تُعد العوامل التي تتحكم في أساليب التعامل مع الموظفين فنًا من نوع خاص؛ وما بين الترغيب أو التحفيز، والترهيب والاستبداد، يجب أن تختار بعناية؛ إذ إن ما يشعر به موظفوك هو ما سيشعر به عملاؤك بالضرورة.
يختار الإنسان السويّ أسلوب الترغيب والتحفيز من أجل التعامل مع الموظفين بطريقة مثالية، والحصول على أفضل نتائج عملية منهم، أما من يتبع أساليب الترهيب فهو في الأساس شخص قد يكون نرجسيًا يتلذذ باستبداد الآخرين، والتغذي على الخوف بداخلهم من خسران الوظيفة.
نظريات التعامل مع الموظفين
سبق أن استعرضنا أنواع الحوافز والمكافآت؛ لذا ينبغي القول إن المدير الذي لا يزيل عوامل عدم الرضا الوظيفي، لن يجني المزيد من النتائج الجيدة للعمل، فالحالة الصحية والنفسية للموظف تؤثر بالضرورة في إنتاجيته، وإذا ما أحس بالظلم، فإنه قد يفقد واحدًا من الموظفين الأكفاء.
نظريات التحفيز
تُعد نظرية “هيرزبرج” التحفيزية شاملة؛ حيث تتضمن العمليات التي تشكل قوة الفرد واتجاهه، مع الحفاظ على مجهوده المستمر لتحقيق الأهداف، وهي من أهم النظريات التي تتناول التحفيز بطريقة سلطت الضوء على المكافآت الداخلية، والخارجية على حد سواء.
1. العوامل الدافعية
تُعتبر العوامل الدافعية بمثابة المكافآت الداخلية، التي تتمثل في أن يكون الموظف راضيًا، مع الشعور بالفخر عند إنجاز المهام، على أن يتم توفير العديد من الفرص له، التي تعتمد على الترويج والمسؤولية، ما يعطيه إحساسًا بالرضا الوظيفي.
2. العوامل الصحية
تتمثّل العوامل الصحية، أو المكافآت الخارجية، في حصول الموظف على التقدير نتيجة أدائه مهمة معينة، وغالبًا ما يشمل هذا النوع من التحفيز؛ زيادة الرواتب، وضمان الأمان الوظيفي.
نظريات الترهيب
تُمثل محاولة اتباع سياسة تخويف أو ترهيب الموظفين والشركاء نهجًا غير مُحبب ومرفوضًا بشدة؛ إذ إنه يزيد من حدة الآثار السلبية في بيئة العمل، والتي تصل إلى حد تدمير المشروع في الكثير من الأحيان.
وتُعتبر تلك النظريات بمثابة النهج والسلوك المنتشر في الكثير من المشروعات الصغيرة على وجه الخصوص؛ وذلك في محاولة من أصحابها لإخفاء المخاوف الداخلية من عدم قدرتهم على القيادة، والبدء في عمل جديد، ويبدو أن اللجوء لاستخدام التخويف، ما هو إلا سبب ناتج عن الخوف الذي يتملكهم.
يقع بعض رواد الأعمال في فخ استخدام سلاح الترهيب، الذي يستخدمونه _في بعض الأحيان_ لضمان إنجاز موظفيهم الأعمال والمهام الموكلة إليهم خلال فترة قياسية.
ويعتبر بعض أصحاب المشاريع غرس الخوف في قلوب الموظفين وسيلة سريعة وناجحة؛ تعمل على تنمية الشعور بأهمية المهام الموكلة إليهم ووجوب إنجازها.
لا تدوم هذه الطريقة إلا لفترة قصيرة، علمًا بأن اللجوء إليها لفترات طويلة يعزز من شعور فريق العمل بالملل، الريبة، والسخرية في أوقات أخرى؛ ما يضعف من معنوياتهم، ويؤثر بالسلب في نتائج العمل.
اقرأ أيضًا:
إدارة علاقات العملاء واستراتيجية التواصل