استثمار الأزمات فن، ويستلزم حنكة ومهارة عاليتين، وعلى رواد الأعمال أن يتقنوا هذا الفن وتلك المهارة؛ فمن خلالهما يمكن قلب الأمور رأسًا على عقب، وتحويل الأزمات إلى فرصة، ومن ثم لم يكن غريبًا أن يُصدَر وليد البلاع حديثه معنا مستشهدًا بمقولة تشرشل «لا تدع أبدًا أزمة جيدة تذهب سدى».
يتعلق الأمر، إذًا، بدراسة الأزمة _أي أزمة سواءً كانت الحالية أو أي أزمة مستقبلية_ دراسة وافية مستفيضة؛ للوقوف على أبعادها وتحديد تبعاتها، والتعرف، في مرحلة تالية، على الفرص التي قد تنطوي عليها هذه الأزمة.
وفي غضون كل هذا وقبله يتعين على أصحاب الشركات الناشئة على وجه الخصوص أن يتأكدوا من قدرة شركاتهم على الصمود في ظل هذه الهزات والتحولات الدراماتيكية التي يشهدها السوق خلال الأزمات.
اقرأ أيضًا: «أسامة السلوم»: الفترة الحالية هي أنسب وقت لإطلاق المشروعات الناشئة
الأزمات كفرص
وفقًا لهذا الطرح، يمكن القول إن الأزمة، منظورًا إليها من زاوية جديدة، هي فرصة، لكن الحصول على هذه الفرص، وتحقيق المكاسب من وراء هذه الأزمة أو تلك لن يتم إلا عبر خطة محكمة للتعامل مع الكوارث والأزمات _وهو الأمر الذي استعنا فيه بالخبير في قطاع التقنية والشركات الناشئة وليد البلاع_ ومن خلال إدارة مخاطر تعرف ما تفعل بالضبط، وكيف تتخطى الأزمات وتعبر إلى الشاطئ الآخر بسلام.
وفي هذا السياق، قال وليد البلاع ؛ مستثمر في قطاع التقنية والشركات الناشئة، في حديثه الحصري لموقع رواد الأعمال، إن تاريخ السوق شاهد على قصص نجاح كثيرة خرجت من رحم الأزمات السابقة، مثل الأزمة المالية في 2008م (أوبر وسلاك وسكوير إير بي إن بي) وفقاعة الإنترنت (فيسبوك وتسلا وسيلزفورس).
اقرأ أيضًا: «نورة العقلا»: نموذج العمل التجاري يوفّر ميزة تنافسية للشركات الناشئة
4 محاور أساسية
وأضاف أنه يمكن لرواد الأعمال التعامل مع الوضع الحالي من خلال أربعة أمور:
1- التعامل السريع مع الآثار السلبية العاجلة، والتأكد من متانة مدرج الشركة للأشهر المقبلة (8-12 شهر كحد أدنى)، ومن سرعة وسلامة إدارتها للمخاطر.
2- تبسيط آلية اتخاذ القرار في ظل الضبابية والتغيرات السريعة المصاحبة للجائحة، ورفع كفاءة رأس المال؛ حتى يتم التركيز على المفاصل الأساسية لنمو الشركة.
2- دراسة الأزمات السابقة واستنباط الدروس المستفادة منها.
اقرأ أيضًا: «البريكان»: مبادرة علاج المشاريع تستهدف 10 قطاعات حيوية بالمملكة
3- صيانة استراتيجية الشركة وطريقة عملها بما يتناسب مع ما نشهده من قفزات كبيرة في تبني التقنيات الرقمية في العمل، والتسوق، والترفيه، وحتى الرعاية الطبية عن بُعد في كثير من الحالات.
4- ملاحظة أن هناك انخفاضًا في مجموعة من التكاليف؛ نتيجة إحجام الشركات الكبيرة عن الدخول في مجالات جديدة خلال الأزمة، وكذلك انخفاض بعض التكاليف (مثل الإيجارات والتسويق)، ووفرة أعلى للكفاءات البشرية، بالإضافة إلى وجود وفرة في رأس المال الجريء الباحث عن الأصول الاستثمارية ذات الجودة العالية.
اقرأ أيضًا:
محمد العوض: استراتيجيات التسويق في وقت الأزمات تختلف من علامة تجارية لأخرى
«رؤى عبد الحليم»: المستهلك هو حجر الزاوية في التسويق وقت الأزمات
معتز حجاج: التحول الرقمي فرصة لتطوير آليات العمل وتحسين تجربة المستخدم