار في عدد الزوار الدوليين الوافدين وزيادة كبيرة في السياحة المحلية، وتُشير البيانات الرسمية إلى أن المملكة استقبلت نحو أكثر من 18.6 مليون زائر وافد من جميع أنحاء العالم في عام 2019.
وتعزيزًا لهذا الدور تواصل السعودية الاستثمار في تطوير البنية التحتية لقطاع السياحة؛ من خلال إنشاء مدن ساحلية جديدة وتطوير المناطق الأثرية وافتتاح مطار دولي جديد في منطقة جدة بقدرة استيعابية تصل إلى 100 مليون مسافر، كما تعمل المملكة أيضًا على تشجيع الاستثمارات الخاصة في البلاد من خلال برنامج كفالة، والذي سيضمن حصول المشاريع السياحية على قروض تصل إلى 400 مليون دولار لجميع المشاريع المتعلقة بالسياحة مثل: الفنادق والمنتجعات والمتنزهات ودور السينما.
جهود مكثفة للارتقاء بمستوى القطاع
من حيث التطوير تعتزم حكومة المملكة بناء نحو أكثر من 150 ألف غرفة فندقية جديدة خلال السنوات القليلة المقبلة، كما تسعى بالتعاون مع المستثمرين من الداخل والخارج والصناديق الاستثمارية المحلية، ومن بينها: صندوق التنمية السياحي، إلى بناء 500 ألف غرفة فندقية في جميع أنحاء المملكة بحلول عام 2030، بالإضافة إلى أنه تم توقيع مذكرات تفاهم زادت قيمتها على 115 مليار ريال لتحسين البنية التحتية، وزيادة المعروض من الغرف الفندقية.
اقرأ أيضًا: ميزانية السعودية 2022 ودعم رواد الأعمال
ولم تقتصر جهود الحكومة الرشيدة عند هذا الحد بل تهدف أيضًا إلى رفع مساهمة القطاع السياحي في الناتج المحلي من 3% إلى ما يزيد على 10% بحلول عام 2030، كما يستهدف القطاع السياحي توفير مليون فرصة عمل إضافية، ليصل الإجمالي إلى 1.6 مليون وظيفة في القطاع السياحي بحلول عام 2030.
صندوق التنمية السياحي
وفي خطوة مهمة لمزيد من التقدم دشنت حكومة المملكة صندوق التنمية السياحي برأس مال قدره 15 مليار ريال في يونيو 2020؛ بهدف تشجيع الاستثمارات السياحية في المملكة وتنويع مصادر الدخل وزيادة مساهمة قطاع السياحة في الناتج المحلي الإجمالي، وكذلك زيادة فرص العمل لبنات وأبناء المملكة في القطاع السياحي والإسهام في زيادة عدد السياح القادمين إلى المملكة.
ومنذ بدء تفعيله أبرم صندوق التنمية السياحي اتفاقيات تفاهم مع البنوك المحلية لتمويل المشاريع السياحية بما لا يقل عن 150 مليار ريال، كما قام الصندوق بالتعاون مع البنوك الاستثمارية بإنشاء صناديق للاستثمار في القطاعات السياحية المختلفة.
وتتمثل الأهداف الرئيسية لصندوق التنمية السياحي في تقديم الدعم اللازم للمستثمرين بشكل مباشر في كل ما يخص المشاريع السياحية التي تؤدي إلى تطوير القطاع السياحي في مختلف مناطق المملكة، ويشمل ذلك مجالات مختلفة؛ منها: «الفنادق، والمطاعم وتطوير الوجهات السياحية والضيافة بشكل عام ومنظمي الرحلات»، ويسعى الصندوق إلى جعل البيئة الاستثمارية أكثر جاذبية للقطاع الخاص ويقدم لهم الدعم للحصول على مشاريع أكثر ربحية.
اقرأ أيضًا:
نظام التأمين ضد التعطل عن العمل.. التفاصيل والبنود
مدينة أوكساجون الصناعية.. أكبر مجمع صناعي عائم في العالم
إنجازات الحج والعمرة.. جهود حثيثة تؤسس لمستقبل واعد
إنجازات المملكة في 2021.. حلقة من سلسلة النجاحات
إنجازات المملكة في 2021.. شمولية وتنوع