بعدما تناولنا فى المقال السابق التعرض لمشكلة البطالة من حيث المفهوم والأسباب والأنواع المختلفة وأيها يوجد في الدول النامية وأيها بالدول المتقدمة، وعرفنا أن كل أنواع البطالة توجد في الدول النامية وأن الدول العربية تحظى بنصيب الأسد من تلك الأنواع، والتي يرجع بعضها إلى أسباب اجتماعية واقتصادية بل أسباب نفسية أحيانًا.
نتناول فى هذا المقال الآثار المختلفة للبطالة، سواء على مستوى الاقتصاد أو المجتمع وحتى على مستوى الفرد؛ حيث تمتد آثار البطالة إلى كل القطاعات الاقتصادية، فهي تؤثر في المستوى المعيشي للعاطلين عن العمل وأسرهم، وتؤثر كذلك في القطاع الحكومي وقطاع التجارة الخارجية، ولا تقتصر آثار البطالة على الجانب الاقتصادي وإنما لها آثار سياسية واجتماعية. ونستعرض فيما يلي أهم آثار البطالة الاقتصادية والاجتماعية والسياسية:
أولًا: الآثار الاقتصادية للبطالة
- تؤدي البطالة إلى هدر الموارد الإنتاجية والبشرية وانخفاض الإنتاج القومي والدخل القومي، ويعود سبب ذلك إلى تكلفة تعطل نسبة كبيرة من الأيدي العاملة عن العمل.
- يرافق ارتفاع معدل البطالة انخفاض في المستوى المعيشي للعاطلين عن العمل وأسرهم وارتفاع نسبة الفقر.
- تؤدي البطالة إلى مزيد من الأعباء المالية على الحكومة؛ حيث تسعى لمواجهة هذه المشكلة من خلال استحداث المزيد من فرص العمل أو تعويض العاطلين عن العمل، ويؤدي ذلك إلى زيادة في النفقات العامة والعجز بالموازنة العامة.
- تؤدي البطالة إلى تدني الإنتاجية على المستويين الكلي والجزئي؛ ما ينعكس على مستويات الأجور والدخل وعلى حجم الإنتاج الكلي.
- تؤدي البطالة إلى انخفاض حجم المدخرات لدى العاطلين عن العمل؛ بسبب توجههم إلى الإنفاق على الاستهلاك خلال فترات التعطل عن العمل.
- هجرة الكفاءات من الأيدي العاملة المحلية.
- زيادة الهجرة إلى المدن الرئيسية.
- هجرة الموارد البشرية الماهرة إلى الخارج وحرمان قطاعات الإنتاج منها.
ثانيًا: الآثار الاجتماعية للبطالة
- انتشار بعض الأمراض الاجتماعية كالسرقة والاختلاس وارتفاع معدل الجرائم بأنواعها المختلفة.
- انتشار الكثير من السلوكيات المنحرفة مثل: تناول المخدرات وتفشي العنف والتدخين والإدمان.
- تأخر سن الزواج وما يرافقه من آثار سلبية في كل فئات المجتمع.
- تأثر الوضع النفسي للعاطلين عن العمل؛ ما يزيد من العنف ضد المرأة والأولاد، وانتشار ظاهرة الطلاق، والتفكك الأسري، وتشرد الأطفال، والانحراف الأخلاقي.
- حدوث اضطرابات واعتصامات ومشاكل سياسية بسبب البطالة وعدم العدالة في توزيع فرص العمل، وللمطالبة برفع تعويضات البطالة، وإيجاد فرص عمل.
في المقال القادم -بإذن الله- نتناول دور ريادة الأعمال في مواجهة وعلاج مشكلة البطالة.. فإلى لقاء.
اقرأ أيضًا من رواد الأعمال:
الاستثمار الرياضي.. أهميته وكيف يتحقق؟
ما هو مفهوم البطالة؟ وما أسبابها؟
أنواع نموذج العمل.. حدد المناسب لفكرتك
هل يكفي الشغف لنجاح ريادة الأعمال؟