بعد شهور من الشد والجذب بين إدارة الرئيس الأمركي دونالد ترامب والحكومة الصينية، حول وضع تيك توك في الولايات المتحدة، توصل الطرفان إلى اتفاق مبدئي، بحيث لا يضطر المستخدمون إلى تحميل تطبيق جديد للوصول لتلك الخدمة.
وبحسب تقرير صحيفة “وول ستريت جورنال”، تتضمن الاتفاقية استحواذ المستثمرين الحاليين، من بينهم شركة الاستثمار Silver Lake وعملاق الحوسبة السحابية Oracle، على نحو 80% من الشركة.
بالإضافة إلى إطلاق نسخة جديدة من خوارزمية التوصية الخاصة بمحتوى تيك توك. ما يتيح للمستخدمين الدخول إلى المنصة دون الحاجة لتحميل نسخة بديلة.
ومن المفترض أن يصدق “ترامب” رسميًا على الإطار الخارجي التنظيمي للصفقة خلال الأسبوع الجاري. بعدما أكد مسؤول بارز في البيت الأبيض مواءمة الاتفاقية لمتطلبات القانون الأميركي.
الاستحواذ.. كلمة السر وراء حل أزمة تيك توك
وأعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في تصريحات لـ “فوكس نيوز” ضم رجل الأعمال لاكلان موردوخ، نجل الملياردير الإعلامي روبرت موردوخ إلى الصفقة. وقال “ترامب”: “على الأرجح سيكون ضمن المجموعة الاستثمارية”.
وأضاف: “أعتقد أن موردوخ الأب أيضًا سيكون جزءًا من الصفقة”.
أيضًا أوضح ترامب انضمام لاري إليسون، رئيس مجلس إدارة Oracle، ومايكل ديل، الرئيس التنفيذي لشركة Dell Technologies، إلى قائمة المستثمرين في التطبيق.
علاوة على ذلك، تجري شركة Fox Corp، المالكة لقناة فوكس نيوز، والتي يديرها لاكلان موردوخ، محادثات للانضمام إلى مجموعة المستثمرين المساهمة في إطلاق نسخة تيك توك الأميركية المنفصلة عن الشركة الأم الصينية ByteDance.
أمريكا تستحوذ على تيك توك
وفي السياق ذاته، أعلنت كارولاين ليفيت، المتحدثة باسم البيت الأبيض، موافقة الطرفين (إدارة ترامب والحكومة الصينية) بالفعل على بنود الاتفاق. ولكن لم يتم التصديق عليه من دونالد ترامب. مشددة على أن إدارة تيك توك الجديدة ستكون أميركية مطلقة بأغلبية ساحقة.
كما أكدت ليفيت حصول الأمريكيين على ستة مقاعد من أصل سبعة في مجلس إدارة المجموعة المالكة الجديدة. إلى جانب خضوع خوارزمية تيك توك، تحت رقابة وسيطرة أميركية شاملة.
وبحسب تقرير “بلومبرغ”، تضم قائمة المستثمرين الجدد Oracle، وAndreessen Horowitz، بالإضافة إلى Silver Lake Management. بالإضافة إلى تولي أوراكل مسؤولية أمن وحماية التطبيق.
بينما تنخفض حصة شركة ByteDance الأم إلى أقل من 20%. بما يتماشى مع نص القانون الصادر عام 2024. والذي يلزمها بالبيع أو وقف نشاط التطبيق داخل الولايات المتحدة.
كواليس صفقة تيك توك الأخيرة
وكان قد نوه البيت الأبيض، يوم السبت الموافق 20 سبتمبر 2025، إلى اقتراب توقيع صفقة لإبعاد عمليات «تيك توك» في الولايات المتحدة عن السيطرة الصينية. ما يتطلب إنشاء مجلس إدارة يهيمن عليه الأمريكيون.
كما حذرت واشنطن، منذ الولاية الأولى للرئيس دونالد ترامب، من أن الصين قد تستغل التطبيق لاستخدام بيانات الأميركيين أو التلاعب بالمحتوى المعروض على المنصة.
علاوة على ذلك، بذلت الولايات المتحدة أقصى جهودها لإقصاء عمليات «تيك توك» الأمريكية من يد الشركة الأم الصينية «بايت دانس». لدواع تتعلق بالأمن القومي.
كما أقر الكونجرس، تحت إدارة الرئيس السابق جو بايدن، قانونًا يلزم «بايت دانس» ببيع عملياتها في الولايات المتحدة أو مواجهة حظر التطبيق.
لكن «ترامب»، الذي اعتمد على «تيك توك» خلال حملته الرئاسية الناجحة عام 2024 لاستقطاب الشباب الأميركي، أرجأ مرارًا تنفيذ الحظر في انتظار التوصل إلى اتفاق.
من ناحية أخرى، أوضحت «ليفيت» أن شركة «أوراكل» الأميركية، المملوكة للملياردير لاري إليسون وأحد أبرز داعمي «ترامب»، ستتولى قيادة ملف البيانات والخصوصية.
كما أضافت أن: «البيانات والخصوصية ستدار من قبل واحدة من أعظم شركات التكنولوجيا الأميركية «أوراكل» و«الخوارزمية» ستكون أيضًا تحت السيطرة الأميركية».
وأكدت أن «جميع التفاصيل قد تم الاتفاق عليها بالفعل. وما تبقى فقط هو توقيع الصفقة».
جدير بالذكر أن الطرفين بحثا القضية في مكالمة هاتفية يوم الجمعة. كما قال «ترامب» إن «شي» وافق على الصفقة خلال الاتصال. لكنه أضاف: «علينا أن نوقعها». فيما لم تؤكد الصين أي اتفاق.
علاوة على ذلك، أشار «ترامب» إلى أن «السيطرة ستكون صارمة للغاية». مضيفًا: «تيك توك يتمتع بقيمة هائلة. وأنا متحيز قليلًا لأنني حققت نجاحًا كبيرًا من خلاله».
وأخيرًا نقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» عن مصادر مطلعة على المحادثات أن الحكومة الأميركية قد تحصل على رسوم تقدَّر بعدة مليارات الدولارات من المستثمرين. ضمن إطار الصفقة.
المصدر: وول ستريت جورنال