ينطوي نجاح المرأة العاملة على أبعاد جمة، فهو، من جهة، نجاح لها في حياتها المهنية والعملية، ولكنه، من جهة أخرى، نجاح في حياتها الشخصية؛ إذ ما جدوى أن يفلح المرء في جانب ويخرّب الجانب الآخر؟!
أضف إلى ذلك أنه لا يتم الوصول إلى نجاح المرأة العاملة من دون التغلب على العديد من العقبات والتحديات، والتي من أبرزها: فكرة تعدد المهام؛ إذ تجد النساء العاملات أنفسهن منجذبات في اتجاهات متعددة، فهناك عمل ومنزل، والعديد من الأشياء بينهما، مع أدوار متنوعة مثل كونها أمًا، أو رائدة أعمال، أو قائدة.
وهذا يعني أن النساء يواجهن تحديات مختلفة على جبهات المنزل والعمل، ويحاولن أن يصبحن الأفضل في كليهما.
سجل بحث أجرته شركة تومسون رويترز ومؤسسة روكفلر Thomson Reuters and Rockefeller Foundation في عام 2015 تحديات رئيسية تواجهها النساء في القوى العاملة على مستوى العالم، وتتمثل هذه التحديات فيما يلي: عدم المساواة في الأجور، والمضايقات في مكان العمل، وفرص العمل، تربية الأطفال، والارتقاء في درجات القيادة، والتوازن بين العمل والحياة. لهذه الأسباب مجتمعة يُعتبر نجاح المرأة العاملة حدثًا فريدًا؛ لأن المرأة التي تنجح في حياتها المهنية والعملية على حد سواء تكون قد تغلبت على كل هذه العقبات وغيرها الكثير.
اقرأ أيضًا: 3 استراتيجيات يجب عليك تطبيقها كرائد أعمال في عام 2022
نجاح المرأة العاملة
ويرصد «رواد الأعمال» بعض الممارسات التي تساعد في نجاح المرأة العاملة، وذلك على النحو التالي..
-
تحديد الأهداف
تحديد الهدف مهم للغاية، بل هو شرط رئيسي من شروط النجاح بصفة عامة وليس نجاح المرأة العاملة؛ فمن لا يحدد أهدافه لا يستطيع الوصول إليها ولا تحقيق أي شيء على الإطلاق. المهم أن تعرفين أولًا أين تريدين الذهاب ثم سيتضح الطريق من تلقاء ذاته.
إن الواقعية في تحديد النجاح هي مفتاح تحقيق نجاح المرأة العاملة؛ إذ لدى النساء الناجحات عادة تحديد الأهداف بانتظام، ولديهن نهج منهجي للقيام بالكثير من العمل الجاد لجعل أهدافهن حقيقة واقعة.
اقرأ أيضًا: فن عقد الصفقات
-
التعاطف
عالم الشركات هو مكان مليء بالتحديات، وفي كثير من الأحيان يكون من الصعب تحقيق نجاح المرأة العاملة في هذه البيئة. يتطلب الكثير من العمل الجاد والتفاني والتضحية.
تواجه النساء الناجحات تحديات فريدة على طريق النجاح، وغالبًا ما يجدن أنفسهن تحت ضغط هائل لتغيير أنفسهن لملائمة مفهوم القيادة المتمحور حول الذكور.
الشعور بالضغوط قد يؤدي أحيانًا للتخلي عن سمات القيادة النسائية مثل اللطف والتعاطف والتي غالبًا ما يُنظر إليها على أنها نقاط ضعف في بيئة الشركات التي يهيمن عليها الذكور.
ومع ذلك تظل النساء الأكثر نجاحًا وفيات لأنفسهن ويظهرن الصفات القيادية الفريدة التي يمكن أن يجلبنها إلى المنظمة؛ فهن متعاطفات، ولا يدفعهن الضغط إلى ممارسة بعض الأخطاء القيادية التي قد يقع فيها القادة الذكور إن وُضعوا تحت ضغط.
اقرأ أيضًا: بناء الشخصية الريادية.. سبل صُنع القادة
-
التعلم المستمر
ليس منطقيًا الحديث عن نجاح المرأة العاملة دون الحديث عن التعليم المستمر، فهو شرط رئيسي من شروط النجاح؛ فالنساء الناجحات متصالحات مع حقيقية أنهن لا يعرفن كل شيء عن كل شيء، وهو ما يدفهم إلى التعلم وصقل مهاراتهن باستمرار.
النساء اللواتي ينجحن في الحياة عادة يثقفن أنفسهن، بغية التقدم إلى الأمام. بغض النظر عن الصناعة التي تختارينها فإن التغيير أمر لا مفر منه. وتدرك النساء الناجحات الحاجة إلى البقاء متعلمات والنمو مع تقدمهن في مجالهن.
-
التواصل الفعال
لا تعمل المرأة في جزيرة منعزلة؛ لذلك فإن التواصل الفعال إحدى الخطوات المهمة التي تعمل على تحقيق نجاح المرأة العاملة؛ بل إن النساء الناجحات هن القادرات على التواصل بكفاءة وفعالية.
إنهن واثقات من أنفسهن؛ ولذا تراهن يتحدثن عند الحاجة، ويظهرن الشجاعة لإحداث فرق أو طرح رؤية بديلة.
وغالبًا ما لا تكون النساء الأكثر نجاحًا الأكثر خبرة، وإنما يتمتعن بموهبة التواصل التي تفتح الأبواب وتمنحهن التأثير.
اقرأ أيضًا: الحلول البديلة للوظائف.. استراتيجيات مهمة تستدعي التفكير
-
الرياضة والاهتمام بالصحة
لا يقتصر نجاح المرأة العاملة على ممارسات العمل فحسب، وإنما يتطلب هذا النجاح أسلوب حياة متكاملًا، ولذلك ترى النساء الناجحات يقبلن على ممارسة الرياضة أو اليوجا؛ فهن مقتنعات بأن هذه الممارسات الرياضية تساعدهن في محاربة الأمراض السلبية التي يمكن أن تحدث إذا سمحن لأنفسهن بالاستهلاك في العمل.
وتعتبر بعض النساء أن وقت التمرين يعادل وقت العمل تمامًا؛ ما يجعل دروس اليوجا تجربة مرضية للغاية. إن معرفة وقت التوقف والعناية بنفسك هي السمة المميزة للمرأة الناجحة.
-
بناء العلاقات
لا يتحقق نجاح المرأة العاملة بمعزل عن الآخرين؛ إذ تبني النساء الناجحات شبكتهن باستمرار ولا يخشين أبدًا من بناء تحالفات مع أفراد متشابهين في التفكير.
وستبعد النساء الناجحات أنفسهن باستمرار من منطقة الراحة الخاصة بهن للتقدم إلى الأمام والتفاعل والتعرف على مجموعة متنوعة من الأفراد في العمل والحياة الشخصية على حد سواء.
اقرأ أيضًا:
الدروس المستفادة من إيلون ماسك.. هل لديك الاستعداد؟
كيف تتغلب على أخطاء رواد الأعمال؟
كيف تحلل ملاحظات العميل وتستفيد منها؟
كيف تُحقق برامج الاقتصاد التكنولوجي استدامة الشركات عالميًا؟